شعلة الصحراء، لهب الغابات، زهرة الطاووس، الشجرة الحمراء، أكاسيا روجا، البوانسيانا الملكية، كلها أسماء لشجرة واحدة هي «البوانسيانا» الاستوائية الجميلة، كثيفة الظل، مبهجة المنظر، ملهمة للفنانين ليبدعوا ويرسموا أجمل اللوحات، حيث تأسر الألباب بلونها الأحمر الوهاج المختلط بالبرتقالي في أشد أيام الحرارة صيفاً، لتعلن أن الجمال لا يحده مكان أو زمان، تملأ شوارع دبي وحدائقها العامة إلى أن وصل إجمالي المزروع منها إلى أكثر من 30 ألف شجرة. كريمة في ظلها وخضارها الوارف، تزهر مرة واحدة في السنة، ونجحت في لفت الأنظار إليها في موسم إزهارها الذي يبدأ سنوياً من نهاية الثلث الأول من أبريل حتى نهاية يوليو، محولة الشوارع إلى لوحة فنية مكتظة بالألوان البديعة، متحدية حرارة الشمس ولهيبها. تتألق في الصيف بثوب مختلف يضفي على الشوارع والميادين ألواناً بديعة من صنع الخالق، حتى عندما تتساقط أوراقها على الأرض فإنها تشكل لوحة فنية أخرى كسجادة منسوجة على أرضية الرصيف والمقاعد أسفلها. يؤكد المهندس محمد العوضي مدير إدارة الزراعة في بلدية دبي، أن «البوانسيانا» تعتبر من أهم أشجار الزينة المستخدمة في مجال الزراعة التجميلية في دبي، نظراً لضخامة حجمها وجمال أزهارها، حيث أدخلت إلى مشاتل البلدية في 1982، وتم استخدامها على نطاق واسع في مشاريع الحدائق العامة الكبرى، والحدائق السكنية، والبستنة والتشجير في معظم شوارع مدينة دبي منذ ذلك الحين، مشيراً إلى أن هذه الشجرة باتت واحدة من السمات المميزة للإمارة خلال فصل الصيف، وزهورها تشكل تعويضاً لنقص الزهور في هذه الفترة، والتي تعتبر فترة انتقالية بين مواسم زراعة الزهور. وأضاف العوضي: «تجميل المدينة يشكل أحد الأهداف الرئيسية للبلدية، بما يعكس جمال الإمارة من خلال زراعة الأشجار والزهور التي تزين شوارعها وميادينها العامة وحدائقها، ومنها البوانسيانا واسمها العلمي ديلونكس ريجييا وتتميز بأزهارها الحمراء، وأدخل مؤخراً النوع ذو الأزهار الصفراء إلى مشاتل البلدية». الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي قالت: «كوني فنانة وإنسانة قبل كل شيء، فمن الطبيعي أن يشعرني هذا الخضار الموزع في الإمارة بشكل مهندَس ومدروس بالسعادة، ويعد إلهاماً لي وللفنانين للأمل بالحياة وجمالها واستمرارية العطاء والإنجاز في مختلف الظروف، والجميل أن دبي دائماً ما تشدد على شعار «مستمرون في تخضير دبي» التي نراها على اللافتات في مختلف المناطق، وهذا بحد ذاته تحد كبير تعلنه البلدية المعنية آخذة على عاتقها جعل الإمارة فاتنة ساحرة في كل موسم بطرق متفردة وجميلة تنتج عنها لوحات فنية متنوعة أينما اتجهنا». وتابعت: «إن شجرة «البوانسيانا» التي تنتشر في دبي خلال الصيف بشكلها وألوانها المميزة تحفز وتدفع أي فنان للإبداع وإظهار موهبته مستلهماً من جمالها وروعة وجودها أعمالاً متفردة». وأكدت أن الطبيعة لطالما كانت مصدر إلهام للفنانين على مدى العصور، ولدينا كفنانين أسلوب يسمى «بلانير» وهو أن يأخذ الفنان أدواته وألوانه ويذهب للطبيعة للاقتباس منها ولتوحي له بجمالها ما يمكنه أن يعبر عنه في لوحته، فهي محفز رائع وبديع لأي فنان للتعبير عن فنه وعن جمال الطبيعة. Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :