اسطنبول الوئام : يبدو ان الحزب الحاكم في تركيا في طريقه ليضحي برجل الحزب الاول .. وصاحب الثقل الكبير اردوغان .. على صعيد آخر اغتنم الرئيس التركي عبد الله غول الفضيحة السياسية والمالية التي تهز الحكومة ليبرز ما يميزه عن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى حد بات يظهر في موقع المنافس له قبل ثمانية اشهر من الانتخابات الرئاسية. وقالت مصادر مقربة من دائرة الحكم في تركيا إن نقاشات واسعة تدور داخل الحزب ذي الخلفية الإسلامية حول الشخصية التي ستخلف أردوغان، وإن شقا كبيرا من قياداته ترشح الرئيس الحالي لتركيا عبدالله غول لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة وربما مرشحا له لرئاسة الوزراء. وكشفت عن وجود غضب في صفوف الحزب مما يصفه البعض باختطافه لخوض قضايا خارجية لا علاقة لمصلحة الحزب ولا تركيا بها مثل التورط في الملف السوري، أو حالة العداء مع مصر التي تهدد مصالح تركيا في علاقتها بدول الخليج .. ويتهم أعضاء بارزون في الحزب أردوغان بالبحث عن المجد الشخصي على حساب الحزب، في إشارة إلى التصريحات ذات الصبغة الاستهلاكية تجاه مصر والأسد. ومن وقت ليس بقليل يخرج اردوغان في خطاباته الطويلة على جميع اعدائه ويتهمهم بمحاولة الاطاحة به وبزعزعة استقرار البلاد، يلزم غول الصمت ولا يخرج عنه الا للدعوة الى التهدئة والجمع بين الاتراك. فيما المجلس الاعلى للقضاة احدى ابرز المؤسسات القضائية في تركيا ، اصدر بيان امس الجمعة ان مشروع اصلاح القضاء الذي قدمته السلطة التركية والهادف الى تعزيز رقابة الحكومة على القضاء غير دستوري . وياتي هذا الاصلاح فيما اردوغان يقوم بحملة تطهير غير مسبوقة في صفوف الشرطة ويحاول السيطرة على القضاء متهما اياه بالعمل ضده عبر فتح تحقيقات في قضايا فساد ادت الى سجن حوالى عشرين شخصية مقربة من السلطة وتسببت باستقالة ثلاثة وزراء. وندد رئيس الوزراء في مختلف انحاء البلاد بالمؤامرة التي قال انها تحاك ضده مهددا بشدة ما يسميه الدولة داخل الدولة والتي يشكلها على حد قوله الشرطيون والقضاة الذين يقفون وراء التحقيق الذي يهدده. ويبدو ان الرئيس جول يتخذ منهجيا الموقف المعاكس لاردوغان، واكد انه لن يتم غض النظر ولا يمكن غض النظر على الفساد. واسس غول واردوغان اللذين لطالما كانا رفيقا درب، حزب العدالة والتنمية سويا في 2001 لكن مع انتخاب غول رئيسا في 2007 بدأ مسارهما يتباعدان تدريجيا. وكانت الاختلافات في بادئ الامر بسيطة بشان اوروبا او النظام الدستوري، لكنها تجلت في وضح النهار خلال انتفاضة حزيران ضد الحكومة. وقال جول موجها كلامه لاوردغان ان على قادة البلاد ان يبذلوا مزيدا من الجهود للاصغاء الى مختلف الاراء والمخاوف عندما كانت الحكومة تنعت المتظاهرين بالمخربين و اللصوص . ورغم ان الرجلين تجنبا حتى الان اي مواجهة مباشرة فان الازمة الحالية عمقت الهوة التي تفصل بينهما، وفق ما يرى عدد من المعلقين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هل يسقط اردوغان بيد رفيق دربه
مشاركة :