تسعى البحرين لتنويع قاعدتها الاقتصادية، عبر زيادة حصة القطاع السياحي في الناتج المحلي، وتبدأ الأسبوع المقبل حملة ترويج سياحي واسعة لزيادة حصتها من سوق منطقة الخليج، وذلك بعد أن أطلقت هويتها السياحية محليًا عبر شعارها الجديد «بلدنا بلدكم». وشهد قطاع الفنادق والمطاعم خلال العام الماضي نموًا بنسبة 7.3 في المائة، كما بلغت حصة قطاع المواصلات والاتصالات 7 في المائة كما شكل قطاع الأنشطة العقارية والتجارية نحو 6 في المائة من الناتج المحلي للعام 2015. في حين أن قطاع الخدمات يشكل نحو 42 في المائة من الناتج المحلي البحريني. وقال جيراد باكر المدير التنفيذي لإدارة السياحة بمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين لـ«الشرق الأوسط» «يُعد قطاع السياحة أحد القطاعات الرئيسية المساهمة في الاقتصاد البحريني، وحاليًا يتم إنشاء أكثر من عشرة فنادق، ومن المتوقع أن تنمو عروض الفنادق بمعدل سنوي يبلغ 11 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة». وأضاف أن عام 2014 شهد إسهام قطاع السياحة بما قيمته 700 مليون دولار في اقتصاد البحرين، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بمعدل سنوي ثابت قدره 4.8 في المائة ليصل إلى مليار دولار بحلول العام 2020. ولفت إلى أن قطاع الضيافة، الذي يشمل الفنادق والمطاعم كان الأكثر نموًا من بين القطاعات الأخرى في البحرين خلال السنتين المنصرمتين، حيث حقق نموًا وصل إلى 10 في المائة في العام 2014 و 7.3 في المائة خلال العام 2015. ووصف المدير التنفيذي لإدارة السياحة بمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، بأن ذلك مؤشر على تنامي زيادة الطلب من الزوار، إذ استقبلت البحرين خلال العام الماضي 11.6 مليون زائر، بزيادة تبلغ 11 في المائة عن عدد الزوار في عام 2014. وأول من أمس، دشنت البحرين الهوية السياحية الجديدة تحت شعار «بلدنا بلدكم»، بهدف الترويج لمقومات البحرين السياحية في دول المنطقة والعالم، وزيادة عدد المسافرين إلى البلد. وعبّر زايد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني، عن أمله في زيادة عدد الأسرة في القطاع الفندقي من 17 ألف سرير في الوقت الحاضر إلى 20 ألف سرير بحلول العام 2018. وتوقع الزياني أن يتضاعف عدد زوار البحرين من 11 مليون زائر في العام الماضي 2015 ليصل إلى 15 مليون زائر بحلول العام 2018. وذكر أن الهوية السياحية الجديدة تعد نقطة انطلاق جديدة للترويج السياحي للمملكة ترتكز على ما تعكسه ملامح المملكة من الناحية التاريخية والحضارية والمعاصرة، إضافة إلى الترحيب بالزوار، وموقعها الاستراتيجي وسط الخليج، وما تتمتع به من مقاصد سياحية مختلفة. ولفت الزياني إلى أنه سيتم ترويج الهوية السياحية الجديدة للبحرين الأسبوع المقبل في معرض السفر العربي في مدينة دبي، وتوظيفها بمنتجات ترويجية ليتم تعميمها على مستوى المنطقة والعالم. من جهته، أكد كمال بن أحمد وزير المواصلات والاتصالات أن مشروع توسعة مطار البحرين الدولي، الذي يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في البحرين، سيعزز من موقع البحرين الاستراتيجي ومكانتها على الصعيد الإقليمي والدولي في قطاع الطيران وسيرفع من الطاقة الاستيعابية للمطار إلى نحو 14 مليون مسافر سنويًا. وأكد كمال أن وزارة المواصلات والاتصالات بصدد تنفيذ عدة مشاريع من أجل الارتقاء بالبنية التحتية لقطاع النقل البري وبالأخص النقل بالأجرة من أجل تلبية احتياجات السياح والزوار إلى المملكة. بدوره قال الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، إن إطلاق الهوية السياحية يأتي ضمن جهود تعزيز القطاع السياحي الواعد، والتسويق والترويج للمملكة في المنطقة وحول العالم من خلال افتتاح 6 مكاتب للهيئة في الأسواق المستهدفة، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والهند، إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. وقالت فيفيان جمال المدير التنفيذي للاتصال والتسويق في مجلس التنمية الاقتصادية إن الهوية السياحية الجديدة من شأنها أن تسهم في تحديد أولويات البحرين في تعزيز السياحة بوصفها خيارا استراتيجيا في سبيل ضمان استدامة القطاع والإسهام في إيجاد مزيد من فرص العمل النوعية للكفاءات الوطنية. وبينت المدير التنفيذي للاتصال والتسويق في مجلس التنمية الاقتصادية أن السياحة تلعب دورا بالغ الأهمية في التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل، حيث ساهم القطاع السياحي بنحو 700 مليون دولار في الاقتصاد البحريني في عام 2014. كما أوضحت أن مجلس التنمية يعمل مع مختلف الجهات الحكومية على تطوير عدد من المبادرات التي تهتم بالقطاع السياحي، وتشمل هذه المبادرات عددا من المشاريع الفندقية الكبيرة في المملكة بالتعاون مع القطاع الخاص. وذكرت أن مجلس التنمية عمل على تحديد عدد من أبرز المجالات السياحية الرئيسية التي سيركز على تطويرها والاستثمار بها، التي تشمل المشاريع الفندقية، والمشاريع المرتبطة بسياحة السفن الكبيرة «الكروز» والموانئ والمشاريع الترفيهية والفعاليات الرياضية. كما أشارت إلى أن الخطة الاستراتيجية للمجلس لتطوير القطاع السياحي ركزت على عدد من المجالات السياحية الفرعية، من أهمها سياحة المعارض والمؤتمرات وشركات التكنولوجيا والمطاعم وخدمات التموين.
مشاركة :