نجحت سعوديات في كسر قاعدة استخدام الهواتف الذكية بأيديهن من وسيلة للتواصل والاستهلاك الشخصي فقط إلى معرفة فك وتركيب القطع الإلكترونية الداخلية المكونة لتلك الأجهزة مثل (الآي اس و الفليكس وlcd بجانب البطارية و شاشة اللمس و الموصل الشواحن), ليتولين صيانة الهواتف الخاصة بهن و بمعارفهن بالبداية ثم بقية أفراد المجتمع عبر محلات خاصة. و لم تكتف هؤلاء السيدات بما يعرفنه بل بدأن بنقل المعرفة و المهارة اللاتي يمتلكوها وراهنّ على تدريب غيرهن من الفتيات بالبرامج التدريبية التي أطلقتها المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني مؤخراً و الخاصة بصيانة الجوال ليكنّ مؤهلات وقادرات على العمل بصيانة أجهزة الهواتف الذكية و يواكبن قرار وزارة العمل الخاص بقصر العمل على السعوديين والسعوديات بهذا المجال. تروي المدربة هدى الحكمي من جدة قصتها بمعرفة أسرار صيانة الجوال والتي بدأت من عندما كانت طالبة بجامعة الملك عبد العزيز قسم علم النفس إلا أنها كانت تمتلك هواية بالتقنية وتفكيك الأجهزة وتركيبها وبدأت بالتعلم الذاتي من اليوتيوب و إصلاح هواتف أفراد أسرتها حتى ذهبت بدورة تدريبية للولايات المتحدة ضمن برنامج شراكة مع السفارة الأمريكية حيث التحقت ببرنامج صيانة الإلكترونيات بإحدى الشركات المتخصصة هناك, واللاتي لبراعتها عرضوا عليها إكمال الدبلوم وعدم الاكتفاء بالدورة ولكنها فضلت العودة للسعودية والبدء بمشروعها. و بالفعل قدمت فكرتها الخاصة بمراكز صيانة نسائية متنقلة لخدمة السيدات والتي وجدت الدعم من حاضنة بادر فأطلقت المشروع لتكتشف أنها بحاجة إلى أيدي عاملة تساعدها خاصة بعد أن ذاعت سمعة المشروع فقررت أن تتولى هي تدريب الراغبات بالعمل فكانت تحضر جهاز هاتف بالبداية لتجعلهم يعيدون فكه وتركيبه عدة مرات حتى يصبحن سريعات بعملية تركيب الأجهزة و يمتلكن المهارة اليدوية تبدأ بتعريفهم بقطع الغيار الداخلية للهواتف الذكية وكيفية الوصول لها وإصلاحها ونجحت بتكوين فريق عمل نسائي افتتحت به مشروعها الخاص بصيانة الجوال, وطوال مسيرة عملها لم تتسبب بعطل أي جهاز أو تعجر عن إصلاحه. تقول» بعد أن عرفت بالبرامج التدريبية قررت أن أتولى تدريب بقية فتيات الوطن من غير فريقها فأصبحت مدربة وواثقة أن تلك البرامج ستستطيع تأهيل فتيات قادرات على صيانة الأجهزة خاصة أنني أحضر معي العديد من الهواتف التي بها عطل وذوات الشاشات المكسورة ليقمن بإصلاح أكثر من جهاز باليوم», مبينة أنه بعد التأهيل يأتي الدور على الفتاة لممارسة ما تدربت عليه لأن الإتقان يأتي من الممارسة لا من الدورات التدريبية مهما كانت طويلة أو متخصصة. من جهتها تقول المدربة سارة الشلاحي من كلية التقنية بالإحساء إنها بدأت طريقها بصيانة الجوال من خلال دراستها لدبلوم الحاسب بالكلية التقنية لتبرع بمجال الإلكترونيات وتجد بنفسها الشغف لصيانة الهواتف الذكية فتلتحق ببعض الدورات لدى الشركات العالمية و تمارس هوايتها بإصلاح هواتف أفراد أسرتها و تزداد خبرتها لتدريجية بخبايا صيانة الجوال الخاصة بالـ(Hard Ware و Software) على حد سواء. لتشكل بعدها فريق جوالة دعم صيانة من فتيات تتولى تدريبهن لتكتشف من خلال الفريق الشغف لدى الفتيات لمعرفة هذا المجال خاصة أن إصلاح الجوال بأنفسهن سيحفظ لهن خصوصيتهن, لتلتحق بالتدريب بالبرامج التدريبية المجانية المخصصة لصيانة الجوال وهي تراهن أن مخرجات تلك البرامج إذا شغفن المجال واستمروا بالممارسة سيتمتعن بتأهيل على مهارات الصيانة يتفوق على العمالة الوافدة بالسوق السعودي.
مشاركة :