حضـر قياس القـدرات وغـاب قياس الأخـلاق

  • 7/18/2013
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أرجو ألا ينعتني أحدهم بالمتحامل على بعض شبابنا الذين هم رأس مالنا ومصدر عزنا وفخرنا.. علمناهم أهمية العلم والعمل، علمناهم كل شيء مفيد نحب أن يكونوا سائرين عليه في نهج حياتهم لكي يرفعوا علم بلادهم في المحافل الدولية وليرفعوا رؤوس أهاليهم بين مجتمعهم الذي يعيشون فيه.. وفرنا لهم كل سبل الراحة وما يمكن أن نظنه ضروريا أو حتى كماليا قد يدخل ضمن قوالب البذخ والتباهي والمظاهر التي قد لا تكون في محلها أحيانا.. هل قصرنا في حقهم ؟. هل نحن مذنبون إن قدمنا لهم كل مقومات السعادة والراحة والنجاح ؟.. ماذا بعد يا شبابنا ويا أبناءنا الأحباء الغالين على نفوسنا جميعا ؟ إننا نحبكم وندعو لكم في صلواتنا ونخاف عليكم أكثر من أنفسنا وأنفسكم.. إننا نخاف عليكم من المتربصين بكم وهم كثر فأنتم مستهدفون بالدرجة الأولى من عصابات المافيا الخبيثة ومن أدعياء الضلال والتضليل.. إنكم مستهدفون من أعداء الدين والملة ومستهدفون من بعض وسائل الإعلام الهدامة التي تريد أن تنخر مبادئكم وأخلاقكم النبيلة.. إنكم مستهدفون من كل حاقد على هذا الوطن المعطاء المبارك قاتلهم الله جميعا.. تنبهوا يا شبابنا يا عزنا وعزوتنا فتصرفات بعضكم وسلوكياتهم باتت محط سخرية واستهجان من العالم وذلك من خلال ما نراه في الشوارع والأسواق بل وحتى في المدارس والبيوت من تقليعات غريبة ودخيلة علينا من ملابس وقصات وسلاسل وصور وما يسمى بالدرباوية والتفحيط. أصحوا ياشبابنا من الغفلة وعودوا إلى قيمكم وأخلاقكم التي جبلتم وتربيتم وترعرعتم عليها.. أحسنوا التصرف واصرفوا وقتكم وطاقاتكم ونشاطكم وحيويتكم فيما هو خير لكم في دينكم ودنياكم وما فيه خير لوطنكم ومجتمعكم.. عيشوا حياتكم بأجمل ما يمكن أن يسعدكم ويفجر طاقاتكم الكامنة ولكن بما يتوافق ودينكم وعاداتكم وتقاليدكم فلا تحيدوا عنها فتضلوا، وقد تهلكون وهذا ما لا نريده لكم. أخاطب كل مسؤول أو صاحب قرار بأن يتق الله في هؤلاء الشباب فلا ننساهم بل علينا أن نحتويهم ونوفر لهم البدائل حتى لا نخسرهم فلا ينفع بعد ذلك الندم. جميعنا مسؤولون عن هؤلاء الأبناء.. من الوالدين أولا ثم المسجد والمدرسة والمجتمع، وهناك الجهات الأكثر أهمية وهي رعاية الشباب التي نتمنى أن يكون لها من اسمها نصيب بحيث ترعى الشباب وتوفر لهم سبل الرعاية في جميع النشاطات والمجالات. تعليمنا كالعادة يهتم بالكم لا الكيف الذي ليس له موقع في قاموس التعليم حتى في القياس حضر قياس القدرات والتحصيل وغاب قياس الأخلاق والتبجيل الذي هو أهم من تحصيل العلم نفسه فما فائدة أن يتعلم أبناؤنا العلم ويحصلوا على شهاداته العليا من الداخل والخارج وتغيب عنهم الأخلاق التي هي رأس مال الإنسان في هذه الحياة. وبالتالي فإنه حري أن يكون هناك قياس للأخلاق أسوة بقياس التحصيل.. عذرا شبابنا الأعزاء على هذا الكلام، ولكننا بالفعل نريد شبابا هم رجال المستقبل يحملون على كاهلهم هم الوطن وعزه ومجده وفخره.. والحمد لله في مجتمعنا الكثير من الشباب الواعين الناضجين المتفتحين الذين حملوا هم الوطن وكانوا خير سفراء له في الخارج وخير مثال في الداخل، نتمنى لهم التوفيق وندعوهم للمبادرة بالأخذ بأيدي إخوانهم من شبابنا الآخرين. راجح ناصر البيشي (جدة)

مشاركة :