حرب قادمة في لبنان: إسرائيل توسع الجبهة أم حزب الله يورط نفسه؟

  • 6/20/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء تصريحات شديدة اللهجة غداة إقرار إسرائيل “خططًا عملياتية لهجوم” قادم في لبنان، ما يثير التساؤل عن طبيعة الحرب التي بات لبنان على أعتابها: هل أن إسرائيل ستوسع الجبهة فعلا وستخوض حربا على واجهتين أم أن حزب الله ورط نفسه من خلال دخوله الحرب إلى جانب حماس في الثامن من أكتوبر الماضي؟ ووجد حزب الله نفسه في موقف معقد بعد أن طالت الضربات الإسرائيلية النوعية أبرز قادته فيما استمر هو ملتزما بقواعد الاشتباك التي لا تتجاوز الخطوط الحمراء، متفاجئا من أن إسرائيل قد قررت فعلا خوض الحرب بالرغم من استمرارها في الحرب على حماس، وأنها قادرة على خوض المواجهة على واجهتين، وهو ما كانت تقديرات حزب الله تستنتج عكسه تماما وتقول إن إسرائيل ستكتفي بتفكيك حماس أولا، وهي مهمة قد تستغرق أشهرا، ما يجعل الحزب في منأى عن مواجهة تتخطى قواعد الاشتباك الحالية. وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، “يعرف العدو جيدا أننا حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (…) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا”، مضيفا “عليه أن ينتظرنا برّا وجوّا وبحرا”. حزب الله ورط نفسه في موقف معقد بعد أن طالت ضربات إسرائيلية نوعية أبرز قادته فيما استمر هو ملتزما بقواعد الاشتباك وجاءت مواقف نصرالله غداة إعلان الجيش الإسرائيلي الموافقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع “حرب شاملة”، على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ أكثر من ثمانية أشهر. وأعقبت مواقف نصرالله كذلك زيارة أجراها المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت الثلاثاء، سبقتها وتلتها لقاءات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين، شدد خلالها على أنّ إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر “ملحّ”. وشدد نصرالله على أنّ “كل ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء من تهديد عن حرب على لبنان وتحذير (…) نقول هذا لا يخيفنا ويجب ألا يخيفنا”. وتابع “هناك خشية حقيقية لدى العدو من أن تقوم المقاومة باقتحام الجليل، وهذا احتمال يبقى قائما وحاضرا في إطار أي حرب قد تُفرض على لبنان”. وأكد زعيم حزب الله جاهزية حزبه من ناحية العدة والعتاد. وقال “على مستوى القدرة البشرية، لدى المقاومة ما يزيد عن حاجتها وتقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف المواجهة”. وأوضح “قبل أعوام تحدثنا عن مئة ألف مقاتل… اليوم تجاوزنا (العدد) بكثير”، مضيفا “هناك تحفز كبير على مستوى لبنان وقوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل”. pp وفنّد نصرالله تدرّج مقاتليه منذ بدء التصعيد عبر الحدود في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، القديمة منها والمستحدثة، وأجهزة التجسس، موضحا أن ما تمّ نشره الثلاثاء في المقطع المصور، والذي يظهر مسحا شاملا لمدينة حيفا ومحيطها، هو جزء “من ساعات طويلة فوق حيفا”. وحدّد الحزب في الفيديو مواقع ومنشآت حيوية عسكرية ومدنية، عدّد من بينها ميناء حيفا ومطارها وأنظمة عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخزانات نفط ومحطات طاقة ومجمعات تجارية. وشدد نصرالله على أن حزبه قاتل “بجزء” من سلاحه حتى اللحظة، مؤكدا “حصلنا على أسلحة جديدة”، من دون أن يكشف نوعها. وتابع “طورنا بعض أسلحتنا من خلال تجربة الميدان واستخدمنا أسلحة لم نستخدمها سابقا، وبالتدريج، ومن الطبيعي أن نحتفظ بأسلحة أخرى للقادم من الأيام للدفاع عن بلدنا وشعبنا وسيادة لبنان”. والثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين “أجروا تقييما مشتركا للوضع في القيادة الشمالية. وفي إطار تقييم الوضع تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان”. وأحدث حزب الله ضجة كبرى في إسرائيل ببث مقطع مصور قال إنه حصل عليه عبر طائرة مسيرة أطلق عليها اسم “الهدهد”، اخترقت الأجواء الإسرائيلية والتقطت صورا لمواقع إستراتيجية وحساسة في حيفا شمال إسرائيل، وسط تساؤلات عن كيفية وصول تلك المسيرة إلى هذه المناطق وتصويرها بهذه الأريحية لمدة حوالي 10 دقائق ومن ثم عودتها إلى لبنان دون أي تفاعل من قبل الجيش الإسرائيلي. وأحدثت الصور حالة من الارتباك داخل إسرائيل، ووصفت وسائل إعلام عبرية محتوى هذا الفيديو بالخطير والأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب، معتبرة أن نشر مثل هذه اللقطات يعد تباهيا من قبل حزب الله ويتضمن رسائل مباشرة تفيد بقدرة الحزب على الوصول إلى العمق الإسرائيلي. oo ويبدو أن الجيش حاول التبرير وسط موجة انتقادات متصاعدة، وتحدث عن رصد 4 مسيّرات تابعة لحزب الله خلال الأسبوع الماضي، “والتي يبدو أنها معدة لجمع المعلومات والتصوير”. وأضاف أنه “تم اعتراض مسيرتين، وهناك مسيرة ثالثة لم تتمكن أجهزة الرصد من متابعة مسارها، ومسيرة رابعة تقرر عمدا عدم اعتراضها حتى لا تنطلق صافرات الإنذار في كل المنطقة المحيطة”. وأقر الجيش بأن نشر هذه اللقطات يؤثر على صورته وأكد أنه يعمل باستمرار على تحسين قدراته الاعتراضية، وكذلك مهاجمة خلايا تابعة للوحدة الجوية لحزب الله، حسب ما ذكرته إذاعة الجيش. وسلكت صحيفة يديعوت أحرونوت المسار نفسه قائلة إن “منظومة الرصد الجوي الإسرائيلية تابعت مسيرة الهدهد ولم تعترضها لأنها لم تشكل خطرا، وخشيةَ أن يؤدي إسقاطها إلى إصابات”.

مشاركة :