رمى حجاج بيت الله الحرام أمس الأربعاء، آخر أيام الحج وثالث أيام التشريق الجمرات الثلاث، تحفهم عناية الله ورعايته مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. بعدها توجه الحجاج إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع في حركة اتسمت بالسهولة سواء في مساراتهم بالذهاب للرمي أو إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع. وبعد رمي الجمرات أمس، تودع مواكب الحجيج مشعر "منى" بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، وهم يحملون أجمل الذكريات، وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم. قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصص جميلة وملؤها الحب والسعادة عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب. إلى ذلك أكد معالي رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أنّ نجاح موسم الحج لهذا العام يعد مصدر فخر واعتزاز لجميع أبناء المملكة، مشيداً بالدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة -حفظها الله- في توفير الإمكانات والخدمات المقدمة لجميع ضيوف الرحمن، بما مكّنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان. وثمّن رئيس الشؤون الدينية الدور الكبير الذي قام به جميع العاملين في القطاعات الحكومية والمنظومة الأمنية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وتفانيهم وإخلاصهم في أداء واجبهم الديني والوطني. وأكد أن نجاح المملكة في تنظيم موسم الحج لهذا العام تجسيد لدورها الريادي الإسلامي والعمق الديني للمملكة، كونها منبع الإسلام ورسالته الوسطية العظيمة. وقال معاليه: إن المملكة -ولله الحمد- تضرب أعظم الأمثلة على مستوى العالم بالنجاحات المتوالية لمواسم الحج وما يتخللها من تفويج ملايين الوفود، وإدارة حشودهم وضمان راحتهم وسلامة تنقلاتهم لمناسكهم وبين البقاع المقدسة بتضافر جهود أبنائها من كوادر أمنية وطبية وتنظيمية ودينية بصفرية عوائق، مستشعرين ما حباهم الله به من شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما توليه قيادتها من حرص واهتمام بالحرمين الشريفين وضيوفهم.
مشاركة :