“لماذا يخصص هذا الورق الجميل للحديث عن «فالنتينو» و«كوكو شانيل» و«كريستيان ديور» و«ايف سان لوران» و«برونو ماغلي» و«بياجه» و«بوشورون» و«كارتييه»، وبقية اللاعبين بعقول النساء، ولا يخصص لطبع انطولوجيا راقية للشعر العربي، أو لأعمال التشكيليين العرب، أو لطبع موسوعات للأطفال على مستوى موسوعات الأطفال في أميركا وأوروبا؟.. لماذا نرمي ملايين الدولارات لنقنع نساء العالم الثالث ان يغيرن ألوان عيونهن من اللون الأسود إلى اللون البنفسجي.. وان يغيرن بشرتهن المعتقة بشمس آسيا.. إلى بشرة لم ترَ الشمس من عشرة آلاف سنة.. وان يغيرن شعرهن الليلي الفاحم.. إلى شعر برتقالي.. أو كحلي.. أو أخضر.. على طريقة «البانكس»؟.. هل المرأة العربية بحاجة إلى المزيد من التغرير.. والمزيد من الإثارة.. والمزيد من التحريض على حظها المنكود، وتشجيعها على ارهاق ميزانية زوجها بمستحضرات، وعقاقير، وزيوت، وكريمات للتطرية، وباروكات ورموش صناعية، وزجاجات ليس في داخلها – بعد تحليلها في المختبر – سوى ماء الحنفيات! لماذا نحرض المرأة الخليجية على ان تكون إنكليزية؟.. والمرأة الدمشقية على ان تكون فرنسية؟ والمرأة المصرية على ان تكون سويدية أو فنلندية؟ لماذا نخلط خرائط الأنوثة، ونغير خصائص الأجناس، وندفع نساء الطبقات المتوسطة والفقيرة إلى التململ من أوضاعهن الاجتماعية والزوجية والركض وراء الحلم المستحيل؟ انني اعترف ان كل أنثى ضعيفة أمام إغراءات الجديد، فهي تريد ان تكون الأجمل، والأرشق، والأقرب إلى قلب الرجل، ولكننا يجب ألا نستغل مركب الأنوثة، لنغرقها في الأحلام الكاذبة، ونجعل حياتها مع من حولها جحيماً
مشاركة :