تحظى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بمنظومة خدمية منها سلسلة الطرق الدائرية ذات الطابع اللوجستي، الأمر الذي يعزز من دورها الرائد، كإحدى أهم حواضر العالم الأول الحديث، والتي تأتي انطلاقاً من توجهات رؤية المملكة 2030، وذلك للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، ورفع جودة البُنية التحتيّة لشبكة النقل، إلى جانب تسهيل التنقُل لسكان وزوار العاصمة المقدسة، من حيث تذليل كل ما من شأنه تسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وتوفير أرقى وأفضل الخدمات لهم طوال فترة وجودهم بالأراضي المقدسة، خاصة في ظل نفرة الحجيج في اليوم الثاني والثالث عشر من شهر ذي الحجة. ووفرت الخطوط الدائرية بمكة المكرمة ممثلة بشبكة الطرق الأربعة، إنموذجًا وأثرًا فريدًا في توفير الانسيابية لحركة النقل لضيوف الرحمن وزائري العاصمة المقدسة، كونها تُشكل تقدمًا يساعد من نهضة أم القرى وكفاءتها في إيجاد شبكة مترابطة للحركة في الاتجاهات كافة، ما يساعد في فك الاختناقات المرورية، في موسم الحج وأوقات الذروة، التي بدورها تسهم في الربط وسهولة التنقل بين أحياء وطرقات مكة المكرمة بشكل مرن وانسيابي سريع، فيما ستُسهم مشاريع محاور وتقاطعات ومسارات الطرق الدائرية في خفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين المشهد الحضري، ورفع كفاءة خدمات البُنية التحتية للأحياء المجاورة للمشاريع، وتيسير وصول المركبات من وإلى المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية والطرق السريعة خارج مدينة مكة المكرمة، بالإضافة لربط الأحياء ببعضها وبالمنطقة المركزية، وكذلك تنمية الأحياء المجاورة للطرق الدائرية، ورفع مستوى الخدمات التي ترتقي بجودة الحياة لسكان وزوار العاصمة المقدسة، والإسهام في تحرير الحركة المرورية للمركبات، وتقليل مدة التنقل، كما تُسهم في النمو الاقتصادي للمدينة وزيادة قيمة الناتج المحلي لها.وعملت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بمشاركة عدد من الجهات المعنية ذات العلاقة على تنفيذ وبلورة عدد من الطرق الدائرية على الأرض، حيث تمثلت إسهامات تلك المشاريع في مشروع الجزء الشمالي من الطريق الدائري الثالث، بطول 7.5 كم، والذي ربط طريق المدينة المنورة بمنطقة الجمرات، ويسهل الوصول للمشاعر المقدسة، والتخفيف من الازدحام المروري، في حين يبلغ الطول الكلي للطريق 30كم، كما يقوم بتنفيذ وتشغيل المحاور والتقاطعات لكل من تقاطعات الكعكية، والتنعيم، والخنساء، وشارع الحج، وتقاطع المسخوطة، ووادي لقيطة، فيما جاءت مشاريع محاور وتقاطعات الطريق الدائري الثاني لتعزز من ربط المنطقة المركزية بالأحياء المحيطة والإسهام في رفع مستوى الخدمة في شبكة الطرق، حيث يبلغ الطول الكلي للطريق 14كم، ويقوم بتنفيذ وتشغيل المحاور وتقاطعات جرهم والطندباوي، والطريق الرئيسي من تقاطع البيبان "امتداد حسين عرب"، في حين يخدِم الطريق الدائريّ الأول، والبالغ الإجمالي الكلي للطريق 4.5 كم المنطقة المركزية ويسهل الوصول لها عبر عدة محاور ويربطها بمشاريع حيوية كمشروع وجهة مسار، ومشروع التوسعة السعودية الثالثة، ومشروع جبل عمر، وطريق الأمير محمد بن سلمان، وطريق أجياد والمسجد الحرام، بالإضافة للمشاريع التنموية الكبرى الكائنة بجوار بيت الله الحرام.وعلى صعيد متصل عملت أمانة العاصمة المقدسة في الإشراف على تنفيذ الطريق الدائري الرابع، بما يسهم في تسهيل وانسيابية الحركة المرورية وتقليل أزمنة الانتقال، وسرعة الوصول إلى الطرق الإقليمية للقادمين من خارج مكة المكرمة في مختلف الاتجاهات، حيث يعتبر الطريق أحد أهم الطرق الدائرية بمكة، الذي تم تنفيذه وفق أحدث الطرز الهندسية، ليسهم في ربط أحياء ومخططات العاصمة المقدسة، والقضاء على الاختناقات المرورية، وتخفيض أزمنة الرحلات، وتخفيف العبء عن الطرق القائمة، كونه ينسجم مع البيئة العمرانية في المناطق التي يمر بها، بما يسهم في تنمية المناطق الواقعة على جانبي الطريق، كما يتميز بكونه طريقاً حضرياً ويضيف عنصراً جمالياً ويقلل من مستوى التلوث ويتصف بالشمولية، بما يتكامل مع شبكة الطرق ويراعي أساليب النقل المختلفة المتوفرة حالياً، فيما يوفر سرعات وسعات مرورية عالية، ويؤمن سهولة الانتقال بجودة عالية، حيث يربط المحاور الرئيسية المؤدية من وإلى مكة المكرمة مع بعضها البعض، بما يكفل بتحقيق أفضل حالات الانسيابية، والربط مع المحاور الرئيسية بمدينة مكة المكرمة والاتصال بالطرق الإقليمية (المدينة المنورة، وجدة، والليث، والقصيم، والرياض). ويحيط الطريق الدائري الرابع بالعاصمة المقدسة بشكل دائري وبطول إجمالي يبلغ نحو (65) كلم، تمتد من طريق السيل إلى العوالي، ومنها إلى بطحاء قريش، والعكيشية، وأم الكتاد، مروراً بطريق الهدا، وطريق جدة السريع، وطريق جدة القديم، وأم الجود، والعمرة، وطريق المدينة المنورة، حيث تم إنشاء الطريق بعرض (100)م، بحيث تتألف من أربع حارات مرورية في كل اتجاه للطريق الرئيسي، وثلاث حارات مرورية في كل اتجاه لطريق الخدمة، وجزيرة وسطية بعرض (20) متراً، وذلك لاستيعاب مسارات النقل العام المستقبلية (كالقطارات) وجزيرة فاصلة بعرض (8) أمتار، لاستيعاب المداخل والمخارج بين الطريق الرئيسي وطريق الخدمات بشكل آمن وفعال، فيما يشتمل على (12) تقاطعاً وهي (تقاطع طريق مكة جدة السريع، تقاطع طريق مكة -جدة القديم، تقاطع الطائف السيل، تقاطع طريق المدينة المنورة، تقاطع طريق الأمير نايف، تقاطع طريق أم الكتاد، تقاطع بطحاء قريش، تقاطع شارع إبراهيم الجفالي، تقاطع طريق الفيحاء، تقاطع طريق العكيشية، تقاطع طرق الليث، تقاطع جبل ثور ) وجميع التقاطعات تم تنفيذها بتصاميم هندسية فريدة، ليشكل الطريق معلماً بارزاً من معالم مكة المكرمة.
مشاركة :