في أسبوع متأرجح، أنهت أسعار النفط الأسبوع الماضي على ارتفاع، مدعومة بتوقعات الطلب القوي على النفط الخام والوقود في 2024، وعلامات على تخفيف ضغوط سوق العمل في الولايات المتحدة والتضخم. وقد عززت هذه العوامل التوقعات بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على الرغم من التصريحات الحذرة الأخيرة من مسؤولي البنك. بالفعل، ارتفعت أسعار خام برنت وغرب تكساس الوسيط بنحو 4 % خلال الأسبوع الماضي لتسقر عند عند 82.62 و78.45 دولار للبرميل على التوالي. ويمثل ذلك أعلى ارتفاع أسبوعي لبرنت من حيث النسبة المئوية منذ الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير، وأكبر ارتفاع أسبوعي لخام غرب تكساس الوسيط منذ الأسبوع المنتهي في الخامس من أبريل. وفي وقت سابق، انخفضت الأسعار بعد قرار أوبك+ بالإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج بدءا من أكتوبر. لكن المعنويات تغيرت الأسبوع الماضي بعد أن قامت أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية بتحديث توقعاتهم بشأن التوازن العالمي بين العرض والطلب لعام 2024. حيث رفعت الإدارة تقديراتها لنمو الطلب على النفط بشكل طفيف، في حين تمسكت أوبك بتوقعات نمو قوي نسبيا يبلغ 2.2 مليون برميل يوميا. وتوقعا أيضا حدوث عجز في العرض على الأقل حتى بداية الشتاء. وتم تعزيز المعنويات الصعودية بانخفاض مخزونات النفط العائمة. حيث، أظهرت البيانات الأسبوعية الصادرة من فورتيكسا (Vortexa) أن كمية النفط الخام على الناقلات انخفضت ابتداء من 7 يونيو بـ19 % إلى 75.59 مليون برميل. ومن الأخبار الإيجابية الأخرى لأسواق النفط توقعات جولدمان ساكس بشأن الطلب القوي على الوقود في موسم القيادة في الولايات المتحدة، على الرغم من قلة الأدلة على مثل هذا الطلب حتى الآن. كما تلقت أسعار النفط الدعم بعد أن تعهدت وزارة الطاقة الروسية بخفض إنتاج هذا الشهر بمقدار 971 ألف برميل يوميا من خط الأساس البالغ 9.949 مليون برميل في اليوم. وفي أبريل ومايو، تجاوزت روسيا إنتاجها مقارنة بهدف أوبك+، لكنها قالت إنها تخطط للامتثال الصارم لحصتها ابتداء من هذا الشهر. في الواقع الالتزام الأكثر صرامة بحصص الإنتاج الحالية من شأنه أن يعوض عن أي زيادات محتملة من جانب مجموعة الثماني في إطار الإلغاء التدريجي لتخفيضاتها الطوعية. ومن المفترض أن يؤدي ذلك إلى بقاء سوق النفط مدعوما بشكل جيد خلال الأشهر الـ18 المقبلة. في هذا الصدد، كرر ستاندرد تشارترد أخيرا توقعاته السابقة بأن الأسواق قد تستوعب الإنتاج الإضافي من أوبك+، وأنه من المحتمل أن يكون هناك نقص في المعروض في النصف الثاني من هذا العام، الذي سيستمر حتى عام 2025. وتوقع البنك أن الأسواق ستواجه عجزا قدره 1.9 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2024. من جهة أخرى، تباطأ ارتفاع الأسعار إلى حد ما نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، مع عدم احتمال بدء التخفيضات قبل ديسمبر. ونظرا للتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة للمناطق الاقتصادية الرئيسية، فمن غير المتوقع حدوث زيادة كبيرة في الأسعار في الوقت الحالي. وتراقب الأسواق أيضا استمرار المحادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة، ما قد يخفف المخاوف من انقطاع إمدادات النفط في المنطقة. وفيما يتعلق بتوقعات السوق المستقبلية، من المتوقع أن تظل أسعار النفط الخام حول مستوياتها الحالية بسبب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط والمشاعر الحذرة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. في حين، الأخطار المحتملة لارتفاع أو انخفاض أسعار النفط تشمل تصاعد الصراعات الجيوسياسية، نمو إمدادات النفط الأمريكية أقل من المتوقع، ونمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي أضعف من المتوقع.
مشاركة :