بطلة مسلسل تاج الفنانة فايا يونان: أشعر كأنني أنتمي إلى زمن آخر

  • 6/19/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لمعَ اسمُ الفنَّانةِ فايا يونان في عالمِ الغناء قبل أعوامٍ طويلةٍ بفضل صوتها الجميلِ، وأغنياتها المميَّزة. وأخيراً، برزَ اسمها في مجالِ التمثيل، إذ تعرَّف عليها المشاهدون ممثِّلةً في رمضان الماضي بتجسيدها دورَ «نوران» في مسلسلِ «تاج»، الذي لعبت بطولته أمامَ الفنَّان تيم حسن. وعلى الرغمِ من أنها إطلالتها الأولى في عالمِ التمثيل إلا أن المشاهدين والنقَّاد، أجمعوا على أن فايا تمتلكُ موهبةً تمثيليَّةً لافتةً، خاصَّةً مع أدائها العفوي الذي قدَّم أوَّلَ انطباعٍ عنها مع بدء مسيرتها الدراميَّة. هذه العفويَّةُ، التي تميَّزت بها فايا على الشاشةِ في المسلسل، هي نفسها التي يمكن لمسها في الواقعِ بعيداً عن الكاميرا، وهو ما بدا جلياً في اللقاءِ الذي أجرته معها «سيدتي» حيث تحدَّثت بحبٍّ عن مسلسلها «تاج»، كما تطرَّقت إلى عديدٍ من الأمور الفنيَّة. فايا يونان- تصوير - كفاح بلاني أغنِّي منذ كنت طفلةً. اكتشفتُ موهبتي الغنائيَّة خلال رحلاتِ الكشَّافة والتخييم. عندما كنت أغنِّي، كان كلُّ مَن حولي يشجِّعونني، وبدأتُ ألاحظُ أن لدي شيئاً مميَّزاً فيما يخصُّ موضوعَ الغناء، فصرتُ أغنِّي أكثر، وأشارك بكثرةٍ في حفلاتٍ على المسرح. منذ اليوم الأوَّلِ لي في مجالِ الغناء، بدأتُ أتلقَّى عروضاً للتمثيل. كنت أرى حينها أن التوقيتَ غير مناسبٍ لأخذِ الخطوة، كما أن العروضَ لم تكن ملاءمةً لتطلُّعاتي. وأخيراً، شعرتُ بأن الوقتَ قد حان لخوضِ العملِ في المجال. التمثيلُ قريبٌ من شخصيتي. بالتأكيد كان الأمرُ مربكاً، ومخيفاً، لكنْ ما شجَّعني على المتابعةِ إحساسي بأنني سأكونُ بين أيدٍ أمينةٍ، ومع فريقِ العملِ «الصح». تواصل معي حينها المخرجُ سامر البرقاوي، وأخبرني عن الدورِ، ولا أخفيكم تفاجأتُ بالعرض. لاحقاً، بعد أن عَلِمتُ بكلِّ التفاصيل، وطبيعةِ الدور، أُغرِمتُ بشخصيَّة «نوران»، وبالمشروعِ بشكلٍ عامٍّ. شعرتُ بأنه سيُقدَّمُ بمستوى مهمٍّ من التنفيذِ على جميعِ الأصعدة، من إخراجٍ، وإنتاجٍ، وطاقمِ تمثيلٍ، خاصَّةً مع وجودِ الأساتذة بسام كوسا، وتيم حسن، وجوزيف بو نصَّار، وكلِّ الفريق. أيقنتُ بأنه من المهمِّ أن أكون جزءاً من المشروع، فقبلت. كانت تجربةً استثنائيَّةً، تعلَّمتُ منها الكثير. عندما نعملُ مع مخضرمين مثل تيم حسن، والأستاذ بسام كوسا، نشعرُ بأننا نتعلَّمُ شيئاً جديداً من كلِّ مشهدٍ، حتى إنني صرتُ أعرف كيف يُحضِّرون للمشهدِ خلف الكواليس. إذا أردتُ وصفَ التجربةِ باختصارٍ، فسأقول: إنها تجربةٌ غنيَّةٌ، وممتنةٌ لذلك. أحببتُ كثيراً دورَ «نوران»، وطبعاً المشروعَ ككل، وجميعَ القيمِ التي حملها المسلسلُ، وماهيته على الصعيدِ الفنِّي. أحببتُ القصَّة، وجذبني نصُّ الكاتبِ عمر أبو سعدة. أحببتُ «نوران»، وشعرتُ بأن هناك قصصاً كثيرةً لنساءٍ، لم نسمع بها من قبل، قصصٌ عن حروبهن الخفيَّة، ونضالاتهن، وتمرُّدهن نوعاً ما على المجتمع. في الوقتِ نفسه، «نوران» امرأةٌ شرقيَّةٌ، وتعاطفتُ معها كثيراً، ومع نضالها من أجل ابنتها، ومعركةِ الطلاقِ التي خاضتها عندما أحسَّت بأن عليها المغادرةَ. أيضاً أعجبني عشقها للفنِّ والسينما والثقافة. شخصيَّة «نوران» قويَّةٌ، وعاطفيَّةٌ، لذا كان لديها نقاطُ ضعفٍ، فهي «جاملت» أهلها، وزوجها «رياض»، والمجتمع. هي ذكيَّةٌ، لكنها في بعض المواقفِ متهوِّرةٌ. وردتني تعليقاتٌ لطيفةٌ تحذِّرني: «إياكِ يا نوران والإكثارُ من الذهابِ إلى السينما لرؤيةِ تاج، سيعرفُ رياض بالأمرِ، وسيُلقي القبضَ عليكِ، ويُضايقكِ». كنت أردُّ على التعليقاتِ بأن هذه ليست رغبتي، بل ما يريده الكاتب. فايا يونان- تصوير - كفاح بلاني كلا، لم أعتقد ذلك. أحبُّ كثيراً هذه الحقبةَ من الزمن، فهي غنيَّةٌ بالأزياءِ لناحيةِ الأقمشةِ، والموديلاتِ، والملابسِ، والقبَّعاتِ، والذوق. أساساً أشعرُ بأنني أنتمي إلى زمنٍ آخرَ، لذا أحببتُ عمليَّة الانتقالِ بالزمن، وأحسستُ وكأنَّني دخلتُ آلةَ سفرٍ، خاصَّةً عندما كنت أصلُ إلى مكانِ التصوير في ساحةِ المرجة، إذ كان المكانُ مملوءاً بالممثلين و»الكومبارس» الذين يرتدون أزياءً وقبَّعاتٍ من تلك الحقبة. كنت أتساءلُ: أين أنا؟ صدقاً، كانت التجربةُ ممتعةً، وشعرنا بأننا نسافرُ عبر الزمن، أو أننا نعيشُ في كوكبٍ آخر. لا أرغب كثيراً بالعودة إلى زمننا الجاري، وأريدُ البقاءَ أكثرَ وقتٍ ممكنٍ في الأربعينياتِ ببساطتها وجمالها. صحيحٌ أننا نعيشُ حالياً في عصرٍ جميلٍ، عصر الاتصالاتِ الرقميَّة والإنترنت، لكننا أحياناً نبالغُ في استعمالِ الهواتف، ونشعرُ بأننا لا نعيشُ اللحظة. شعرتُ في تلك الفترةِ بالهدوء على الرغمِ من ظروف الحرب، فجزءٌ من المسلسل تضمَّن مقاطعَ عنها. سؤالٌ يطرحُ نفسه. الدورُ كبيرٌ جداً، وأنا أمثِّلُ للمرَّة الأولى. كان الأمرُ بمنزلة مفاجأةٍ للجميع، لذا تساءلوا: لماذا تمَّ اختيارُ فايا لدورِ «نوران»؟ بالنسبةِ إلى سامر البرقاوي، شعر بأنني و«نوران» متشابهتان جداً، وأنني قريبةٌ منها سناً وشكلاً. هو رآها على الورق، وتخيَّل كيف ستتجسَّد «نوران» في الواقع. قال لي: حتى بالإحساس، أنتِ قريبةٌ منها. هي إنسانةٌ هادئةٌ، وبالوقت نفسه لديها عمقٌ، وتعشقُ الفنَّ، وتتميَّزُ بحسِّ مرهفٍ. كانت نظرته، أنني أشبه «نوران». وأشكرُ المخرج سامر البرقاوي الذي وثقَ بي، واختارني للدور. هو لم يشاهدني أمثِّل سوى في اختبارِ التمثيل عندما تواصلوا معي، حيث أرسلتُ فيديو تمثيلي عبر «واتساب». لقد آمن بأن لدي شيئاً في داخلي، وأنني قادرةٌ على القيامِ بهذا الدور. ومن جهتي، وثقتُ برؤيته، وسلَّمته الدفَّة، كما يُقال. يقالُ إن الخوفَ، والقلقَ من شخصٍ، يمثِّلُ للمرَّة الأولى، يكمن في أن يقدِّمَ الدورَ بتصنُّعٍ للأداء، إذ لا خبرةَ لديه بعد لإيصال إحساسه دون مبالغةٍ في التمثيل. هذا الأمرُ عملتُ عليه كثيراً مع مدرِّب التمثيل حتى يأتي أدائي سلساً. كان في معظمِ الأحيانِ يقولُ لي: «لا تمثِّلي، عليكِ أن تكوني حقيقيَّةً». الهدوءُ في الأداء، جعلناه ينبعُ من الداخل، كذلك الحال مع النظرةِ، ولغةِ العينين، ونبرةِ الصوت، وحركةِ الحاجبَين، وهذا يتلاءمُ مع ذوقي، لأنني عندما أشاهد مسلسلاً، أو فيلماً، أحبُّ أن يكون الممثِّلُ هادئاً، وأن يُوصِل لي إحساسه دون مبالغةٍ.   هناك كثيرٌ من الفنَّانين الذين أحبُّ تمثيلهم. آخرُ مسلسلٍ، انتهيتُ من مشاهدته، كان «أغمض عينيك» للفنَّانة أمل عرفة التي أبدعت فيه، كذلك الحال مع الفنَّان عبدالمنعم عمايري، وكلِّ الفنَّانين في العمل. في الغربِ أحبُّ آن هاثواي، ويُعجبني تمثيلها، وتوم هاردي. كثرٌ أيضاً. هناك هند صبري، ومنى زكي، وعبدالمنعم عمايري، وتيم حسن، وأنا من المعجبين به حتى قبل أن أعملَ معه في مسلسلِ «تاج». ومعجبةٌ أيضاً ببسام كوسا، وسلوم حداد، وعباس النوري، وبأغلبِ الفنَّانين السوريين، لأنني كبرتُ على مسلسلاتهم، خاصَّةً منى واصف التي تضاعفَ حبِّي لها بعد لقائي بها. هي أيقونةٌ، وقدوةٌ، وإنسانةٌ متواضعةٌ جداً، وقريبةٌ للقلب. التقينا بمشهدٍ واحدٍ بالمسلسل، إذ كانت ضيفةَ شرفٍ فيه، لكننا تشاركنا اللحظةَ أثناء حديثها عن ابنها الذي أصيبَ بالحرب. لقد «حرقت قلوبنا» بهذا المشهدِ أمام الكاميرا وخلفها. بكينا لمدةِ خمسِ دقائقَ تقريباً، لأنها أثَّرت فينا بعمقٍ. حتى السيدة منى واصف، بقيت متأثِّرةً بعد انتهاء تصوير المشهد، وأمسكنا بأيدي بعضنا، وصرنا نبكي، وتخيَّلنا وجعَ كلِّ أمٍّ. هذا ما أوصلته القديرةُ منى واصف بإحساسها. إنها رائعةٌ بحق. نعم، تابعتُ «تاج». رائعٌ، ليس لأنني جزءٌ من فريقِ العمل. «تاج» عملٌ، يعيشُ كثيراً لأعوامٍ طويلةٍ مقبلةٍ. يمكننا أن نعدَّه مرجعاً فنياً ودرامياً، لاسيما مع رصده أحداثاً تاريخيَّةً مهمَّةً، جرت في تلك الحقبة، إلى جانبِ الأزياءِ والديكور. كما أنه مرجعٌ بصري، لأنه يوثِّقُ ساحةَ المرجة، وساحاتِ دمشق، وبيوتها ومبانيها في ذلك الزمن. نشعرُ بأنه يتضمَّنُ رسائلَ وقيماً، اشتقنا لرؤيتها، ونحسُّ بها، ونتعاطفُ معها. تابعتُ أيضاً «أغمض عينيك»، وأحببته كثيراً، وبالتأكيد شاهدتُ مسلسلَ «ولاد بديعة»، وأستطيعُ القول إن أبطاله أبدعوا. وحتى أكون أمينةً، شاهدته بشكلٍ متقطِّعٍ، حيث تابعتُ بدايته، ثم منتصفه، فنهايته، لكنَّه جماهيرياً، كان محبوباً جداً، ونجمته سلافة معمار من أهمِّ الفنَّاناتِ في سوريا، ونصدِّقها في أي دورٍ تجسِّده. كذلك أعجبني سامر إسماعيل، وإمارات رزق وجميع الممثلين فيه. يمكنكم متابعة هذا اللقاء على النسخة الديجيتال عبر الرابط فايا يونان لمعَ اسمُ الفنَّانةِ فايا يونان في عالمِ الغناء قبل أعوامٍ طويلةٍ بفضل صوتها الجميلِ، وأغنياتها المميَّزة. وأخيراً، برزَ اسمها في مجالِ التمثيل، إذ تعرَّف عليها المشاهدون ممثِّلةً في رمضان الماضي بتجسيدها دورَ «نوران» في مسلسلِ «تاج»، الذي لعبت بطولته أمامَ الفنَّان تيم حسن. وعلى الرغمِ من أنها إطلالتها الأولى في عالمِ التمثيل إلا أن المشاهدين والنقَّاد، أجمعوا على أن فايا تمتلكُ موهبةً تمثيليَّةً لافتةً، خاصَّةً مع أدائها العفوي الذي قدَّم أوَّلَ انطباعٍ عنها مع بدء مسيرتها الدراميَّة. هذه العفويَّةُ، التي تميَّزت بها فايا على الشاشةِ في المسلسل، هي نفسها التي يمكن لمسها في الواقعِ بعيداً عن الكاميرا، وهو ما بدا جلياً في اللقاءِ الذي أجرته معها «سيدتي» حيث تحدَّثت بحبٍّ عن مسلسلها «تاج»، كما تطرَّقت إلى عديدٍ من الأمور الفنيَّة. تنسيق | ساره مرتضى Sarah Mourtada حوار | كلودين كميد Claudine Kmeid تصوير | كفاح بلاني Kifah Ballani شعر ومكياج | صالون زينة ابراهيم Salon Zeina Ibrahim موقع التصوير | فندق Kempinski Summerland Hotel & Resort Beirut أزياء | جوانا أندراوس Joanna Andraos فايا يونان- تصوير - كفاح بلاني برزَ حبُّكِ للغناءِ في الصغر، في أي عمرٍ اكتشفتِ هذه الموهبةَ لديكِ؟ أغنِّي منذ كنت طفلةً. اكتشفتُ موهبتي الغنائيَّة خلال رحلاتِ الكشَّافة والتخييم. عندما كنت أغنِّي، كان كلُّ مَن حولي يشجِّعونني، وبدأتُ ألاحظُ أن لدي شيئاً مميَّزاً فيما يخصُّ موضوعَ الغناء، فصرتُ أغنِّي أكثر، وأشارك بكثرةٍ في حفلاتٍ على المسرح. ما الذي حمَّسكِ لخوضِ تجربةِ التمثيل، وأنتِ آتيةٌ من مجالِ الغناء؟ منذ اليوم الأوَّلِ لي في مجالِ الغناء، بدأتُ أتلقَّى عروضاً للتمثيل. كنت أرى حينها أن التوقيتَ غير مناسبٍ لأخذِ الخطوة، كما أن العروضَ لم تكن ملاءمةً لتطلُّعاتي. وأخيراً، شعرتُ بأن الوقتَ قد حان لخوضِ العملِ في المجال. التمثيلُ قريبٌ من شخصيتي. أحببتُ كثيراً دورَ نوران وجميعَ القيمِ التي حملها المسلسلُ كيف تلقَّيتِ عرضَ المشاركةِ في مسلسلِ «تاج»، ثم ألم تشعري بالخوف وأنتِ تخوضين التجربةَ الأولى أمام نجومٍ كبارٍ مثل تيم حسن، وبسام كوسا، وجوزيف بو نصَّار؟ بالتأكيد كان الأمرُ مربكاً، ومخيفاً، لكنْ ما شجَّعني على المتابعةِ إحساسي بأنني سأكونُ بين أيدٍ أمينةٍ، ومع فريقِ العملِ «الصح». تواصل معي حينها المخرجُ سامر البرقاوي، وأخبرني عن الدورِ، ولا أخفيكم تفاجأتُ بالعرض. لاحقاً، بعد أن عَلِمتُ بكلِّ التفاصيل، وطبيعةِ الدور، أُغرِمتُ بشخصيَّة «نوران»، وبالمشروعِ بشكلٍ عامٍّ. شعرتُ بأنه سيُقدَّمُ بمستوى مهمٍّ من التنفيذِ على جميعِ الأصعدة، من إخراجٍ، وإنتاجٍ، وطاقمِ تمثيلٍ، خاصَّةً مع وجودِ الأساتذة بسام كوسا، وتيم حسن، وجوزيف بو نصَّار، وكلِّ الفريق. أيقنتُ بأنه من المهمِّ أن أكون جزءاً من المشروع، فقبلت. تجربةُ البطولةِ مع الفنَّان تيم حسن، كيف تصفينها؟ كانت تجربةً استثنائيَّةً، تعلَّمتُ منها الكثير. عندما نعملُ مع مخضرمين مثل تيم حسن، والأستاذ بسام كوسا، نشعرُ بأننا نتعلَّمُ شيئاً جديداً من كلِّ مشهدٍ، حتى إنني صرتُ أعرف كيف يُحضِّرون للمشهدِ خلف الكواليس. إذا أردتُ وصفَ التجربةِ باختصارٍ، فسأقول: إنها تجربةٌ غنيَّةٌ، وممتنةٌ لذلك. حدِّثينا أكثر عن شخصيَّة «نوران»، وخفايا الدورِ في مسلسلِ «تاج»؟ أحببتُ كثيراً دورَ «نوران»، وطبعاً المشروعَ ككل، وجميعَ القيمِ التي حملها المسلسلُ، وماهيته على الصعيدِ الفنِّي. أحببتُ القصَّة، وجذبني نصُّ الكاتبِ عمر أبو سعدة. أحببتُ «نوران»، وشعرتُ بأن هناك قصصاً كثيرةً لنساءٍ، لم نسمع بها من قبل، قصصٌ عن حروبهن الخفيَّة، ونضالاتهن، وتمرُّدهن نوعاً ما على المجتمع. في الوقتِ نفسه، «نوران» امرأةٌ شرقيَّةٌ، وتعاطفتُ معها كثيراً، ومع نضالها من أجل ابنتها، ومعركةِ الطلاقِ التي خاضتها عندما أحسَّت بأن عليها المغادرةَ. أيضاً أعجبني عشقها للفنِّ والسينما والثقافة. شخصيَّة «نوران» قويَّةٌ، وعاطفيَّةٌ، لذا كان لديها نقاطُ ضعفٍ، فهي «جاملت» أهلها، وزوجها «رياض»، والمجتمع. هي ذكيَّةٌ، لكنها في بعض المواقفِ متهوِّرةٌ. وردتني تعليقاتٌ لطيفةٌ تحذِّرني: «إياكِ يا نوران والإكثارُ من الذهابِ إلى السينما لرؤيةِ تاج، سيعرفُ رياض بالأمرِ، وسيُلقي القبضَ عليكِ، ويُضايقكِ». كنت أردُّ على التعليقاتِ بأن هذه ليست رغبتي، بل ما يريده الكاتب. فايا يونان- تصوير - كفاح بلاني   أحسستُ وكأنَّني دخلتُ آلةَ سفرٍ من البديهي أنكِ شاهدتِ مسلسلاتٍ وأفلاماً من حقبةِ الأربعينيات، هل اعتقدتِ مرَّةً أنكِ ستعيشين في هذا الزمنِ من خلال مسلسلٍ، يتحدَّث عنه؟ كلا، لم أعتقد ذلك. أحبُّ كثيراً هذه الحقبةَ من الزمن، فهي غنيَّةٌ بالأزياءِ لناحيةِ الأقمشةِ، والموديلاتِ، والملابسِ، والقبَّعاتِ، والذوق. أساساً أشعرُ بأنني أنتمي إلى زمنٍ آخرَ، لذا أحببتُ عمليَّة الانتقالِ بالزمن، وأحسستُ وكأنَّني دخلتُ آلةَ سفرٍ، خاصَّةً عندما كنت أصلُ إلى مكانِ التصوير في ساحةِ المرجة، إذ كان المكانُ مملوءاً بالممثلين و»الكومبارس» الذين يرتدون أزياءً وقبَّعاتٍ من تلك الحقبة. كنت أتساءلُ: أين أنا؟ صدقاً، كانت التجربةُ ممتعةً، وشعرنا بأننا نسافرُ عبر الزمن، أو أننا نعيشُ في كوكبٍ آخر. وعندما كنت تعودين لهذا الزمن بعد انتهاء التصوير هل كنت تشعرين أنك ترغبين العودة إلى حقبة الأربعينيات؟ لا أرغب كثيراً بالعودة إلى زمننا الجاري، وأريدُ البقاءَ أكثرَ وقتٍ ممكنٍ في الأربعينياتِ ببساطتها وجمالها. صحيحٌ أننا نعيشُ حالياً في عصرٍ جميلٍ، عصر الاتصالاتِ الرقميَّة والإنترنت، لكننا أحياناً نبالغُ في استعمالِ الهواتف، ونشعرُ بأننا لا نعيشُ اللحظة. شعرتُ في تلك الفترةِ بالهدوء على الرغمِ من ظروف الحرب، فجزءٌ من المسلسل تضمَّن مقاطعَ عنها.   شعر المخرج سامر البرقاوي بأنني ونوران متشابهتان جداً هل أخبركِ المخرج سامر البرقاوي لماذا اختاركِ بالذات لبطولةِ العمل؟ سؤالٌ يطرحُ نفسه. الدورُ كبيرٌ جداً، وأنا أمثِّلُ للمرَّة الأولى. كان الأمرُ بمنزلة مفاجأةٍ للجميع، لذا تساءلوا: لماذا تمَّ اختيارُ فايا لدورِ «نوران»؟ بالنسبةِ إلى سامر البرقاوي، شعر بأنني و«نوران» متشابهتان جداً، وأنني قريبةٌ منها سناً وشكلاً. هو رآها على الورق، وتخيَّل كيف ستتجسَّد «نوران» في الواقع. قال لي: حتى بالإحساس، أنتِ قريبةٌ منها. هي إنسانةٌ هادئةٌ، وبالوقت نفسه لديها عمقٌ، وتعشقُ الفنَّ، وتتميَّزُ بحسِّ مرهفٍ. كانت نظرته، أنني أشبه «نوران». وأشكرُ المخرج سامر البرقاوي الذي وثقَ بي، واختارني للدور. هو لم يشاهدني أمثِّل سوى في اختبارِ التمثيل عندما تواصلوا معي، حيث أرسلتُ فيديو تمثيلي عبر «واتساب». لقد آمن بأن لدي شيئاً في داخلي، وأنني قادرةٌ على القيامِ بهذا الدور. ومن جهتي، وثقتُ برؤيته، وسلَّمته الدفَّة، كما يُقال. شاهدناكِ عفويَّةً بالمسلسل، هل اعتمدتِ العفويَّة بالدور من حياتكِ اليوميَّة؟ يقالُ إن الخوفَ، والقلقَ من شخصٍ، يمثِّلُ للمرَّة الأولى، يكمن في أن يقدِّمَ الدورَ بتصنُّعٍ للأداء، إذ لا خبرةَ لديه بعد لإيصال إحساسه دون مبالغةٍ في التمثيل. هذا الأمرُ عملتُ عليه كثيراً مع مدرِّب التمثيل حتى يأتي أدائي سلساً. كان في معظمِ الأحيانِ يقولُ لي: «لا تمثِّلي، عليكِ أن تكوني حقيقيَّةً». الهدوءُ في الأداء، جعلناه ينبعُ من الداخل، كذلك الحال مع النظرةِ، ولغةِ العينين، ونبرةِ الصوت، وحركةِ الحاجبَين، وهذا يتلاءمُ مع ذوقي، لأنني عندما أشاهد مسلسلاً، أو فيلماً، أحبُّ أن يكون الممثِّلُ هادئاً، وأن يُوصِل لي إحساسه دون مبالغةٍ.   منى واصف أيقونةٌ وقدوةٌ وإنسانةٌ متواضعةٌ جداً ذكرتِ أن الممثِّلَ الهادئ يُعجبكِ، مثلُ مَن؟ هناك كثيرٌ من الفنَّانين الذين أحبُّ تمثيلهم. آخرُ مسلسلٍ، انتهيتُ من مشاهدته، كان «أغمض عينيك» للفنَّانة أمل عرفة التي أبدعت فيه، كذلك الحال مع الفنَّان عبدالمنعم عمايري، وكلِّ الفنَّانين في العمل. في الغربِ أحبُّ آن هاثواي، ويُعجبني تمثيلها، وتوم هاردي. ومَن يُعجبكِ من الممثِّلين في العالمِ العربي؟ كثرٌ أيضاً. هناك هند صبري، ومنى زكي، وعبدالمنعم عمايري، وتيم حسن، وأنا من المعجبين به حتى قبل أن أعملَ معه في مسلسلِ «تاج». ومعجبةٌ أيضاً ببسام كوسا، وسلوم حداد، وعباس النوري، وبأغلبِ الفنَّانين السوريين، لأنني كبرتُ على مسلسلاتهم، خاصَّةً منى واصف التي تضاعفَ حبِّي لها بعد لقائي بها. هي أيقونةٌ، وقدوةٌ، وإنسانةٌ متواضعةٌ جداً، وقريبةٌ للقلب. التقينا بمشهدٍ واحدٍ بالمسلسل، إذ كانت ضيفةَ شرفٍ فيه، لكننا تشاركنا اللحظةَ أثناء حديثها عن ابنها الذي أصيبَ بالحرب. لقد «حرقت قلوبنا» بهذا المشهدِ أمام الكاميرا وخلفها. بكينا لمدةِ خمسِ دقائقَ تقريباً، لأنها أثَّرت فينا بعمقٍ. حتى السيدة منى واصف، بقيت متأثِّرةً بعد انتهاء تصوير المشهد، وأمسكنا بأيدي بعضنا، وصرنا نبكي، وتخيَّلنا وجعَ كلِّ أمٍّ. هذا ما أوصلته القديرةُ منى واصف بإحساسها. إنها رائعةٌ بحق. تاج عملٌ يعيشُ كثيراً لأعوامٍ طويلةٍ مقبلةٍ هل تمكَّنتِ من مشاهدةِ مسلسلٍ ما خلال شهرِ رمضان؟ نعم، تابعتُ «تاج». وما رأيكِ فيه؟ رائعٌ، ليس لأنني جزءٌ من فريقِ العمل. «تاج» عملٌ، يعيشُ كثيراً لأعوامٍ طويلةٍ مقبلةٍ. يمكننا أن نعدَّه مرجعاً فنياً ودرامياً، لاسيما مع رصده أحداثاً تاريخيَّةً مهمَّةً، جرت في تلك الحقبة، إلى جانبِ الأزياءِ والديكور. كما أنه مرجعٌ بصري، لأنه يوثِّقُ ساحةَ المرجة، وساحاتِ دمشق، وبيوتها ومبانيها في ذلك الزمن. نشعرُ بأنه يتضمَّنُ رسائلَ وقيماً، اشتقنا لرؤيتها، ونحسُّ بها، ونتعاطفُ معها. تابعتُ أيضاً «أغمض عينيك»، وأحببته كثيراً، وبالتأكيد شاهدتُ مسلسلَ «ولاد بديعة»، وأستطيعُ القول إن أبطاله أبدعوا. وحتى أكون أمينةً، شاهدته بشكلٍ متقطِّعٍ، حيث تابعتُ بدايته، ثم منتصفه، فنهايته، لكنَّه جماهيرياً، كان محبوباً جداً، ونجمته سلافة معمار من أهمِّ الفنَّاناتِ في سوريا، ونصدِّقها في أي دورٍ تجسِّده. كذلك أعجبني سامر إسماعيل، وإمارات رزق وجميع الممثلين فيه. يمكنكم متابعة هذا اللقاء على النسخة الديجيتال عبر الرابط فايا يونان

مشاركة :