مقالة خاصة: اللاجئون في مصر يتمنون السلام والعودة للديار في "اليوم العالمي للاجئين"

  • 6/21/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كانت مجموعة من اللاجئين والمغتربين الأفارقة من السودان وجنوب السودان ودول أخرى تلعب مباراة كرة قدم حماسية في إحدى الأكاديميات الرياضية بالقاهرة، وسط تشجيع عشرات آخرين، حيث وجدوا جميعهم الطمأنينة والأمن في مصر بعد فرارهم من الصراعات في أوطانهم. ورغم الترحاب وكرم الضيافة الذين وجدوهما من المصريين، ما زالوا يتوقون إلى السلام وفرصة العودة إلى ديارهم، وهي المشاعر التي يتشاركها اللاجئون في "اليوم العالمي للاجئين" الذي يتم الاحتفال به في 20 يونيو من كل عام. وقد وجد كمال محمود، وهو سوداني مقيم في القاهرة ومدرب في الأكاديمية، نفسه عالقا في مصر عندما اندلع الصراع في السودان في أبريل من العام الماضي. وكان محمود وعائلته قد اعتادوا على التردد على مصر المجاورة قبل النزاع، لكنهم لم يتوقعوا أبدا أن يضطروا إلى البقاء فيها لمثل هذه الفترة الطويلة. وتعتمد عائلته الآن على دخله من التدريب، وعائد التدريس الخصوصي الذي تقوم به زوجته، والمساعدات التي يرسلها أحيانا بعض الأصدقاء العاملين في الخارج. وقال محمود لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أتمنى أن يعم السلام في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في السودان، ولكن أيضا في فلسطين وفي كل مكان". وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام "لتكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم"، وتركز الحملة هذا العام على التضامن مع اللاجئين. ومنذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني والذي بدأ في السابع أكتوبر من العام الماضي، استقبلت مصر عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الباحثين عن الأمان. وكان من بينهم أحمد خميس حسب الله، المصور الصحفي البالغ من العمر 30 عاما والذي فر من غزة قبل شهرين بسبب الهجمات الإسرائيلية. وقال حسب الله الغزاوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في أي مكان في غزة، وفي أي لحظة، وفي أي ثانية، يمكن أن نصبح نحن الصحفيون الخبر نفسه، بسبب استهدافنا المباشر من قبل القوات الإسرائيلية"، مضيفا أن ما يقرب من 140 صحفيا قتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة، نقلا عن إحصاءات فلسطينية. وكانت عائلة حسب الله تضم ثمانية أفراد قبل مقتل والده في الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، والآن بينما هو في مصر ما تزال والدته وإخوته في غزة. وقال المصور الصحفي الفلسطيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا هنا الآن لكن عقلي في غزة، لأنني لم أر عائلتي منذ ثمانية أشهر، ولا أعرف عنهم شيئا". وأشاد حسب الله بالشعب المصري لاحتضانه الفلسطينيين ومعاملته لهم "مثل الأهل"، معربا عن أمله في أن تتوقف الحرب ويلم شمله مع عائلته في غزة. وأضاف "نطالب العالم كله اليوم كلاجئين بوقف الحرب الشرسة على قطاع غزة، ونتمنى عودة جميع اللاجئين إلى أراضيهم". وتستضيف مصر، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 106 ملايين نسمة، حاليا ما يقرب من 9 ملايين مقيم أجنبي من أكثر من 130 دولة، منهم مئات الآلاف من اللاجئين معظمهم من السودان وسوريا وفلسطين، وفقا لبيانات الحكومة المصرية. وفي السياق ذاته، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير حديث إن مصر تستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين من 62 جنسية مختلفة. ويرى بعض الخبراء المصريين أنه على الرغم من الترحيب باللاجئين في مصر، إلا أن وجودهم يحتاج إلى تنظيم، ويجب أن تحصل مصر على تمويل من الأمم المتحدة لتغطية تكاليف استضافتهم وتقديم الخدمات لهم، حيث تعاني البلاد بالفعل من ضغوط اقتصادية. وقالت سوسن فايد، خبيرة علم الإجتماع وأستاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية في مصر، إن "اللاجئين ضيوفنا، ولن نظلمهم أو نرفضهم، ولكن يجب تنظيم أوضاعهم ويجب ضبط العملية، لأننا في مصر لدينا أيضا مشاكلنا". وأضافت الخبيرة المصرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "اللاجئين هم مسؤولية الأنظمة التي فشلت في تحقيق الاستقرار في بلدانهم"، وألقت باللوم على الولايات المتحدة لممارستها "البلطجة الدولية" فيما يتعلق بتنفيذ أو عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفض الصراعات وإحلال السلام.

مشاركة :