تقرير إخباري: شبح المجاعة يهدد حياة السكان في محافظتي غزة وشمال القطاع

  • 6/21/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعاني الطفلة جوري العرعير 5 أعوام من مدينة غزة ظروفا صحية صعبة جراء سوء التغذية ونقص المكملات ما يهدد حياتها في أي لحظة. وتقيم جوري وهي واحدة من بين مئات الأطفال المهددة حياتهم في محافظتي غزة وشمال القطاع في مركز إيواء تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وجوري (5 أعوام) ذات الجسد النحيف جدا تزن 8 كجم من أصل 15 فقط بسبب عدم تناولها الطعام الصحي أو نوع من اللحوم والفواكه منذ عدة أشهر. وقالت جوري بينما تجلس في حضن والدتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "انا خائفة من فقدان حياتي بسبب نقص الغذاء والشراب الصحي والنظيف". وطالبت جوري في كلمات متقطعة دول العالم "بإنهاء الحرب والمجاعة التي يعشها السكان والأطفال في غزة والعيش بسلام أسوة بباقي أطفال العالم". أما الطفل عبد العزيز الحوراني ذو الخمسة أشهر فقد خرج لتوه من غرفة العناية المكثفة في مستشفى المعمداني في مدينة غزة التي شهدت انهيارا كبيرا جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويعاني الطفل الرضيع من جفاف حاد بسبب سوء التغذية فهو يحتاج لنوع خاص من الحليب غير المتوفر في القطاع الذي يعيش حصارا إسرائيليا مشددا منذ صيف 2007. ويزن عبد العزيز ذات الجسد النحيف 3 كجم فقط، بينما تحاول والدته تغذيته بما يتوفر لديها من أرز مطحون لكن صحته في تدهور مستمر. وتقول والدته أم العبد بينما تقف عند رأسه تمسح عليه بفوطة عليها بعض الماء "خايفة على صحة الولد الذي يعاني من الجفاف الشديد ما أثر على وطائف الكلى". وتضيف السيدة المكلومة وعينيها تنهمر بالدموع لوكالة أنباء لوكالة أنباء ((شينخوا)) "طفل زي عبد العزيز شو ذنبه في الظروف إلى بنعيشها". ووفق السلطات في غزة فإن 40 شخصا توفوا منذ السابع من أكتوبر الماضي غالبيتهم من الأطفال، فيما يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات. وفي 7 يونيو الجاري قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وأن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع. بموازاة ذلك باتت الأسواق في محافظتي غزة والشمال خاوية سوى من بضع معلبات طعام وملابس بالية حيث لم يصلها منذ شهور أي نوع من الخضروات والفواكه واللحوم بسبب القيود التي تعترض ذلك. وقال سلمان حوسو بينما يتنقل بين البسطات الشعبية في سوق الصحابة وسط غزة إن السكان في وضع "سيء لا يوجد بندورة ولا خيار ولا سكر ولا شاي". وأضاف حوسو في حديثه لـ((شينخوا)) بينما يشر إلى البسطات "ما في حاجة للأكل وإن وجد كل شي غالي والحياة صعبة وما عمرها مرت سنين مثل هادي". وتزامنا مع ذلك انتشرت أمراض كثيرة بين السكان لاسيما في صفوف النساء والأطفال جراء سوء التغذية وعدم توفر الرعاية الصحية من بينها فقر الدم والتهاب الكبد الوبائي والضعف العام في النشاط البدني. وقال معتصم صلاح المسؤول في لجنة طوارىء وزارة الصحة في غزة لـ((شينخوا)) إن عشرات الحالات تتردد يوميا إلى المستشفيات أو مراكز الإيواء، اضافة إلى سوء التغذية عند عدد كبير من الأطفال والنساء خاصة الحوامل. واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاثنين إسرائيل والإدارة الأمريكية باستخدام المساعدات والغذاء كأداة للضغط السياسي ضد المدنيين في قطاع غزة ويكرّسون المجاعة ويفاقمون الأوضاع الإنسانية بشكل مُتعمّد. وقال بيان صادر عن المكتب إن إسرائيل والإدارة الأمريكية تستخدمان منذ بدء حرب "الإبادة الجماعية" على غزة المساعدات والغذاء كورقة وكأداة للضغط السياسي ضد المدنيين وخاصة الأطفال والمرضى في القطاع والبالغ عددهم قرابة 2.4 مليون إنسان يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية ومجاعة حقيقية خاصة في محافظتي غزة والشمال. واعتبر البيان أن ذلك يعد مخالفاً للقيم الأخلاقية والإنسانية ومخالفاً للقانون الدولي واستغلالاً لحاجات الأطفال والمدنيين والمرضى ومضاعفة معاناتهم لأغراض سياسية وهو ما يعرض حياتهم للخطر. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حماس أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني في قطاع غزة وخلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية، بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

مشاركة :