قتل عنصران من حزب الله اللبناني أحدهما كادر عسكري ومدني اليوم (الخميس) في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين وبلدات حدودية بجنوب لبنان، وفق بيان للحزب ومصادر عسكرية لبنانية. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "طائرة حربية إسرائيلية أطلقت ستة صواريخ جو أرض على الحي الغربي لمدينة الخيام شرق جنوب لبنان، أدت إلى مقتل عنصر من حزب الله وجرح عنصرين". كما أدى القصف إلى تدمير 9 منازل وأضرار بـ 20 منزلا وتضرر مركز صحي تابع لمؤسسة عامل الدولية بشكل كبير. وفي حادث منفصل، أطلقت مسيرة إسرائيلية 4 صواريخ جو أرض على سيارة رابيد وسط بلدة ديركيفا قضاء صور في القطاع الغربي من جنوب لبنان، أدت إلى مقتل أحد كوادر حزب الله العسكرية. وأوضحت المصادر أن "الكادر العسكري يدعى عباس إبراهيم حمزة حمادة من بلدة الشهابية بجنوب لبنان، وهو قائد محور يخدم عسكريا في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية"، دون أية تفاصيل إضافية. وفي حادث آخر، أغارت مسيرة إسرائيلية على سيارة مدنية في بلدة حومين قضاء النبطية، مما أدى إلى إحراقها ومقتل سائقها ويدعى هادي جمعة وهو نجل الشيخ محمد جمعة المقرب من حزب الله، وفق المصادر. ونعى حزب الله اثنين من عناصره، قائلا إنهما قضيا "شهيدين على طريق القدس"، دون المزيد من التفاصيل. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترا وتبادلا متقطعا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ بدء المواجهة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة. وارتفع منسوب التوتر الأمني خلال الأيام الماضية بين حزب الله وإسرائيل كما ارتفعت حدة التهديدات بين الطرفين. وحذر أمين عام حزب الله حسن نصر الله في خطاب متلفز أمس (الأربعاء) من أنه "إذا فرضت الحرب على لبنان فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف". وقال نصر الله "لا نسعى للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل" إلا أنه أشار إلى أن "احتمال الانزلاق إلى حرب كبرى وارد في أي لحظة". وجاء تحذير نصر الله غداة إعلان الجيش الإسرائيلي في بيان أنه وافق على "الخطط العملياتية" لهجوم في لبنان ضد حزب الله. وأعربت نائبة مدير مكتب قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الإعلامي كانديس أرديل عن قلقها إزاء "تصاعد المواجهات المتبادلة بين الحزب وإسرائيل، محذرة من أن "سوء التقدير قد يؤدي إلى نشوب صراع مفاجئ واسع النطاق". وأكدت أرديل في حديث لـ ((العربية.نت)) أن اليونيفيل أجرت محادثات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي وحزب الله لحثهما على وقف إطلاق النار والالتزام بالحلول السياسية والدبلوماسية. وشددت على أن القرار 1701 يواجه تحديات في الوقت الراهن، ومع ذلك، يظل الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل نحو تسوية طويلة الأمد للنزاع. وأشارت أرديل إلى أن "القرار 1701 قدم استقرارا نسبيا للمنطقة على مدى أكثر من 17 عاما، وهذا بفضل التزام الأطراف بتنفيذه بشكل كامل، لذا من الأهمية بمكان أن يلتزم كل من لبنان وإسرائيل بتنفيذه". وأكدت أن "اليونيفيل مستمرة في تنفيذ مهامها على طول الخط الأزرق لتهدئة التوترات ومنع السوء فهم، وستواصل الجهود من أجل العودة إلى تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، باعتباره الطريق نحو الاستقرار والسلام". وختمت قائلة إنه "رغم التحديات التي نواجهها، سنواصل عملنا لتنفيذ القرار 1701، وهذا يشمل الدوريات التي ينفذها جنودنا بالتعاون مع الجيش اللبناني، حيث تتم حوالي 20% من أنشطتنا العملية بهذا التعاون". وكان القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن قد وضع حدا للحرب بين إسرائيل وحزب الله في العام 2006.
مشاركة :