تبدو الانتخابات الرئاسية في 2017 مفتوحة على كل الاحتمالات مع تراجع فرص اعادة انتخاب فرنسوا هولاند وتطلع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي للعودة للحكم وقلة الوجوه الجديدة القادرة على الدخول بقوة الى السباق مع تطلع الفرنسيين الى التغيير. تعزى هذه الصورة الضبابية بدرجة كبيرة الى رفض الرأي العام للاشتراكي هولاند واليميني ساركوزي وفق كافة استطلاعات الرأي التي اكدت رفض خوض نزال جديد بينهما كما حصل في 2012. فشعبية هولاند في الحضيض واليسار مضعضع ومهدد بتكرار ما حصل في 21 نيسان/ابريل سنة 2002 عندما خسر امام اليمين المتطرف من الدورة الاولى في حين تبدو زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن مؤهلة لخوض الدورة الثانية العام المقبل. تراجعت شعبية هولاند بسبب حصيلته الاقتصادية الضعيفة مع مستوى قياسي من البطالة تجاوز 10%. وفي حين لا يشكك الخبراء في رغبته في الترشح غير ان الشكوك تحيط بقدرته على القيام بذلك. توقع استطلاعان للرأي خسارة هولاند من الدورة الاولى في حال قرر خوض السباق على ان يحصل في احسن الأحوال على 15% من الاصوات متخلفا بكثير عن مارين لوبن وعن مرشح اليمين ايا كان. ساركوزي ليس افضل حالا الا ان الوضع ليس أفضل حالا بالنسبة لساركوزي رئيس حزب الجمهوريين اليميني الذي جاءت نتائج الاستطلاعات متدنية بالنسبة لفوزه بترشيح حزبه في الانتخابات التمهيدية في تشرين الثاني/نوفمبر اذ يتقدم عليه آلان جوبيه رئيس الوزراء السابق (1995 1997) خلف برونو لو مير الاربعيني الطموح وفرنسوا فيون رئيس الوزراء السابق ايضا ولا يتوقع ان يقدم ساركوزي قبل الصيف ترشيحه لانتخابات الحزب، في حين سيقرر هولاند في نهاية السنة ان كان سيترشح لولاية ثانية. وفي حال قرر هولاند عدم الترشح، يبدو وزير الاقتصاد ايمانويل ماكرون الذي شكل حركته الخاصة ويقدم نفسه على انه يتجرأ على الخوض في المحرمات الاوفر حظا لتمثيل اليسار متقدما على رئيس الوزراء مانويل فالس وفق استطلاعات الرأي. وفي ما يتعلق بالوجوه الجديدة يبدو السياسي الاكثر شعبية في السباق الى الاليزيه آلان جوبيه البالغ من العمر 70 عاما ورئيس الوزراء الاسبق في عهد جاك شيراك قبل عقدين.
مشاركة :