رجل أمن متقاعد يروي: هكذا أنقذنا أربعينية وابنها من سيل جرفهما بالطائف

  • 4/21/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سجّل رجل أمن متقاعد، برفقة آخرين تعاونوا معه، موقفاً بطولياً، عندما تمكنوا من إنقاذ سيدة أربعينية مع ابنها، كانت السيول القوية قد جرفت مركبتهما من على طريق السيل الكبير باتجاه الطائف؛ حيث تم إخراجهما وهما بصحة جيدة، ومن ثمّ اختفت المركبة، والتي غمرتها مياه السيول ولم تعُد تُشاهَد. فيما قوبلَ ذلك الموقف بالتصفيق والتهليل والتكبير من قبل العديد من المواطنين والمقيمين الذين توقفوا بمركباتهم على الطريق؛ خوفاً من أن تجرفهم السيول، وظلوا يراقبونها، حتى شهدوا ذلك الموقف البطولي. وروى رجل الأمن المتقاعد عبدالرحمن بن حسين إبراهيم العدواني، الذي كان يعمل رئيس رقباء بقوات الطوارئ الخاصة بمكة المكرمة، تفاصيل تلك العملية الإنسانية، والتي حملت البطولة المُطلقة، والمغامرة التي ابتغى من خلالها وجه الله سبحانه، والفوز بأجره، وقال لـ"سبق": "خرجت من حي الشرائع بالعاصمة المقدسة، ظهر أمس الأربعاء؛ حيث كنت مُتجهاً إلى الطائف، من أجل موعد لدى مجمع الملك فيصل الطبي". وأضاف: "عند وصولي ما بعد مركز البهيتة على السيل الكبير باتجاه الطائف، حينها اشتد هطول الأمطار، وشاهدت الكثير من المركبات متوقفة على الطريق، كذلك الشاحنات، علمت بعدها أن السبب وراء ذلك السيول المنقولة للوادي المحاذي لمسار الطريق، ووقفت بمركبتي، وإذا بي أشاهد المركبات تجرفها السيول دون أن يكون بها أحد ولله الحمد، ما دفعني للخروج من مركبتي بعد التوقف حتى تنتهي أخطار الطريق، وفي ظل توقف حركة السير". وتابع: "أثناء ذلك سمعت صوت منادياً بل مُستنجداً، وتتبعت الصوت الذي لم يكُن بعيداً عني؛ حيث حددته أنه ينبع من مركبة صغيرة بدأت تنجرف مع مياه السيول، حينها بدأت في التوجه نحوها، ولكن السيل كان قوياً، وبدأت المركبة تُسحب من تلك المياه، ولكن لطف الله عليهم أن وقفت بعد أن ارتطمت بشاحنة في الموقع أثناء جرفها؛ حيث فيما يبدو أنها تعثرت في شجرة أو ما شابه، لأبدأ التوجه لهم واللحاق بالمركبة ومن فيها قبل أن تنجرف مرةً أخرى". واستطرد: "عند وصولي شاهدت يد قائد المركبة والتي بدأت تغمرها المياه ترتفع طالباً النجدة، وتمكنت من الوصول له بعد أن تحمّلت تلك المياه، ومن ثمَ سحبه من داخل المركبة وإخراجه؛ حيث أبلغني أن والدته بداخل المركبة، وهو ما دفعني لاستدعاء بقية الموجودين الذين يزيد عددهم على 50 شخصاً، جميعهم حضروا للموقع ومنهم من كان حاملاً للحبال؛ حيث تم نقل الشاب لموقعٍ آمن، ما جعلني أتفرغ لوالدته التي بحثت عنها داخل المركبة، وقد أوشكت أن تغمرها المياه". وبيّن: "أخذت أرفع صوتي منادياً لها، ولم يصدر منها صوت؛ حيث دار بداخلي أن تكون قد غرقت، ولكني لم أيأس، وفتحت باب المركبة وأدخلتُ يدي أحركها حتى أن أمسكت بها، حينها سحبتها مُصعداً إياها من داخل المياه، وتمكنت من إخراجها ولله الحمد وهي على قيد الحياة، وسط سعادة كييرة مني ومن الحضور الذين شهدوا الحالة، كذلك منها وابنها الذي كان معها في حالة من الهلع والخوف". وأكد "العدواني" أنهُ ليس وحده من ساهم في إنقاذ تلك المرأة مع ابنها، بل كان معه مجموعة من الشباب الحريص على أداء مثل هذه الأعمال الإنسانية والمشاركة بها، طمعاً في الأجر من الله سبحانه وتعالى، ودعوة صادقة ممن يتم إنقاذهم. وكان المتحدث الرسمي للإدارة العامة للدفاع المدني بمحافظة الطائف، العقيد ناصر بن سلطان الشريف، قد أكد جريان وادي السيل، ووادي البهيتة، وارتفاع السيل على الطريق السريع؛ بسبب عدم استيعاب العبارات لكثافة المياه، وتسبب في جرف 3 سيارات". وأضاف: "تسببت الأمطار في احتجاز عدد 8 سيارات في مواقع متفرقة تم إخراجها بواسطة فرق الدفاع المدني". وقال في حينه: "تم بفضل الله تأمين الموقع وحركة السير من قبل الدوريات الأمنية، وتم تنظيف الطريق من قبل المواصلات والنقل، وعادت الانسيابية لسير السيارات ولله الحمد.

مشاركة :