أكدت نائبة مدير المكتب الإعلامي في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) كانديس أرديل في بيان اليوم (السبت) أن استهداف "مواقع الأمم المتحدة أو استخدام المناطق القريبة من مواقعنا لشن هجمات عبر "الخط الأزرق" أمر غير مقبول ويشكل انتهاكا للقرار 1701". والخط الأزرق هو الخط البالغ طوله 120 كيلومترا والذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000 والذي يتحفظ لبنان على 13 من نقاطه، وكان قد تم إنشاء هذا الخط في ذلك العام بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم جنوب لبنان، وهو خط مؤقت لحين ترسيم الحدود بين البلدين. وأشارت أرديل أنه "منذ أكتوبر الماضي، شهدنا العديد من الحوادث التي تعرضت فيها مواقعنا ومركباتنا لإطلاق النار من كلا الجانبين" على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وذكرت أنه "في بعض الحالات، أصيب أفراد حفظ السلام، ولحسن الحظ، لم تكن الإصابات خطيرة". وأضافت "لدينا تدابير قوية لضمان سلامة حفظة السلام وقدرتهم على أداء واجباتهم، وتشمل هذه التدابير تحديث مبانينا حسب الحاجة". وتابعت "نحن نراقب الوضع باستمرار ونقوم بتعديله حسب الضرورة، ولا تزال قوات حفظ السلام قادرة على أداء مهامها على الأرض ومواصلة تنفيذ القرار 1701". وتعمل اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية منه ، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته. وتضم اليونيفيل بحسب آخر بياناتها نحو 10147 جنديا من حفظة السلام من 49 دولة. وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت يوم أمس (الجمعة) أنه مع استمرار تبادل (حزب الله) والقوات الإسرائيلية إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل وتصاعد التهديدات بينهما، ووسط مخاوف من نشوب حرب واسعة، بدأت قوات اليونيفيل بتعزيز بعض مواقعها في الجنوب اللبناني. وكانت قد سقطت في حوادث مختلفة في الأشهر الماضية طلقات نارية وقذائف بالقرب من مواقع لليونيفيل أدى بعضها إلى أضرار مادية ، إلا أن 3 مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO) ومترجم لبناني أصيبوا بجروح في 30 مارس الماضي عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم أثناء قيامهم بدورية في جنوب لبنان. وإثر الحادث أكدت اليونيفيل أنه "تقع على عاتق جميع الجهات الفاعلة بموجب القانون الإنساني الدولي مسؤولية ضمان الحماية لغير المقاتلين، بما في ذلك قوات حفظ السلام والصحفيين والعاملين في المجال الطبي والمدنيين". وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر الماضي، على خلفية حرب غزة، مواجهات عسكرية وأعمالا قتالية متصاعدة بين حزب الله اللبناني ومنظمات لبنانية وفلسطينية من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، مما أوقع مئات القتلى والجرحى وهجر آلاف المدنيين عن جانبي الحدود وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.
مشاركة :