طيف من ألوان المعارف والتسلية، وفرص شتى لتنمية الإبداع لدى الأطفال، تجتذب الكبير قبل الصغير فتجعلنا نتمنى لو نعود أطفالاً، لننهل مما يقدمه مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يعقد ما بين 20-30 الجاري، فما بين أجنحة الكتب، وتنمية المعارف، وأركان التسلية والطهي واللعب، فرصة للأسرة جميعاً لعيش أجواء مرحة تحت ظل إكسبو الشارقة. يتكوّن المهرجان من: مسرح الأحلام، معرض بعيدا عن كوكب الأرض، فعاليات الطفل، كتب الناشرين ومعرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، كل منها في قاعة كبرى، ومعرض سراج الحضارات الذي يضم مجموعة من المقتنيات النادرة يعود بعضها للقرنين السادس عشر والتاسع عشر، متضمنة نسخاً لأجزاء من القرآن الكريم، وخرائط تاريخية لشبه الجزيرة العربية، وكتباً نادرة في التاريخ والفلك والأدب وغيرها، بالإضافة إلى أركان أخرى متفرقة تصب كلها في صالح تنمية معارف الطفل، لذلك قد يحار المرء من أين يبدأ فالمهرجان يستحق أكثر من زيارة. حرصت هيئة الشارقة للكتاب من خلال المهرجان الذي تعمل على تنظيمه، على تقديم المعرفة بأشكال شتى، لتلائم كافة أعمار الطفولة، بل واجتذاب الأسر لتعيش أجواء من المعرفة والمرح مع أبنائها، ناهيك عن تلك المعارف المشتركة التي يتلقاها طلبة المدارس الزوار الذين ينتشرون كالزهور في أروقة المهرجان، آخذين وناشرين العبق في كل مكان. تحدثنا هند الشويهي عن أحد أبرز الأجنحة في المهرجان معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل في دورته الخامسة قائلة: يسعى المعرض في كل عام من خلال مسابقته على تنظيم معرض صور يختص بالرسوم الاحترافية لقصص الأطفال، ويخصص بذلك 3 جوائز قيمة للفائزين بالمراكز الثلاثة، و3 جوائز تشجيعية و3 تقديرية، حيث تعبر عن مدى اهتمام المهرجان بالفنانين الذين يقفون خلف كل ما نقرأ، ونستمتع به من قصص من مختلف أنحاء العالم لنعطيهم حقهم، فنخصص لهم أجنحة لعرض الأعمال وهي: أجنحة الطير، هم معنا، مساحة خيال، حروف ملونة، أمكنة، بيت الأضواء، عبر عن نفسك، وورش عمل كذلك مخصصة للأطفال يقف وراءها 11 فناناً مختصاً برسوم الطفل، يمنحون فرصة من خلالها للأطفال للتعبير عن ذواتهم وخيالاتهم، ويقوّمون تلك الأعمال، بالإضافة إلى ندوة حوارية بين الفنانين والكتّاب والناشرين، لمنحهم الفرصة للتعارف وعقد فرص العمل، ويعتبر المعرض بحسب الشويهي الأول من نوعه في الشرق الأوسط في هذا المجال، حيث لا يعرض أعمالهم ويحتفي بها فقط، بل يخصص لهم من خلال المعرض فرصة للعمل من خلال عرض سيره الذاتية وطرق التواصل معهم. ومن مشغل الفضاء والفلك الذي يحتل موقعه في قاعة فعاليات الطفل، يحدثنا محمد ريحان مشرف في القبة الفلكية عنه قائلاً: ينظم الجناح مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ويهدف إلى جذب الأطفال من عمر رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، بأساليب تحقق محو الرهبة لديهم للتعرف إلى هذا المجال، حيث غالباً ما يعتقد الأطفال أن الفلك مجال معقد وصعب الفهم، وفي الوقت نفسه يهدف ذلك الدمج إلى جعلهم جزءاً لا يتجزأ من خطط الدولة الطموحة في مجال الفلك والفضاء، ونعرفهم بالإنجازات في هذا المجال، فقمنا بتصميم ملصقات الجدران متعددة الموضوعات الفلكية لتلائم كافة الأعمار، أبرزها: أحمد بن ماجد ومساهماته في المجال، كيف نتعرف إلى الأجرام اللامعة في السماء، هل هذا حجز نيزكي؟ القدر الظاهري للنجوم، والتسلسل الزمني للكون، ونشجع الأطفال على الممارسة وليس الفهم عن طريق التلقين، من خلال ورش العمل التي يصنعون فيها يدوياً العديد من المجسمات منها مزولة شمسية ويصطحبون أعمالهم معهم، حيث يستخدمون أدوات كالمقص واللاصق والورق المقوى المؤمنة على سلامتهم. ومن رواق الرياضيات في قاعة فعاليات الطفل، التي تضم كذلك أروقة: صحة، كلمات، متاهة القصص الخيالية، المائدة الذكية، طهاة العالم، فنون، تحدثنا مي المعمري المشرفة على القسم، التي توضح أن الرياضيات تعتبر من المواد التي يرهبها العديد من الأطفال، ويعتقدون بصعوبتها، لذلك عمل الرواق على تقديم الرياضيات لكافة أعمار الطفولة بطريقة مسلية وممتعة وباللغتين العربية والإنجليزية، من خلال ورش عمل يومية تستخدم فيها المجسمات والألعاب لحل الأحجيات الرياضية، فالممارسة والتسلية، تعتبران من أكثر الوسائل التي تحبب الطفل فيما يعمل. هكذا هي أساليب الاهتمام بالصحة التي تقدم للأطفال في رواق صحة، ويحدثنا عنه سامر أبو رزق من لونا جروب، قائلاً: ننظم هذا الرواق للمرة الأولى قادمين من لبنان بمسرح فعاليات مخصصة للطفل، يحفزهم عل التعرف إلى حواسهم واستخدامها فيما يحد عنهم الحوادث، من ذلك:" استخدام النظر في عبور الشارع بأمان، الشم في تمييز رائحة غاز الطهي، وغير ذلك، بالإضافة إلى الكثير من العروض التي يصطاد فيها الأطفال الطعام الصحي كي يكسبوا صحتهم، وتفريش الأسنان بالطرق السليمة، ومسرح الدمى الذي تقلد فيه أصوات الحيوانات ويميزونها بحاسة السمع، وتتعدد الورش لتصل إلى 34 ورشة تعنى بصحة الطفل الجسدية والفكرية". ومن رواق كلمات تقول مي رامز: من أبرز أهداف الرواق تقريب القراءة للأطفال وجعلها جزءاً من سلوكهم اليومي، من خلال عدد من ورش العمل التي تستخدم الموسيقى والرقص والطرق السردية المميزة، واستخدام الحكواتي في القصص العربية، ويعمل الرواق خلال 11 يوماً على إثراء التجارب القرائية للأطفال بمجموعات قصصية باللغتين العربية والإنجليزية لمختلف الأعمار، وهي مجموعات تعتمد الصور أكثر من الكتابة كونها الشيء الجاذب لهم والمحبب لقراءتهم، وفي نفس الوقت تثري عقولهم ومخيلتهم، وتمنحهم فكرة مختلفة عن القراءة بعيداً عن الرتابة. رؤية متقدمة بعيداً عن كوكب الأرض، أحد أهم الأروقة التي يحتضنها المهرجان بالتعاون مع المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، حيث يقدم لزواره رؤية متقدمة عن مستقبل الرحلات الفضائية واستكشاف القمر واستيطان المريخ، والبحث عن الحياة بعيداً عن كوكبنا، ويتضمن المعرض عدة أقسام أبرزها: بداية سباق الفضاء، الكبسولة الصينية، المصعد القمري، المريخ، طائرات الفضاء، وتحدثنا المسؤولة مريم الحوسني عنه قائلة: يهتم المعرض بتقديم فكرة شاملة للأطفال والطلبة عن الحياة خارج كوكب الأرض، وذلك من خلال نظرة ماضية وآنية ومستقبلية، نعرفهم فيها إلى أبرز رواد الفضاء وأعمالهم، ونماذج استخدمت خلال رحلاتهم، وكبسولات وصواريخ انطلقت للفضاء، وحال الفضاء في المستقبل، ومنه رحلات الفضاء السياحية، كما يعرض فيه المسبار الحقيقي الذي انطلق في عام 2012 للمريخ، والصور الواقعية التي التقطها هناك، ونحث الطلاب من خلال ذلك على استكشاف هذا العالم من خلال 3 ورش عمل يومياً، تتم بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، بل والبحث من خلال موقع المهرجان في الويب سايت على الأسئلة الخاصة بالمعرض وإيجاد الأجوبة فيه من خلال زيارتهم.