ريحانة مُغال: المتاحف تلعب دوراً محورياً في تشكيل المجتمعات

  • 4/22/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت ريحانة مُغال، رئيسة قسم التنمية للشراكة الفنية في دول الخليج العربية للمجلس الثقافي البريطاني، في حوار ل الخليج أن الفن لغة عالمية تساعدنا على التعبير عن أنفسنا بطرق متفردة، وأن الفن يمكنه أن يلهمنا، وأن يحفزنا، وأن يحركنا بطرق عميقة التأثير، موضحة أن هناك إمكانية في أن تلعب المتاحف دوراً محورياً في تشكيل المجتمعات ومساعدتها لتتواصل مع تراثها الخاص، فالمتحف يوفر مساحة فريدة للتعلم والمرح واللعب، فهو مختلف عن المدرسة والبيت، و إذا زار الأطفال المتاحف من سن مبكرة، تصبح التجربة مألوفة لديهم، فالمتاحف يمكنها أن تساعد في نقل الأفكار والمواضيع التي تُستكشف في المدرسة إلى الحياة، ويمكن للأطفال أن يعيدوا اكتشاف الماضي من خلال الاطلاع عن كثب على هيكل حوت أو ديناصور مكتمل الحجم. } لماذا من المهم تشجيع الفن في هذه الأيام وفي هذا العصر؟ - الفن لغة عالمية تساعدنا على التعبير عن أنفسنا بطرق متفردة، والفن يمكنه أن يلهمنا، وأن يحفزنا، وأن يحركنا بطرق عميقة التأثير، فمعظمنا لديه مقطوعة موسيقية مفضلة، أو قصيدة، أو فيلم، أو صورة فوتوغرافية، أو وجه، أو لوحة مفضلة، أو أي شيء له معنى خاص بالنسبة لنا، والفنون تسهل التواصل غير الشفهي خاصة فيما يتعلق بالأفكار المعقدة أو المجردة، وتساعدنا في تعزيز التفكير المتشعب والمتنوع، لذا من المهم أن نرعى الفنون في سن مبكرة، فالصغار والشباب القادرون على التعبير عن أنفسهم بطرق متنوعة، يتمتعون بوضع أفضل من حيث القدرة على تصور إمكانات جديدة وإقامة صلات بين أشياء تبدو غير مرتبطة، والقدرة على توسيع الخيال، والشعور بالراحة مع المجهول، تعتبر سمات يحتاجها القادة، والمصممون، والمهندسون، والعلماء، والمبتكرون، وغيرهم، في أنحاء العالم. } كيف يمكننا إشراك المجتمع في الاهتمام بالمتاحف؟ - هناك إمكانية في أن تلعب المتاحف دوراً محورياً في تشكيل المجتمعات ومساعدتها لتتواصل مع تراثها الخاص، وأيضاً مع تراث الآخرين، وبالواقع قمنا مؤخراً باستضافة مؤتمر للمتاحف في المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، بهدف تشجيع المزيد من المناقشات حول هذا الموضوع، ولكي نربط المجتمع بها بفعالية، يجب أن تكون مقتنيات المتاحف مرتبطة باهتمامات الزوار وأن تكون المعلومات حول المعروضات شاملة ومتاحة يمكن الوصول إليها، وهناك أساليب عديدة يمكن توظيفها لمساعدة المجتمعات على تطوير علاقة أقوى مع متحفها المحلي، وهذا الأمر قد يرتبط بوجود أعضاء من المجتمع المحلي يتطوعون في المتحف، أو بعقد معارض مؤقتة تبرز محتوى أنتجه المجتمع المحلي، أو تبرع به، فعلى سبيل المثال المعرض المقام في ويرهاوس 421 في أبوظبي، والذي يحمل العنوان حتى لا ننسى: صور الأسرة الإماراتية بين 1950-1999، دعا الجمهور إلى تقديم صورهم الفوتوغرافية الخاصة، وشمل هذا الأسلوب بناء علاقات ثقة قوية مع الشخصيات المهمة في المجتمع، وإعداد فريق للمشروع، يمكن للمجتمع المحلي أن يتأقلم معه. } هل يكتسب الأطفال فعلاً الأفكار والمعرفة بزيارتهم للمتاحف؟ - يوفر المتحف مساحة فريدة للتعلم والمرح واللعب، فهو مختلف عن المدرسة والبيت، وإذا كان التعلم مركزاً ومبسطاً بعناية، ويعطي الطفل شعوراً بالتملك، فهذا يمكن أن يساعد الطفل على تطوير معارف جديدة، واكتساب رؤى حول الموضوعات أو الأفكار التي قد لا تكون تلقت حقها من التوضيح والتفصيل في المدرسة أو البيت، و تزداد أهمية المتاحف أكثر في عصرنا الرقمي. } كيف يمكن لبناء المتحف وتصميمه أن يجتذب الأطفال ويتيح لهم تجربة معمقة؟ - إذا زار الأطفال المتاحف من سن مبكرة، تصبح التجربة مألوفة لديهم، ولدى آبائهم أو القائمين على رعايتهم، ولذا يصبحون أقل عرضة للشعور بالرهبة في مباني المتاحف، التي غالبا ما تكون ذات أحجام ضخمة، وللمتاحف الجيدة أسلوب متكامل في عرض مقتنياتها، حيث يتعاون أمناء المتاحف وخبراء التعليم لتطوير تجربة الزائر، ومن المهم أخذ جميع العائلة، عند التخطيط لمعرض يستهدف الأطفال، فالأنشطة يلزم أن تجتذب كل العائلة، حتى يمكن لكل فرد فيها أن ينضم إلى نشاط مناسب لاحتياجاته، فمتحف وحدائق هورنيمان في لندن يعقد بانتظام أنشطة فنية وحرفية مجانية للعائلة مستوحاة من معارضه، والأنشطة تتميز بكونها مناسبة بصفة خاصة لكل من الآباء والأبناء. } هل هناك أي نماذج دولية جديرة بالاهتمام يستحب نقلها إلى الإمارات؟ - لكل متحف خصائصه المختلفة، ويضع أفضل الأنشطة للزوار من خلال التشاور المستفيض والتعاون الجيد مع المجتمعات المحلية التي تسعى المتاحف لخدمتها، والعديد من المتاحف البريطانية، مثل متحف التاريخ الطبيعي ومتحف مانشستر تقيم أنشطة بعد ساعات افتتاحها، وهذه الأنشطة تغري الزوار إذ تعدهم بتجربة زيارة متحف خاص بعد حلول الظلام، وأحيانا يعطى الزوار كشافاً ضوئياً خاصاً أو سماعة رأس تلغي الضوضاء لاستطلاع المجموعات التي تعرضها المتاحف بالوتيرة المناسبة لهم، ولمتحف العلوم في لندن برنامج في الصباح الباكر لعرض الطيور يساعد العائلات التي لديها أطفال يعانون حالة التوحد الطيفي، على زيارة المتحف قبل أن يفتح أبوابه لعموم الجمهور. 100 مليون زائر سنويآ يوجد نحو 2500 متحف في المملكة المتحدة، أكثر من 1800 منها وصل إلى مستوى معتمد على المستوى الوطني في مجال الإدارة، والعناية بالمقتنيات، وتقديم المعلومات، وخدمات الزوار، وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية، تطورت المتاحف البريطانية بشكل كبير وتحولت من كونها قصوراً متربة للأكاديميين، إلى ساحات ترحب بالجميع وتتواصل مع زوارها من خلال المعارض المفيدة والبرامج المبتكرة، ونتيجة لذلك، تتميز المتاحف البريطانية بشعبيتها؛ وهناك ثمانية متاحف تعتبر من بين أهم عشرة مقاصد سياحية في المملكة المتحدة، والكثير منا سيفضلون الذهاب إلى المتاحف بدلاً من حضور مباريات كرة القدم، بما في ذلك مباريات الدوري الممتاز، كما تضم المملكة المتحدة خمسة من بين المتاحف ال20 الأكثر زيارة في العالم، وهو ما يفوق أي مجموع متاحف لأي بلد آخر. وتلعب المتاحف دوراً مهماً في تنشيط السياحة في المملكة المتحدة، وتجذب أكثر من 100 مليون زائر سنوياً. والمتاحف يمكنها أن تساعد في نقل الأفكار والمواضيع التي تُستكشف في المدرسة إلى الحياة، ويمكن للأطفال أن يعيدوا اكتشاف الماضي من خلال الاطلاع عن كثب، على هيكل حوت أو ديناصور مكتمل الحجم.

مشاركة :