الكويت: الحسيني البجلاتي بدأت في الكويت، مساء أمس الخميس، جولة جديدة من محادثات السلام اليمنية بين الحكومة ووفدي الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله، برعاية الأمم المتحدة، وسط توقعات بإحراز نتائج إيجابية، من شأنها المساهمة في إنهاء الأزمة، وذلك بعد أن تأخرت عن موعدها الرسمي ثلاثة أيام. ورحب التحالف العربي ببدء المشاورات، مؤكداً استمراره في دعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2216، والاستمرار في مراقبة وقف إطلاق النار، والتصدي لأي خروق. ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أطراف النزاع إلى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة؛ من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة اليمنية. وأكد ولد الشيخ - في كلمته خلال جلسة المشاورات التي افتتحها رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح - أن طريق السلام قد يكون شائكاً، ولكنه سالك وممكن، والفشل خارج المعادلة. وقال: إن التباين في وجهات النظر جائز، ولكنّ هناك حلولاً وسطى.. الثغرات كثيرة، ولكن بالأفكار البناءة ممكن معالجتها، والتحديات قد تعرقل المسار، إنما الحلول متوفرة.. الاختلافات موجودة ولكن ممكن التوفيق بينها، فمعظم أنظمة العالم تبني على تنوع مكوناتها السياسية، وتحولها إلى منحى إيجابي في سياساتها. وأضاف أن خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام، معرباً عن يقينه بأن التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف، سوف يعكس مدى التزامها وسعيها إلى التوصل لاتفاق تفاهمي شامل. وذكر أن الواقع الجنوبي يبقى محط اهتمام رئيسي، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة، يجري بحثه مع الأطراف المعنية، وعلى رأسها القيادات الجنوبية. وأعرب عن شكره لدولة الكويت على استضافة مشاورات السلام اليمنية-اليمنية، التي تشكل بداية مرحلة جديدة يعول عليها الكثيرون، آملاً أن تكون مرحلة السلم والأمان واحترام حقوق الإنسان. ولفت ولد الشيخ أحمد، إلى أن الخيار اليوم سيكون واحداً من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن يضمن استقرار وحقوق كل أبنائه أو بقايا أرض يموت أبناؤها كل يوم، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار. وفي افتتاح الجلسة، أكد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد أن مشاورات السلام اليمنية، تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني. وأضاف: نأمل أن تسود فيها الحكمة اليمانية المعهودة، تجسيداً لقول رسولنا الكريم محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: أتاكم أهل اليمن هم أرقّ أفئدة، وألين قلوباً، فالإيمان يمانٍ والحكمة يمانية، رابطاً بين الحكمة وأهلنا في اليمن، وأعرب عن الأمل في أن تسود الحكمة خلال المشاورات واضعين نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم، مدركين أن الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد، وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخراً في تنميته.. دماراً في بنيته.. هلاكاً لشعبه. وأكد الخالد أن دولة الكويت التي وقفت إلى جانب أشقائها منذ عقود، ترحب اليوم بجهودكم الهادفة إلى وضع نهاية للصراع الدائر، متطلعين بكل أمل إلى نجاح المشاورات، وصولاً إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن، ويحافظ على وحدة ترابه، لنقله إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفقاً لما نص عليه قرار المجلس الأعلى الموقر في دورته السادسة والثلاثين، بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي؛ لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية، بالتعاون مع المجتمع الدولي. وكان وفد ممثلي الحوثي وصالح، قد وصل إلى الكويت، أمس الخميس، قادماً من العاصمة العمانية مسقط، على متن طائرة خاصة، بعد جهود إقليمية ودولية بذلت في الأيام الثلاثة الماضية؛ لإقناعه بالمشاركة في المشاورات.
مشاركة :