استقطبت السعودية عبر برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب" وجهاته التنفيذية، استثمارات بلغ حجمها نحو 529 مليار ريال منذ بدء عمل البرنامج وحتى نهاية 2023، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية" المهندس سليمان المزروع الرئيس التنفيذي للبرنامج. ويستهدف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي انطلق مطلع 2019، قطاعات (الطاقة، والتعدين، والصناعة، والخدمات اللوجستية) وتكاملها لتحقيق قيمة مضافة وتعظيم الأثر الاقتصادي وتنويعه وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة، إضافة إلى سعي للوصول إلى 1.4 تريليون ريال بحلول عام 2030. وأوضح الرئيس التنفيذي للبرنامج أن من أهم مستهدفات برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية هو تحقيق استثمارات نوعية وتعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية في السعودية، لا سيمّا في قطاعات النمو الواعدة، الأمر الذي يسهم تنمية الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل والعمل على تحسين العمليات والأنظمة والتشريعات، وتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية، لتكون السعودية وجهة مثالية لاستقطاب الاستثمارات النوعية. وفيما يتعلق بتطور الخدمات اللوجستية في السعودية ومستهدفاتها، قال سليمان المزروع إن السعودية تسعى إلى أن تكون منصة لوجستية عالمية، خاصة أنها تمتلك موقعا جغرافيا إستراتيجيا مميزا يتوسط خطوط التجارة. وأكد أن السعودية تقع على بحرين، الخليج العربي والبحر الأحمر، وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتع بهذه الميزة، إضافة إلى أن ثلث صادرات العالم من النفط تمر عبر الخليج العربي في حين أن 13 % من تجارة العالم تمر عبر البحر الأحمر، ويمكن للسعودية بشكل طبيعي ربط أسواق يعيش فيها أكثر من 6 مليارات نسمة. وأضاف، "وقد تطورت الخدمات اللوجستية وتحسنت كفاءتها منذ إطلاق رؤية السعودية 2030"، مشيرا إلى الجهود التكاملية المشتركة بين ندلب والجهات ذات العلاقة في منظومة النقل والخدمات اللوجستية. وقفزت السعودية 17 مرتبة عالميا في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، تقدمت إلى المرتبة (38) من بين (160 دولة) في الترتيب الدولي في مؤشر الكفاءة اللوجستية، بعد أن حققت قفزات واسعة في كفاءة الأداء عبر عدد من الموشرات الفرعية، أبرزها مؤشر الكفاءة اللوجستية، ومؤشر التتبع والتعقب، ومؤشر التوقيت، ومؤشر الجمارك، ومؤشر البنى الأساسية، ومؤشر الشحن البحري. وتقلصت مدة الفسح الجمركي من 288 ساعة إلى ساعتين، ووضـع حجر الأسـاس لمشـاريع عقد تطوير وتشـغيل محطتي الحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، بقيمة استثمارية تتجاوز 7 مليارات ريال وفقا لصيغة (BOT). وأوضح المزروع أن البرنامج يطمح للوصول إلى 40 مليون حاوية قياسية من حجم البضائع المتناولة عبر موانئ السعودية، وأن تكون السعودية ضمن أعلى 10 دول في مؤشر الأداء اللوجستي. وأكد سعي برنامج "ندلب" إلى خفض تكلفة نقل البضائع والركاب لاستيعاب حجم البضائع المتناولة وعدد الركاب، والوصول إلى 330 مليون مسافر عبر المطارات السعودية.