عمر مديد.. وعلاقات من حديد - سيمون كوليس *

  • 4/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلنا هذا الاسبوع في السفارة البريطانية بالعيد التسعين لصاحبة الجلالة الملكة اليزابيث، وقد شرفنا في هذا الاحتفال لفيف من كبار المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، بالاضافة الى كبار رجال الاعمال السعوديين وبالطبع عدد كبير من الجالية البريطانية المقيمة في المملكة العربية السعودية. احتفالنا تضمن ثلاثة مواضيع، اثنين عن شخصيتين بريطانيتين مميزتين، والثالث يتعلق بالمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. اولا والاكثر اهمية كان احتفالنا بالعيد التسعين لميلاد جلالة الملكة اليزابيث، فهي ملكتنا منذ 63 عاما. كل البريطانيين الذين اعمارهم تحت الثمانين لا يتذكرونها الا وهي ملكة. هذا إنجاز رائع ونحن نتمنى لها حياة مديدة. الثاني، كما لاحظ الحاضرون هو انه قد تم تجهيز موقع الاحتفال في بيئة غابة مستوحاة من مسرحية (A Middsummer Night’s Dream) وذلك لاحياء الذكرى الاربعمئة لوفاة الكاتب ويليام شكسبير. وسوف ننتهز هذه الفرصة خلال هذا العام لتقديم العديد من البرامج والانشطة للاحتفال بهذه المناسبة، لكي نطلع الناس في ارجاء المعمورة على اعمال شكسبير وتأثيرها المستمر، كما نأمل ان تشاركونا في الاحتفال باعماله هنا في السفارة في اوقات لاحقة. وكما كتب بن جونسون، احد معاصري شكسبير، قائلا إن "شكسبير لا ينتمي الى عصر معين، بل الى كل العصور". ونحن نضيف، الى الانسانية جمعاء. فقد أثرت مسرحياته وأشعاره في اللغة الانجليزية، وهو ما نعتبره هديتنا القيمة للعالم، حيث كان للموضوعات التي تناولها في كتاباته اكبر الاثر في تغيير فكرتنا عن العالم وموقعنا فيه كافراد وكمجتمعات. وحتى في اوقات الفرقة، كان شكسبير يركز على القيم المشتركة التي تجمعنا. اما الموضوع الثالث فهو الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس العلاقات السعودية - البريطانية، حيث تم توقيع اتفاقية دارين (جزيرة تاروت) من قبل كل من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، وكابتن شكسبير وذلك قبل تأسيس المملكة العربية السعودية بأكثرمن عشر سنوات. ولم تكن العلاقات السعودية - البريطانية اكثر عمقا ومتانة وتعددا مما هي عليه اليوم. وقد تمكن ضيوفي خلال الاحتفال من مشاهدة بعض الصور النادرة التي التقطت خلال المئة عام وهي تعكس وبوضوح تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكما أبلغت ضيوفي الكرام انه كان يمكنني التكلم طويلا عن الروابط التي تجمع بين العائلتين المالكتين والحكومتين والشعبين والاعمال المشتركة ولكن كثافة الحضور كانت خير برهان على انهم يفهمون ذلك جيدا، ولذلك فإنني دعوتهم ليروا بانفسهم كل ما يتعلق بالملكة اليزابيث وبشكسبير وبعلاقاتنا مع المملكة العربية السعودية من خلال الصور المعروضة. وعلى الرغم من تمسكنا بتراثنا الا اننا ندرك ايضا اننا نعيش في عالم متغير وعلينا ان نواكب هذا التغير، وفي نفس الوقت ندرك الفرص التي لا تزال امامنا لمزيد من الشراكة التي تمتد الى القرن القادم. وكانت تلك الليلة مناسبة جيدة لضيوفي الكرام لتوطيد صداقاتهم القائمة بالإضافة الى كسب المزيد من الاصدقاء. *السفير البريطاني لدى المملكة

مشاركة :