أفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أمس، أن 96% من سكان قطاع غزة يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعادل ذلك نحو 2.15 مليون نسمة. وأضاف التقرير الذي شاركت في إعداده 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي، أن نحو نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة ضمن المرحلة الخامسة من التصنيف، وأن الوضع في غزة لا يزال كارثياً، وهناك خطر كبير ومستمر من حدوث مجاعة في جميع أنحاء القطاع. كما حذّر التقرير من أن خطر المجاعة مستمر طالما استمر النزاع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية. وحذّر التقرير أيضاً من أن التحسن المحتمل الذي لوحظ في أبريل ومايو ينبغي ألا يسمح بمساحة للتهاون بشأن خطر المجاعة بغزة في الأسابيع والأشهر المقبلة. وتابع أنه جرى تصنيف 745 ألف شخص «33%» في حالات الطوارئ «المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للبراءات». والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أداة موحدة تستخدم معياراً عالمياً لتصنيف شدة ومستوى انعدام الأمن الغذائي وتشارك في وضعه الأمم المتحدة. وحذر برنامج الأغذية العالمي في بيان تعليقاً على تقرير «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي»، من أن «يشهد جنوب قطاع غزة قريباً مستويات جوع كارثية مشابهة لتلك التي سُجلت سابقاً في المناطق الشمالية». وأوضح البرنامج أن «هناك ضرورة مُلحة لمعالجة مشاكل أساسية في قطاع غزة إن أردنا حقاً تجاوز الأزمة ومنع المجاعة». وأكد أن هناك «ضرورة لإتاحة أكبر للأغذية الطازجة وزيادة التنوع في المواد الغذائية، وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وتقديم الرعاية الصحية وإعادة بناء العيادات والمستشفيات». وأشار إلى أنه «من الضروري وجود استجابة واسعة النطاق وفي قطاعات متعددة في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات». وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن «خشيته من أن يشهد جنوب غزة قريباً نفس مستويات الجوع الكارثية التي سُجلت سابقاً في المناطق الشمالية من القطاع». كما أعرب عن قلقه من تراجع قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الحيوية في الجنوب، مما يُعرض التقدم الذي تم إحرازه للخطر. وقال البرنامج الأممي: إن «الأعمال العدائية التي اندلعت في رفح في مايو الماضي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وقللت بشدة من إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية». في غضون ذلك، قالت إيناس حمدان، القائمة بأعمال مدير المكتب الإعلامي لـ«الأونروا» في غزة، إنه لم يطرأ تغير ملحوظ على مستوى دخول المساعدات إلى القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية، وأن ما يدخل كميات قليلة جداً ولا تكاد تكفي للاحتياجات الضخمة والمهولة التي نواجهها بالفعل على الأرض. وأضافت حمدان في تصريح لـ«الاتحاد» أن عدد الشاحنات التي دخلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة لم يتجاوز 450 شاحنة وهذه «نقطة في بحر» الاحتياجات المطلوبة للسكان بالقطاع بشكل عام. وأشارت إلى أن هناك أزمة صحية ناتجة عن شح المستلزمات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة البيئية بسبب تراكم النفايات وتلوث المياه وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب حاجة «الأونروا» الماسة لكميات كافية من الوقود والمياه والمواد الإغاثية الأخرى من أجل مواجهة الكوارث البيئية التي تهدد حياة السكان. فوضى قال فيليب لازاريني المفوض العام لـ«الأونروا»: إن الفوضى تعم قطاع غزة مع تشكل «عصابات للتهريب»، ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات. وأضاف لازاريني في حديث للصحفيين «مبدئياً، نواجه في هذه الأيام انهياراً شبه كامل للقانون والنظام»، محملاً «عصابات» متورطة في التهريب جزءاً من المسؤولية عن ذلك. وقال: «أصبح إيصال المساعدات أكثر تعقيداً».
مشاركة :