تنتشر بين النـــاس الكثير من المفاهيم الخاطئة حول عمـــلية زراعة نخــاع العــظـــم، أشهرها أن المتبرع قد يصاب بالشلل جراء هذه العملية، وفي الواقع إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، والدليل أن الأوساط الطبية لم تسجل أي إصابة بالشلل بين المتبرعين. ونخاع العظم هــو السائل الاسفنجي الذي يملأ الجزء الداخلي للعظام، ويقــــوم هذا النخاع بانتاج كريات الدم الحمر وكريات الدم البيض والصفيحات الدموية. وتهدف عملية زراعة نخاع العظم إلى استبدال أنسجة النخاع المصابة للمريض بأنسجة نخاع سليمة تستحضر من أحد المتبرعين الملائمين، إذ تُجرى العملية تحت التخدير بإدخال إبرة متوسطة الحجم إلى داخل عظام الحوض، ويستغرق هذا الإجراء نحو ساعة يتم خلالها جمع ربع إلى نصف ليتر من مادة نخاع العظم. ويعد علاج السرطان الدافع الأول لعملية زراعة العظم خصوصاً سرطان الدم، وتكون معدلات نجاح الزراعة أكبر عند صغار السن مقارنة مع الكبار. وهناك مراكز طبية ترفض إجراء الزراعة لكل من تخطى عتبة الخمسين من العمر. وتحتاج زراعة نخاع العظم إلى احتياطات ضرورية لمنع تعرض المريض للعدوى، مثل حجْر المصاب في غرفة معقمة وجيدة التهوية، وتعقيم كل ما يصل إلى المريض، ومنع أي تماس مع الزوار، وارتداء الأقنعة الواقية من قبل الفريق الطبي والزوار، والتدقيق جيداً في نظافة الأدوات الطبية وتعقيمها، وإجراء التحاليل الطبية الدورية لرصد أية علامات للعدوى وعلاجها بشكل حازم. وقد تحدث مضاعفات تطاول بعض أعضاء الجسم بسبب عملية الزرع والعلاجات المرافقة لها، ولذا لا بد من التأكد من سلامة أعضاء الجسم الحيوية وكفاءتها قبل الإقدام على هذه العملية، خصوصاً الكبد، والرئتين، والكليتين، والقلب، لأن العبء الأكبر يقع على هذه الأعضاء.
مشاركة :