تبذل شركة البترول الوطنية الكويتية جهوداً مضنية لتعزيز عملية التحول الرقمي في كافة أعمالها بغية حماية الأصول وتطوير الكفاءة التشغيلية والحفاظ على قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. وحرصت الشركة منذ تأسيسها عام 1960 على مواكبة التحولات التقنية والرقمية العالمية إذ سعت دائماً إلى الاستعانة بكل ما هو جديد في هذا المجال الحيوي الذي يُعد مقياساً لمدى تطور المؤسسات والشركات الكبرى في مختلف الصناعات وفي طليعتها صناعة النفط والغاز. وفي هذا السياق أكد مسؤولان في «البترول الوطنية» في تصريحين متفرقين لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الأربعاء أهمية التحول الرقمي في الشركة باعتبارها شرياناً رئيسياً في القطاع النفطي الكويتي إذ تمد البلاد بالمنتجات البترولية وتصدر للأسواق العالمية مشتقات نفطية عالية الجودة مطابقة للاشتراطات البيئية. وقال مدير دائرة تقنية المعلومات في الشركة المهندس ناجي المري إن مسيرة «البترول الوطنية» في مجال التحول الرقمي والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها على مدى العقود الستة الماضية جعلتها تقترب كثيراً من إعلان نفسها «شركة بلا ورق». وأضاف المري أن الشركة حققت مستويات متقدمة من الميكنة لعملياتها في مختلف مرافقها ومنها المبنى الرئيسي ومصفاتا ميناء عبدالله وميناء الأحمدي والتسويق المحلي ومستودعا صبحان والأحمدي وكافة محطات الوقود التابعة لها والمنتشرة في مختلف مناطق البلاد ما ساهم في تقديم الشركة نموذجاً محلياً وإقليمياً تتم الاستعانة بخبراته في كيفية تسخير التقنيات والاستفادة منها. ونوّه بجهود الأجيال المتعاقبة من العاملين في الشركة والتي تقف وراء تحقيق هذا التميز المؤسسي التقني، مشيراً في هذا الصدد إلى أن بيئة العمل المحفزة على الإبداع والابتكار التي حرصت الشركة على تبنيها وتوفيرها أتاحت للعاملين فرصة تقديم أفكارهم ومشاريعهم التطويرية في المجال التقني ثم الاستعانة بالكثير منها في دعم وتعزيز تجربة الشركة في هذا الجانب. وأوضح أن الشركة تسير حالياً نحو بناء البنية الرقمية الحديثة لاستيعاب تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مؤكداً أن الشركة توجت هذا التميز المؤسسي بالحصول على جوائز عديدة عالمية ومحلية وفي مقدمتها الفوز بتكريم سمو أمير البلاد لأكثر من مرة. وذكر أن التحول الرقمي في «البترول الوطنية» أدى إلى تحسين مستوى أداء الأعمال الفنية في المصافي والدوائر الإدارية عبر استخدام أحدث التقنيات الحديثة والعمل على تبسيط وتوحيد العمليات والإجراءات في جميع الأعمال ومن ثم ميكنتها لمواكبة حتمية التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز لتعزيز الإنتاجية وصولاً إلى التميز التشغيلي. وأشار إلى أهمية التحول الرقمي في تحسين كفاءة المعدات وصيانتها الاستباقية وتقليل المخاطر وتحسين إجراءات السلامة والمحافظة على العاملين والبيئة. وبيّن أن من أهم أساسيات التحول الرقمي تنظيم وإدارة واستغلال البيانات بالشكل الأمثل وهو ما يوفر على القطاع النفطي وعمليات التكرير الوقت والمال ويدعم دقة وسرعة اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بعمليات الشركة والقطاع حالياً ومستقبلاً. من جانبه، قال رئيس فريق التطبيقات الشاملة في «البترول الوطنية» المهندس بسام الشمري إن من أبرز ملامح الاستراتيجية الشاملة للتحول الرقمي في الشركة هو المبادرات الاستراتيجية التي تشمل كافة قطاع الأعمال بالشركة والتي تنقسم إلى المبادرات الممكنة التي تتم بإشراف دائرة تقنية المعلومات والتي تعتمد عليها عمليات التحول الرقمي مثل تحسين البنية المؤسسية والحوسبة السحابية وإدارة البيانات المركزية وتحسين الأمن السيبراني. وأضاف أن من بين تلك المبادرات سلسلة التوريد الهيدروكربونية المتكاملة والتوأمة الرقمية وإدارة الأصول الذكية وتحسين الأنظمة الحالية والإدارة الذكية للطاقة وتحسينها والمراقبة الذكية والقوة العاملة الذكية المتصلة والمراقبة بالموجات فوق الصوتية الموجهة لخطوط المصنع وتحسين عملية إغلاق وتحول وحدات المصافي وإدارة المخزون الاحتياطي والأتمتة الذكية والمشتريات الذكية. وأفاد أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الشركة في هذا الجانب ومنها إدارة التغيير الرقمية ووضع النظام التشغيلي المناسب لكل مرحلة من مراحل تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي. وأشار إلى أن الالتزامات المتعلقة بهذه الاستراتيجية فرضت وضع الخطط المناسبة والصحيحة لتنفيذها من خلال وضع الهيكل التشغيلي لها وتشكيل اللجان لإدارة الخطط ومنها اللجنة التوجيهية العليا ومكتب إدارة المشاريع الرقمية ووضع خطة لتنفيذ المبادرات الناتجة عن هذه الاستراتيجية خلال السنوات القادمة. وأوضح أن من مهام اللجنة التوجيهية العليا رصد التقدم المحرز مقابل الخطط الموضوعة والتشغيلية المعتمدة ومراجعة الأداء وتحقيق الأهداف والإبلاغ عنهما. وأضاف أن من مهام مكتب إدارة المشاريع الرقمية وإدارة تنفيذ المبادرات والمشاريع ضمان تحديد المعالم والجدول الزمني والفوائد والميزانية والعائد المحقق ومتطلبات العمل وتحقيقها ومراجعة وتقديم الاستشارات بشأن النطاق والجدول الزمني والتكلفة وإدارة التغيير ومخاوف الجودة والتوجيه بشأن القضايا والتحديات التي تنشأ أثناء تنفيذ المشروع. يُذكر أن «البترول الوطنية» أجرت أكبر عملية مسح للسوقين المحلي والعالمي للبحث عن أفضل الحلول والمعلومات والشراكة مع شركات محلية وعالمية ذات خبرة في إدارة وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي وقد عزز هذا المسح أهمية التحول الرقمي والتأكيد عليه وتحديد الاحتياجات المطلوبة للشركة والطرق المثلى لتنفيذ مبادرات التحول الرقمي بأقل خطورة. ومن المبادرات التي تعكف الشركة على تنفيذها تأتي أولاً المبادرات الممكننة لأن المبادرات التالية تعتمد عليها بشكل كبير خصوصاً مبادرة إدارة البيانات المركزية وهي من متطلبات تشغيل الذكاء الاصطناعي وبعدها سيتم تنفيذ المبادرات ذات العائد على الشركة خصوصاً المتعلقة بإدارة الأصول وسلسلة التوريد. ولدى الشركة حالياً مجتمع رقمي واحد يضم في عضويته 130 موظفاً من مختلف دوائر الشركة الإدارية والفنية وتقوم الشركة بالتنسيق مع مؤسسة البترول الكويتية فيما يتعلق بتنفيذ بنود هذه الاستراتيجية.
مشاركة :