أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن دول مجلس التعاون الخليجي كان لها الدور الفاعل في التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن سورية دمرت بالكامل، وأن الأسد تسبب في ذلك، وهو نقطة اختلاف حالية، ولن يكون له مستقبل، مشيرا إلى أن الطائفية أضرت بالعراق وحكومته التي يجب أن تعمل على دمج كل الأطياف. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في الرياض بعد القمة الخليجية الأميركية، "كان هناك قلق خليجي من أن نقاشنا مع إيران سيدفعها إلى أن تكون أكثر جرأة للتصرف كما يحلو لها، إلا أننا كنا نتبع مسارا واضحا، ونعمل على احترام الأنماط الدولية"، مؤكدا أن التدخل في هذا الحوار جاء لتقليل التوتر، وإيجاد السبل لإيجاد قوى أكثر عقلانية داخل إيران وأطراف نتفاوض معها" . وأكد أوباما أن رأي الإدارة الأميركية ينسجم مع آراء قيادات دول الخليج، وأن واشنطن تعلم أن إيران تمارس التحريض، والجميع يريد أن يتأكد أن واشنطن لا تتعامل بسذاجة تجاه ما تقوم به طهران في كثير من الدول، مشددا على أنه وفي كل الحكومات الأميركية، ديمقراطية أو جمهورية، حتى خلال النزاع مع الاتحاد السوفيتي، كان هناك تهديد إيراني باستهداف أميركا. ولفت إلى أن "أسلوب الحوار الذي اتبعته واشنطن مع طهران، حتى وإن كانت تدعونا بالشيطان الأكبر، إلا أنه كان من المهم التعامل معها كدولة لديها مخزون نووي يحتاج مثل هذا الحوار". حقيقة الخلافات حول حقيقة الخلاف بين الرياض وواشنطن، قال أوباما، إن الصداقة والعلاقة مع المملكة قائمة على مدى عقود، وإن دول الخليج تعاونت بشكل مكثف لمحاربة الإرهاب وتمويله، وتحالفنا في محاربة تنظيم داعش، كذلك تعاونت دول الخليج دبلوماسيا لمنح ليبيا الحكومة الحديثة. وأضاف "ما كنا لنتمكن من النجاح مع إيران ووقف برنامجها النووي لولا التعاون الخليجي، ربما تكون هناك اختلافات في بعض الأحيان، إلا أن جزءا من وجودنا ليس لضمان تحقيق رؤية مشتركة فقط، ولكن لتحقيق السلام"، موضحا أنه من المهم مراقبة إيران لمنعها من تسليح الحوثيين في اليمن. وقال "من الأمور الأخرى، ما زال لدينا بعض التحديات، وهو وجود نظام وتواصل مؤسسي خلال القمم المشتركة، ونأمل أن يتواصل خلال الدورات المقبلة"، لافتا إلى أن عدم التفاهم قد يزيد في ظل الغياب. العراق وداعش في الشأن العراقي، قال أوباما "الدور العراقي لمكافحة داعش له أهمية كبيرة، ونعلم بوجود جهود لزعزعة استقرار بغداد، وهذا لا يدفعنا إلى الانسحاب ولكن زيادة المشاركة لإعادة الاستقرار لمناطق الأنبار تحديدا، نريد عودة الحياة إلى المجتمعات العراقية، كما كانت عليه سابقا، ونريد أن نساعد الحكومة العراقية أيضا". وحول الوضع في سورية، أكد أوباما أن وقف الاعتداءات في سورية ما زال هشا، ونظام الأسد ما يزال يواصل اعتداءاته على كثير من المناطق، مشيرا إلى الاتصالات التي أجراها مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كي يقوم بالضغط على الأسد، مضيفا "من المهم أن نعرف النوايا الروسية في هذا الصدد". ولفت أوباما إلى مساعدة المعارضة المعتدلة في سورية، وقال "بحثنا الخيارات المتاحة أمامنا، ودعم الحل السياسي داخل سورية، والحل السياسي هو رأيي دائما"، مؤكدا ضرورة رحيل الأسد، ليس فقط لما يقوم به من أعمال قتل، ولكن لأنه لا يمكن أن يكون موجودا في حكومة لاحقة باعتباره جزءا من الخلاف الراهن.
مشاركة :