قرر صندوق النقد الدولي إنشاء مركز إقليمي في بلدية شانغهاي شرقي الصين لتعزيز عمل الصندوق وشراكاته في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويعد هذا أول مركز من نوعه ينشئه صندوق النقد الدولي في الصين، ووفقا لتقرير نُشر مؤخرا على موقع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقال صندوق النقد الدولي وبنك الشعب الصيني في بيان مشترك في الأسبوع الماضي إن المركز الإقليمي الجديد سيعزز البحث ويوفر مرجعا للسياسات للأسواق الناشئة والدول المتوسطة الدخل. وسيعمل المركز الإقليمي الجديد مع المركز المشترك لبناء القدرات بين الصين وصندوق النقد الدولي، وسيُنقل الأخير من بكين إلى شانغهاي. وبحسب للموقع الإلكتروني لمركز بناء القدرات المشترك بين الصين وصندوق النقد الدولي، يقدم صندوق النقد الدولي التدريب للصين منذ أكثر من 30 عاما. وأسس صندوق النقد الدولي مشروعا تدريبيا بمدينة داليان في عام 2004، ثم وسعه ليشمل مركز بناء القدرات المشترك بين الصين وصندوق النقد الدولي في عام 2017، وبدأ تقديم التدريب في شنتشن بعد عام. وقال شينغ تشاو بنغ، كبير الاستراتيجيين الصينيين في بنك "آنز"، إن المركز الإقليمي الجديد قد يساعد صندوق النقد الدولي على تقديم توقعات أكثر دقة للاقتصاد الصيني. وعُقد منتدى لوجياتسوي لعام 2024 بشانغهاي في 19 يونيو الجاري، وأعلنت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أنه سيفتتح مركز إقليمي في شانغهاي لتعزيز الحوار مع الشركاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومناطق أخرى. وأوضحت غورغييفا أن مركز شانغهاي الإقليمي سيكون له ثلاثة مجالات عمل مهمة، وسيدرس موضوعات تشمل التكنولوجيا المالية، والتمويل الأخضر، وتدفقات رأس المال في العالم الرقمي، والعملة الرقمية، ودور الذكاء الاصطناعي، وكيفية إدارة المخاطر الجديدة في الاستقرار المالي. وقالت إن المجال الثاني يركز على الاقتصاد الرقمي؛ أما المجال الثالث فيستمر في توفير تطوير القدرات والتدريب على أساس نجاح مركز بناء القدرات المشترك بين الصين وصندوق النقد الدولي. ووفقا لتقرير على موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" مؤخرا، ذكر بيان لصندوق النقد الدولي أن مركز شانغهاي الإقليمي سيساعد صندوق النقد الدولي على تعميق التبادلات مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرين في المنطقة، بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأعلن صندوق النقد الدولي هذه الأخبار في اليوم الأول من منتدى لوجياتسوي السنوي في شانغهاي. ويعتبر المنتدى حدثًا مؤثرًا في الصناعة المالية، وهذه هي النسخة الخامسة عشرة. وقال بان قونغ شنغ، محافظ بنك الشعب الصيني: "إننا نرحب بإنشاء صندوق النقد الدولي مركزا إقليميا في شانغهاي. ونعتقد أن هذا المركز سيعمل على تعميق التعاون بين صندوق النقد الدولي والصين، وتعزيز التبادلات والتنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي بين دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعزيز الحفاظ على الاستقرار المالي العالمي والإقليمي. " ورحبت مديرة صندوق النقد الدولي "بالمبادرة المهمة لإنشاء مركز شانغهاي الإقليمي بالتعاون مع بنك الشعب الصيني". وقالت "إن هذا المركز سيعزز عمل الصندوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الديناميكية، مما يسمح لنا بفهم وجهات نظر الدول الأعضاء بشكل أفضل وتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي". وتعد الصين إحدى الدول المؤسسة لصندوق النقد الدولي، وفي أكتوبر 2016، أضاف صندوق النقد الدولي الرنمينبي إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة. وفي نهاية الشهر الماضي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن النمو الاقتصادي الصيني لهذا العام إلى 5%. وتجعل هذه الخطوة توقعات صندوق النقد الدولي متوافقة مع هدف النمو الاقتصادي للعام بأكمله الذي أعلنته بكين في مارس الماضي. وأرجع صندوق النقد الدولي هذا التعديل التصاعدي إلى البيانات الاقتصادية القوية للصين في الربع الأول وحزمة السياسات الحكومية لتحفيز سوق العقارات. وتمتلك الصين حاليا نحو 6% من قوة التصويت في صندوق النقد الدولي، لتتيوأ المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة واليابان. وقد أكد المسؤولون الصينيون مراراً وتكراراً على أن بكين تأمل في أن يكون لها دور أكبر في النظام المالي الدولي لمضاهاة قوتها الاقتصادية، لأن إجمالي الاقتصاد الصيني يمثل نحو 18% من الاقتصاد العالمي.