نجاح الحج.. ألجم الأفواه المغرضة وحملات التشويش

  • 6/28/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

2.2 مليون راكب نقلهم قطاع المشاعر في موسم الحج تهاوت حملات التشويش الإعلامية الموجهة ضد المملكة بشأن موسم الحج لهذا العام 1445 هجري، وتقزمت أمام نجاح الموسم وتميز خدمة ضيوف الرحمن، وجودة ما تلقوه من رعاية وعناية منذ وطئت أقدامهم الأراضي السعودية حتى مغادرتهم لها بعد أن أدوا مناسكهم بيسر وسهولة، دون تسجيل حوادث أمنية أو صحية تهدد السلامة العامة للحجاج، وفشلت محاولات تلك الفئات المغرضة التي حاولت استغلال بعض الشركات السياحية غير المنضبطة في عددٍ من الدول الشقيقة لبعض التسهيلات لتتجاوز الأنظمة والتعليمات مانحة لأعداد كبيرة من المخالفين تأشيرات غير مخصصة للحج، حيث تمكنت منظومة الحج بدعم من جودة البنية تحتية والمرافق والخدمات من تحجيم آثار ذلك التجاوز فكانت حصيلة الوفيات نحو 1,301 حاج فقط، 83 % منهم من غير المصرح لهم بالحج، نتيجة المشي لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة، وهو عدد محدود قياسا بتأثيرات موجات الحرارة المرتفعة على صحة الناس، إذ تنسب دراسة تم نشرها في مجلّة "نيتشور ميدسين" Nature Medicine، أكثر من 60 ألف حالة وفاة إلى درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها أوروبا في صيف عام 2022م، ولقد نجحت منظومة حج هذا العام في استيعاب نحو 400 ألف حاج غير نظامي في معية (1,833,164) حاجًّا وحاجَّة نظامي نتيجة لقوة البنية التحتية والخدمية ولصيانة المرافق بالمشاعر المقدسة بشكل دائم بدعم سخي من الحكومة الرشيدة. خطط وطموحات إن خطط وطموحات المملكة فيما يتعلق بضيوف الرحمن والخدمات المقدمة لهم أبعد وأعمق مما يتوهم القائمون على تلك الحملات المعتادة فخطط تطوير المشاعر المقدسة تمتد إلى عقود قادمة وتستبق الزيادة المتوقعة في الأعداد الراغبة بتأدية فريضة الحج مستقبلا، فرؤية 2030 التي أحدثت نقلة نوعية غير مسبوقة في مختلف الخدمـات المقدمـة للحجـاج والمعتمرين تتطلع لأعداد قياسية من الحجاج والمعتمرين بحلول عام 2030م تصل إلى نحو 6 ملايين حاج و30 مليون معتمر، كما أن خطة تطوير المشاعر المقدسة الواردة في المخطط الشامل لمكة المكرمة تمتد لعقود قادمة، وهي تراعي بشكل دقيق أن مساحة كل من المشاعر المقدسة محدودة ضمن الحدود الشرعية، وأن جميع الحجاج يؤدون مناسك وعبادات محددة في مواعيد زمنية محددة وهم يتحركون معا في حشود كبيرة من مكان أحد المناسك إلى مكان منسك آخر، الأمر الذي يوجد تحديا لوجستيا لتوفير وتنسيق وسائل النقل والإمداد والإدارة الملائمة، وتضع تلك الخطط في اعتبارها أدق التفاصيل لتطوير، وصيانة مرافق المشاعر المقدسة، وتوفير بيئة تحتية متكاملة كشبكات الطرق والكهرباء، والمياه، وخدمات الإنترنت والاتصالات. وقد بُدئ بالعمل على زيادة القدرة الاستيعابية للمشاعر المقدسة عبر الاستفادة من عموم المساحات المتاحة بما فيها سفوح جبال منى واستخدام النماذج المناسبة المختلفة للبناء إضافة إلى التطوير المستمر لنظام النقل في المشاعر والعمل على توفير متطلبات المدن الذكية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من بنية تحتية ومرافق وخدمات وغيرها، واستخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتسخيرها وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي في خدمة ضيوف الرحمن والتوسع في تطبيق مفهوم المخيمات والمساكن الذكية، والتوسع في تدريب جميع الكوادر العاملة في خدمة ضيوف الرحمن والربط بينهم بشكل يضمن تكامل عملهم مع الاهتمام بتلقيهم الجديد في إدارة الحشود وتنظيمها وفتح المجال بشكل واسع أمام العمل التطوعي وتطوير قطاع إدارة النفايات والعمل على توفير التدابير التي تساهم في تبريد الطرق وحماية الحجاج من درجات الحرارة المرتفعة، خصوصاً في طرق المشاة بالمشاعر المقدسة التي ترتفع بها درجات الحرارة، وهناك الكثير من الأعمال والطموحات التي يطول المقام بذكرها غير ما سبق. الحشود المليونية ورغم الحشود المليونية تميز موسم الحج لهذا العام 2024م/ 1445 هجري، بكثير من الإيجابية والنجاح فمع أن إجمالي أعداد الحجاج بلغ (1,833,164) حاجًّا، منهم (1,611,310) حجاج قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل (221,854) حاجًّا من المواطنين والمقيمين، وزادوا بأعداد غير نظامية قدرتها بعض المصادر بـ400 ألف حاج غير نظامي عملت بعض الشركات السياحية في عددٍ من الدول الشقيقة على التغرير بهم وقامت بمنحهم تأشيرات غير مخصصة للحج، إلا أن ذلك لم يعق اكتمال نفرة ضيوف الرحمن من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة ومن ثم انتقالهم لمشعر منى في وقت قياسي وفق تنظيم دقيق وانسيابية تامة ومباشرتهم رمي الجمرات وتوافدهم إلى المسجد الحرام لإتمام أداء نسكهم بأمن وأمان وسكينة. ومن صور النجاح الكثيرة في هذا الموسم على سبيل المثال لا الحصر نجاح جهود المنظومة الصحية وقوات أمن الحج، في الخروج بموسم لم تُسجل خلاله أي أوبئة أو أمراض متفشية، وتقديم حوالي 1.3 مليون خدمة وقائية شملت الكشف المبكر واللقاحات، وتقديم الرعاية الطبية منذ وصول ضيوف الرحمن للمملكة وتقديم منظومة الصحة أكثر من 465 ألف خدمة علاجية تخصصية، كان نصيب غير المصرح لهم بالحج منها 141 ألف خدمة، شملت الخدمات الصحية المقدمة للحجاج عمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، وغسيل الكلى، والخدمات الإسعافية التي تجاوزت 30 ألف خدمة، منها 95 عملية نقل إسعافي جوي لتقديم خدمات صحية متقدمة في المدن الطبية بالمملكة، وقد قدمت المنظومة الصحية أكثر من 6500 سرير مجهزة في المشاعر المقدسة، وغرف إجهاد حراري، كما وفّرت تقنيات تتيح إنقاذ المصابين بسرعة وكفاءة عالية. البرنامج الصحي التطوعي كما نجح البرنامج الصحي التطوعي الـ16 أعماله لموسم حج هذا العام 1445هـ المنفذ من طرف الجمعية الخيرية للرعاية الصحية الأولية (درهم وقاية)، في تقديم الخدمة الصحية والإسعافية لأكثر من 26950 حاجاً عبر 550 متطوعاً ومتطوعة موزعين على 130 فرقة طيلة رحلة المشاعر ابتداءً من يوم الثامن من ذي الحجة حتى اليوم الثاني عشر في منى ومزدلفة وعرفات خلال 25000 ساعة تطوعية، وقدم المتطوعون الخدمات الصحية والإسعافية لأكثر من 26950 حاجاً وحاجة تفاوتت ما بين ضربات الشمس والإجهاد الحراري وجروح القدم والقدم السكري، وحالات الإجهاد العام، والإنعاش القلبي الرئوي، وغيرها من الحالات التي تطلبت نقل المصابين لمستشفيات المشاعر. وبلغت ساعات التدريب التي خضع لها المتطوعون والمتطوعات 9390 ساعة تدريبية، ووصلت نسبة المتطوعين من الذكور في البرنامج الصحي التطوعي بالحج 1445هـ 64 %، فيما بلغت نسبة المتطوعات من الإناث 36 %. ومن صور النجاح أيضا نجاح الخطة التشغيلية لقطار المشاعر المقدسة في موسم حج 1445هـ، حيث أوضحت قيامها بنقل أكثر من 2.2 مليون راكب بين محطات القطار التسع الواقعة في عرفات ومزدلفة ومنى وذلك إثر تسييرها 2206 رحلات ترددية، وخلال أيام التشغيل الفعلي لقطار المشاعر المقدسة والبالغة سبعة، انطلقت يوم السابع من شهر ذي الحجة واستمرت حتى انتهاء حركة الحجاج بنهاية أيام التشريق، حيث شهد اليوم الأول منها نقل ما يزيد على 29 ألف شخص، في حين شهدت حركة تصعيد الحجاج من مشعر منى إلى مشعر عرفات نقل أكثر من 292 ألف حاج، وتلاها قيام قطار المشاعر المقدسة بنقل أكثر من 305 آلاف حاج خلال نفرة الحجيج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، وبعد ذلك تمكن القطار من مواكبة إفاضة ما يزيد على 383 ألف حاج إلى مشعر منى قادمين من مشعر مزدلفة، وفي أيام التشريق تمكن قطار المشاعر من نقل أكثر 1.2 مليون حاج انتقلوا من محطات (منى1 ، منى 2، مزدلفة 3) إلى محطة منى 3 (الجمرات) مما أسهم في سهولة وصولهم إلى جسر الجمرات. ومنها أيضا نجاح الخطط التشغيلية والفنية لتوزيع المياه وإدارتها من قبل شركة المياه الوطنية وتوزيعها أكثر من (45) مليون متر مكعب من المياه لضيوف الرحمن، وتجاوزت كمية المياه التي تم ضخها عبر الشبكات (45) مليون متر مكعب، بمعدل ضخ يصل إلى 24 ساعة في المشاعر المقدسة والحرم المكي، بالإضافة إلى إجراء أكثر من (75) ألف فحص مخبري خلال فترة موسم الحج لضمان جودة المياه المقدمة للحجيج. منظومة الاتصالات والتقنية كما نجحت الخطة التشغيلية لمنظومة الاتصالات والتقنية والفضاء لموسم حج هذا العام 1445هـ حسب تأكيد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المهندس عبدالله السواحه، نتيجة ما يحظى به القطاع من دعم وتمكين من القيادة الرشيدة – أيدها الله – إذ أثمر ذلك الدعم بتسجيل مؤشرات أداء الشبكات مستويات عالية عبر أكثر من (6200) برج اتصالات فيما تجاوز عدد أبراج الجيل الخامس 4000 برجا بنسبة زيادة بلغت 37 % مقارنة بالعام الماضي، كما أن عدد نقاط الوصول بتقنية الواي فاي بلغت أكثر من 10500 نقطة، وذلك على مستوى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، وبلغ حجم استهلاك البيانات 65.47 ألف تيرابايت، بما يعادل مشاهدة أكثر من 26.82 مليون ساعة من المقاطع المرئية بدقة 1080p HD، وبمتوسط سرعات تحميل تجاوزت 341.6 ميجابت/ثانية، فيما تجاوز عدد المكالمات الصوتية 337 مليون مكالمة بنسبة نجاح بلغت 99 %؛ نتيجة لتوفر البنية التحتية المتطورة وشبكات الواي فاي. وعبر أكثر من 22 ألفًا من منسوبي القطاع البلدي و2000 متطوع ومتطوع كان النجاح خلال هذا الموسم حليفاً للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان حيث تم تجهيز 28 مركزًا للخدمة و8 مراكز لأعمال الطوارئ، وعلى صعيد العاصمة المقدسة واصل نحو (13500) عامل، نصفهم في مكة المكرمة والنصف الآخر في المشاعر المقدسة على مدار (24) ساعة بنظام الورديات مجهزين بكامل المعدات اللازمة مثل القلابات والضواغط والبوبكات وغيرها من الآليات التي تعمل بتقنيات عالية تم رفع وإزالة (103,800) طن من النفايات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وذلك منذ بداية شهر ذو الحجة وحتى اليوم الثاني عشر منه، ويستمر العمل في المرحلة الثانية من الخطة التي تتضمن أيضاً عملية تفريغ الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية والتي تم تخزين وكبس النفايات بها خلال أيام التشريق والبالغ عددها (113) مخزناً أرضياً و(1135) صندوقاً كهربائياً ضاغطاً للنفايات يستوعب الصندوق الواحد أكثر من (8) أطنان. وخلال هذا الموسم المتميز، نجحت قوات الأمن في ضبط أكثر من 140 حملة حج وهمية، و64 ناقلاً مخالفاً لأنظمة الحج وتعليماته، كما جرت إعادة 97664 سيارة مخالفة، و171587 من غير المقيمين بمكة المكرمة، و4032 مخالفًا لأنظمة وتعليمات "الحج بلا تصريح". إن صور النجاح خلال موسم حج هذا العام كثيرة ويصعب حصرها في تقرير منفرد خصوصا وأن العمل مستمر ومتواصل نحو تحقيق هدف رؤية المملكة 2030 وتطلعات قيادة المملكة الرامية لتمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة كما أسلفنا من خلال تطوير الكوادر البشرية وتأهيل البنية التحتية والخدمية ولصيانة المرافق بالمشاعر المقدسة بشكل دائم. خدمات التطوع في الحج تسعد ضيوف الرحمن المملكة تواصل التخطيط لزيادة استيعاب العدد المتزايد من المعتمرين والحجاج

مشاركة :