جرت المناظرة التاريخية بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وغريمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب في أجواء مشحونة سياسيا تبادل المتنافسان فيها الاتهامات والتهكم أحيانا في أول مواجهة شخصية بينهما ضمن سباقهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024. وشعر الديمقراطيون بالذعر الشديد إزاء أداء الرئيس جو بايدن المتعثر في المناظرة، فيما يناقش البعض ما لم يكن مطروحا للنقاش أو ما لم يكون يجوز الحديث عنه، في السابق، أي "فكرة استبدال بايدن". وقال 3 مقربين من 3 مرشحين رئاسيين ديمقراطيين محتملين إنهم تعرضوا لوابل من الرسائل النصية طوال المناظرة، فيما قال أحد المستشارين إنهم تلقوا مناشدات لمرشحهم للتقدم كبديل لجو بايدن، بحسب ما ذكرت موقع "بوليتيكو" الإخباري. وتسبب أداء الرئيس الأميركي ومرشح الحزب الديمقراطي في حالة من القلق داخل أروقة الحزب الديمقراطي وسط حديث عن طرح بدائل لخوض الانتخابات الرئاسية. أسماء عديدة طرحتها وسائل الإعلام، والتي زادت التكهنات بشأن وجود بدلاء يستعدون لخوض الانتخابات الرئاسية كممثلين للحزب الديمقراطي عوضا عن بايدن. أما أبرز المرشحين لخوض غمار المنافسة بدلا من بايدن فهم: حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، والسياسية غريتشن إستير ويتمر، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر، وحاكم ولاية ماريلاند ويس مور. وبدأت المناظرة التي نظمتها شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية مساء الخميس في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا بغياب مصافحة الرئيس بايدن وسلفه ترمب ما أنذر بحدة المواجهة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي وتجمع بين رئيس في السلطة ورئيس سابق. واستعرضت المناظرة التي تشكل منعطفا رئيسيا في نتائج السباق إلى البيت الأبيض ملفات وقضايا ساخنة محلية ودولية شملت إدارة الاقتصاد الأمريكي والمهاجرين والضرائب والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى جانب الحرب على غزة. وحول الأزمة الأوكرانية ذكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أن الشروط التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا "غير مقبولة". وأشار ترمب مجددا كما فعل بانتظام خلال حملته الانتخابية إلى أنه سينهي العملية العسكرية الروسية إذا أعيد انتخابه من دون أن يقدم أي تفاصيل حول كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث. وفي المقابل وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب.. قتل آلاف الناس وأراد أن يؤسس الإمبراطورية السوفيتية ويريد احتلال كل أوكرانيا ولن يتوقف عندها" متهما في الوقت ذاته منافسه ترمب بأنه قال لبوتين "افعل ما تشاء في أوكرانيا". وشدد بايدن على أن "الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا لم تكن سائلة وإنما كانت على شكل أسلحة كما أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قدم تعهدات أيضا بضمان أمن الدول". واعتبر الرئيس الحالي أن الدعم الأمريكي أنقذ كييف من السقوط في يد القوات الروسية ولم تتح واشنطن لبوتين فرصة لاحتلال العاصمة الأوكرانية كما أنه خسر القوات في الميدان. وفي الإطار وجهت مذيعة (سي.إن.إن) التي أدارت المناظرة سؤالا إلى ترمب عما إذا كان سيدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب على غزة غير أنه لم يجب بشكل مباشر واكتفى بالقول "يجب أن أرى" قبل أن ينتقل للحديث عن الاتفاقيات مع الدول الأوروبية. أما الرئيس الديمقراطي فقد جدد التأكيد على دعم الاحتلال الإسرائيلي باعتبار الولايات المتحدة "أكبر مصدر" لهذا الدعم في العالم مضيفا "أننا سنواصل إرسال خبرائنا ورجال الاستخبارات لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على حماس كما فعلنا مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". واتهم بايدن حركة (حماس) بأنها "الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تزود الاحتلال الإسرائيلي بكل الأسلحة التي يحتاجها متى يحتاجها. وردا على أقوال الرئيس بايدن اتهم ترامب الاحتلال الإسرائيلي بأنه هو الطرف الوحيد الذي يريد الاستمرار في الحرب ورأى أنه يتعين على بايدن "ترك إسرائيل لتكمل مهمتها لكنه لا يريد أن يفعل ذلك". وبين شد وجذب أثناء المناظرة أطلق الرئيس بايدن مجموعة انتقادات لاذعة ضد القضايا القانونية التي يواجهها ترمب واصفا منافسه الجمهوري ب"المجرم المدان" على خلفية إدانته ب34 تهمة جنائية في نيويورك. من جهته نعت ترمب الرئيس الحالي بايدن بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا.. إذا فاز في هذه الانتخابات فلن يكون لدى بلادنا فرصة للخروج من هذا المأزق وربما لن يبقى لدينا بلد بعد الآن". وعقب بايدن على ذلك بالإشارة إلى استطلاع رأي للمؤرخين ذكروا فيه أن ترمب كان "أسوأ رئيس في التاريخ". وبشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة قال ترمب إنه سيقبل النتيجة "إذا كانت انتخابات نزيهة وقانونية وجيدة". وفي المقابل قال بايدن إنه يشك في أن ترمب سيقبل نتائج انتخابات 2024 إذا خسر واصفا الرئيس السابق ب"المتذمر".
مشاركة :