كنوز الأثرياء: قصص أبرز قطع الألماس من "البرتقالة" إلى "النجمة الوردية"

  • 6/29/2024
  • 16:37
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

  على الرغم من أن البعض ينظر إلى الجواهر باعتبارها مجرد زينة، فإنها لطالما كانت انعكاسًا لثروة أصحابها ومكانتهم المرموقة في المجتمع، ناهيك عن ذوقهم الرفيع. الجواهر تجمع بين الجمال الفني والقيمة التاريخية المتمثلة في القصة وراءها، قصة بدأت بالتعدين ومرّت بالتقطيع والصقل ثم النحت والتشكيل حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. ولهذا لا عجب أن أسعارها تكون فلكية في كثير من الأحيان. سنُدلل على ذلك اليوم باستعراض أثمن الجواهر التي اشتراها الأثرياء، مع الحديث عن القصة أو السياق وراء شرائها، والتي غالبًا ما تكون قد بيعت في مزاد.   سُميت هذه الألماسة "البرتقالة - The Orange" لأنها زاهية برتقالية اللون. تزن 14.82 قيراط، وهي من الأعاجيب الطبيعية النادرة والثمينة. تصف دار المزادات "كريستيز Christie’s" هذه الألماسة بأنها "أفضل ما يمكن أن يجمعه هواة جمع الألماس". تتميز بأنها أكبر ألماسة برتقالية فاخرة تم تصنيفها من قِبل معهد الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA)، الذي أعطاها درجة وضوح VS1 مع تشبع كبير للألوان، وهي شهادة عظيمة. وتصدرت دار المزادات الدولية "كريستيز" عناوين الأخبار بعد بيع هذه الجوهرة النادرة في عام 2013 بمبلغ يُقدر بـ 32.6 مليون فرانك سويسري، وهو ما يعادل 35.5 مليون دولار تقريبًا، مسجلةً- وقتها- رقمًا قياسيًّا. ويُطلق على الألماس البرتقالي اسم "الألماس الناري - fire diamonds" لندرته الكبيرة في الطبيعة، ما يجعل كل اكتشافٍ له حدثًا مهمًا في عالم الأحجار الكريمة.   في نوفمبر 2018، شهد مزاد Sotheby's في جنيف، سويسرا، حدثًا تاريخيًا عندما حطمت قلادة من اللؤلؤ والألماس الأرقام القياسية وبيعت بمبلغ يُقدر بـ 36 مليون دولار. بدأت القلادة، المعروفة باسم "لؤلؤة ماري أنطوانيت - Marie Antoinette pearl"، بسعر افتتاحي 2 مليون دولار، وشهدت مزايدة قوية مدفوعةً بجمالها وبريقها، ونسبتها إلى الملكة الفرنسية الشهيرة ماري أنطوانيت، التي كانت شغوفًا بالمجوهرات، ما أدى إلى مزاد غير مسبوق. احتفظت عائلة بوربون بارما Bourbon-Parma الملكية الإيطالية بالقلادة لأكثر من قرنين من الزمن منذ الثورة الفرنسية. وكانت القلادة جزءًا من مجموعة مجوهرات بيعت بمبلغ 53 مليون دولار، أي سبعة أضعاف التقديرات الأولية.   تتمتع ألماسة "برينسي - Princie" التي تزن 34.65 قيراط بأهمية تاريخية وجاذبية لا مثيل لها. يُعتقد أن منشأها يعود إلى مناجم قلعة غولكواندا في الهند، التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع الألماس في العالم. تتألق هذه الألماسة بلونها الوردي الفاتح مع مسحة من اللون البنفسجي النادر، ما يضفي عليها سحرًا خاصًّا. سُميت على اسم الملك الهندي "المهراجا" براتاب سينغ Pratap Singh، الذي يُعتقد أنها كانت بحوزته في أوائل القرن العشرين. في عام 1960، ظهرت "ألماسة برينسي" لأول مرة في مزاد علني، حيث لفتت الأنظار بلونها الاستثنائي وشكلها الجميل. لكنها لم تُبَع في ذلك الوقت. وبعد أكثر من 50 عامًا، في عام 2013، بيعت في مزاد "كريستيز - Christie’s" مقابل 39.3 مليون دولار لرجل أعمال وسياسي إيطالي. وعند وفاته، تنازع أبناؤه على ممتلكاته، مدعين أن إخوتهم سرقوا الألماسة.   "قمر جوزفين الأزرق" هي ألماسة جذابة ذات لون أزرق زاهٍ، على شكل وسادة، تزن 12.03 قيراطًا. اكتُشِفَت في عام 2014 في منجم كولينان بجنوب إفريقيا، وتُعدّ واحدة من أندر وأغلى أنواع الألماس في العالم نظرًا للونها الاستثنائي ونقائها العالي. على الهامش: يشتهر منجم كولينان باكتشافه لأكبر ألماسة خام في العالم، والتي تُسمى باسم صاحب المنجم (توماس كولينان) وتزن أكثر من 3 آلاف قيراط. في نوفمبر 2015، بيعت ألماسة "قمر جوزفين الأزرق" في مزاد Sotheby's الشهير مقابل 48.4 مليون دولار، محققةً رقمًا قياسيًّا جديدًا. كان المشتري هو الملياردير الصيني جوزيف لاو، الذي أطلق على الألماسة اسم "قمر جوزفين لجوزفين" تكريمًا لابنته الصغيرة، وأهداها لها في عيد ميلادها السابع. تجدر الإشارة إلى أن السيد لاو كان قد أهدى ابنته في اليوم السابق ألماسة وردية أخرى تزن 16.8 قيراط مقابل 28.5 مليون دولار، ليصبح إجمالي هدايا عيد ميلادها 77 مليون دولار.   بالعودة إلى الألماس الوردي، الذي يُعدّ من أندر كنوز الأرض قيمةً ونُدرةً، نجد هذه الألماسة التي تزن 18.96 قيراط تُسجّل رقمًا قياسيًّا في عام 2018 عندما بيعت في مزاد "كريستيز" مقابل 50.4 مليون دولار، أي إن القيراط الواحد قُدّر بـ 2.6 مليون دولار. تُصنف هذه الألماسة من نوع "IIa"، وهو النوع الذي يدل على نقاء وشفافية استثنائيين. ونظرًا لقلة عدد الألماسات التي تنتمي إلى هذا النوع (1-2% فقط من الألماس)، فإنّ ألماسة "The Winston Pink Legacy" تُعدّ غاية في النُدرة. لون هذه الألماسة الوردي هو أعلى درجة ممكنة، حيث يوجد في ألماسة واحدة فقط من كل مليون ألماسة. وكانت الألماسة المذكورة مملوكةً لعائلة أوبنهايمر، التي أسّست شركة "De Beers" (أكبر شركة للألماس في العالم). وقد حصلت عليها شركة "Harry Winston" في مزاد جنيف وأضافتها إلى مجموعتها من المجوهرات النادرة.   "ذكرى أوراق الخريف" و"حلم أوراق الخريف" قطعتان من الألماس تشبهان بعضهما في الحجم والشكل بشكلٍ كبير، لكنهما تختلفان في الوزن واللون. فإحدى هاتين الألماستين تأتي بلونٍ أزرقٍ غامضٍ وتزن 14.54 قيراطًا، بينما تتمتع الأخرى بلونٍ ورديٍ رقيقٍ وتزن 16 قيراطًا. تُصنف الألماسة الزرقاء من نوع "IIb" النادر، بينما تُصنف الألماسة الوردية من نوع "IIa" الأكثر شيوعًا. وتتميز كلتا الألماستين بتصميمها الأنيق الذي يشبه أقراط الأذن. قُدّرت قيمة الألماسة الزرقاء بأكثر من 42 مليون دولار، بينما قُدّرت قيمة الألماسة الوردية بأكثر من 15 مليون دولار. وقد بيعت هاتان الألماستان معًا في مايو 2017 في مزاد Sotheby's بسويسرا بسعرٍ إجماليٍ قياسيٍ بلغ 57.4 مليون دولار، ليصبحا بذلك أغلى زوج من الأقراط في التاريخ.   يقول "فرانسوا كوريل"، خبير المجوهرات ورئيس شركة كريستيز، على هامش تقديمه لهذه الألماسة: "خلال 47 عامًا من العمل في كريستيز، حظيتُ بشرف التعامل مع بعض الألماسات الزرقاء الأسطورية وبيعها في المزاد العلني". وتُعدّ "The Oppenheimer Blue" واحدة من أبرز هذه الألماسات، إن لم تكن أبرزها. تزن هذه الألماسة 14.62 قيراط وتمتاز بلونها الأزرق النقيّ الحيّ. وسُميت على اسم السير فيليب أوبنهايمر، وهو شخصية بارزة في صناعة الألماس وكان جزءًا لا يتجزأ من عائلة أوبنهايمر التي أدارت شركة "De Beers". بيعت ألماسة "The Oppenheimer Blue" في مزاد "كريستيز" بجنيف في مايو 2016 مقابل 57.5 مليون دولار، لتكون واحدة من أغلى قطع الألماس في العالم، لا سيما الألماس الأزرق. صحيحٌ أنها لا تزن 60 قيراطًا مثل ألماسة "النجمة الوردية" التي سنتحدث عنها لاحقًا، لكن لونها يُعدّ أكثر ندرةً من اللون الوردي، وجودتها لا غبار عليها.   لا تزال "النجمة الوردية" - The Pink Star - أغلى ألماسة في العالم حتى الآن، حيث بيعت مقابل 71.2 مليون دولار في مزاد Sotheby's، وما زال الفارق كبيرًا بينها وبين أقرب منافسيها. تزن "النجمة الوردية" 59.60 قيراط، وهي أكبر ألماسة وردية زاهية لا تشوبها شائبة، متجاوزةً بذلك ألماسة "Graff Pink" التي تزن 24.78 قيراط والتي بيعت بـ 46.2 مليون دولار في عام 2010. يعود تاريخ "النجمة الوردية" إلى عام 1999 عندما اكتشفتها شركة De Beers. وعلى مدار عامين، عمل المتخصصون على تقطيع وصقل الألماسة الخام التي كانت تزن 132.5 قيراط، ليحولوها إلى ألماسة وردية زاهية وخالية من العيوب من نوع "IIa". في البداية، أُطلق عليها اسم "Steinmetz Pink" نسبة إلى الشركة التي اشترتها. وفي عام 2013، كانت الألماسة على وشك البيع بمبلغ 83 مليون دولار، لكن المشتري "Isaac Wolf" تخلّف عن الدفع، وظلّت الألماسة في دار المزاد حتى بيعت مقابل 71.2 مليون دولار في إبريل 2017 لصالح صائغ مجوهرات من هونج كونج يُدعى "Chow Tai Fook". وقد غيّر الصائغ اسم الألماسة إلى "CTF Pink Star" - حيث تشير أحرف CTF إلى الأحرف الثلاثة الأولى من اسمه.

مشاركة :