هناك الكثير من الأكلات الشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان وذاع صيتها، وتناقلتها الأجيال جيلًا بعد آخر، حتى أصبحت جزءًا من موروثات المنطقة وثقافتها الموغلة في القدم. وتتميز هذه الأطباق بنكهاتها اللذيذة وطعمها الشهي. وتُعدّ وجبة “المرسة” من أشهر أكلات منطقة جازان وأطباقها الشعبية اليومية، فلا تكاد تخلو المائدة الجازانية من هذا الطبق خاصة في المناسبات وعند إكرام الضيوف. وتُعد المرسة من الدقيق الأبيض أو الدخن أو الحنطة، ويُضاف إليه الموز البلدي ثم يُهرس معه، ليُضاف بعد ذلك السمن والعسل المنتجان محليًا. كما تجود مزارع جازان بخيراتها وثرواتها الطبيعية، ومنها أصناف الذرة وسنابل “الخضير” التي تُقطف لينة سهلة الطحن ويميل لونها إلى الخضرة، إلى جانب الدُخن وهو واحد من أهم أنواع الحبوب، ويشكل كل منهما مكونًا أساسيًا لأشهى أطباق المرسة. وتجيد ربات البيوت التعامل مع الخضير والدخن وإعداد الدقيق في التنور البلدي أو “الميفا”، قبل هرس الدقيق مع الموز المزروع محليًا في مزارع المنطقة والمعروف بـ”الموز البلدي”، الذي يبلغ إنتاج المنطقة السنوي منه نحو 18.000 طن، إلى جانب اختيار السمن البلدي الذي يُعدّ بحد ذاته صناعة يدوية تقليدية اشتهرت بها النساء في المنطقة، فضلًا عن العسل بأنواعه المختلفة ذات الجودة العالية وأشهرها السدر والسلام، حيث تشتهر مناحل المنطقة بإنتاج 600 طن من العسل سنويًا. وإلى جانب طبق المرسة عادة ما يقدم السمك الطازج من الكنعد أو العربي أو البياض أو غيره من أنواع السمك الذي يبلغ إنتاج سواحل منطقة جازان منه نحو 8.199 طنًا سنويًا، أو يضاف السمك المملح المعروف محليًا.