اعتبر سياسيون أردنيون أن نتائج القمة الخليجية الأمريكية أظهرت أهمية الدور الذي تقوم به السعودية تجاه قضايا المنطقة وتمكنها من إدارة الأزمات عبر سياسة الحزم والحسم. وأكدوا أن السعودية تملك مفاتيح حل أزمات المنطقة. وقال الوزير السابق بسام حدادين لـ عكاظ» إن حضور أوباما في هذا التوقيت يؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في العالم العربي والإسلامي، معتبرا أن الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في سياساتها بالمنطقة دفعتها إلى مراجعة سياساتها والعودة إلى السعودية باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي تملك مفاتيح الحلول في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لما تمثله من ثقل سياسي ووجهة دينية تحتضن الشعوب. ورأى أن القمة سواء الثنائية أو الجماعية أعادت الثقة والزخم إلى العلاقات السعودية الأمريكية والخليجية، خصوصا أنها تطرقت إلى الملفات الساخنة والقضايا الشائكة، لافتا إلى أن المحادثات أسفرت عن تأكيد التعاون والدفاع المشترك لمواجهة إيران والتنظيمات الإرهابية. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين مشاقبة، إن الحراك السياسي والدبلوماسي الذي تقوده الرياض سوق تنعكس نتائجه إيجابيا على الأزمات المتفاقمة في المنطقة، خصوصا الملفين السوري واليمني. ولفت إلى أن نتائج هذا الحراك أفرزت التزاما متبادلا بمزيد من الخطوات الفعالة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. واضاف مشاقبة أن الملف الإيراني حظي باهتمام المحادثات بين مختلف الأطراف خصوصا أن الرياض ترى أن الصراع في سورية يمثل خطرا كبيرا على دول المنطقة، لأسباب عديدة منها تمدد النفوذ الايراني في المنطقة، وظهور بؤر إرهابية، وجماعات مسلحة متطرفة في سورية بما يشكل تهديدا أمنيا كبيرا للمنطقة برمتها، ومن هنا اتفق الجانبان على معالجة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد البرلماني أحمد الجالودي أن العالم العربي أصبح ينتظر أفعالا وليس أقوالا من الإدارة الأمريكية التي لن يتبقى أمامها إلا أقل من عام، ومن ثم فإن التحركات الحالية تمثل جرس إنذار للإدارة الأمريكية القادمة التي يتعين عليها إعادة النظر في السياسات الأمريكية بما يتلاءم ومصالحها الحقيقية في المنطقة. واعتبر الجالودي أن دعم الشعب السوري والسعي إلى وقف القتال في اليمن ودعم حكومة الوفاق في ليبيا، فضلا عن مواجهة إيران ولجم تنظيمات الإرهاب من أبرز إيجابيات القمة.