أطفال غزة يعيشون كابوسا

  • 6/30/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد مشهد أطفال فلسطين وهم مقطعو الأوصال أو معاقون ومصابون مؤثرا، فقد مات واحترق الآلاف بسبب القصف المستمر والجوع دون أن يصدم أحد حول العالم.. وفقا لصحيفة «جادريان» البريطانية. يؤكد التقرير أن غزة تشهد عشرات المذابح التي لا تؤثر على الوعي العام سنويا، وبعد 8 أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف، صارت معاناة المدنيين أمرا طبيعيا بشكل خطير. وكتبت المحللة والخبيرة آروا مهداوي «رغم أن الناس قد أضحوا أكثر صلابة أمام الفظائع في غزة، إلا أنه يجب أن تكون مكسورا تماما حتى لا يدمرك تقرير منظمة (أنقذوا الطفولة) الجديد حول الأطفال المفقودين في القطاع»، ففي حين تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر، فقد قدرت المنظمة أن ما يصل إلى 21 ألف طفل في عداد المفقودين. مقابر جماعية استنادا إلى مدى القصف والكثافة والتركيبة السكانية في غزة، تقدر مجموعة المساعدة البريطانية أن 5160 طفلا لقوا حتفهم تحت الأنقاض، وجاء في التقرير أن آخرين تعرضوا لأضرار لا يمكن التعرف عليها بسبب المتفجرات، أو دفنوا في مقابر جماعية أو مجهولة، أو اختفوا في فوضى الصراع. وأضاف التقرير «احتجزت القوات الإسرائيلية وأخفت عددا من الأطفال، وألقي بعضهم في قبور لا تحمل أي علامات.. وتم فصل آخرين عن عائلاتهم وعن مقدمي الرعاية لهم، تحت خطر التعرض للاستغلال». وتبدو الأرقام الواردة من غزة صادمة جدا، ولا يمكن استيعابها، حيث استشهد أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأصيب ما لا يقل عن 86,477 فلسطينيا بجروح، وتعرضت كل جامعات غزة للقصف، ودمرت قنبلة إسرائيلية 4 آلاف جنين في مركز التلقيح الاصطناعي في غزة، ويفقد أكثر من 10 أطفال يوميا أحد أطرافهم، وهناك 20 ألف طفل في عداد المفقودين. تشويه سمعة تشير «جارديان» إلى أنه من المستحيل الدفاع عن هذه الأرقام، حيث حاول المدافعون عما اعتبرته محكمة العدل الدولية إبادة جماعية معقولة، تشويه سمعة البيانات عن الضحايا. وتقول «في أواخر أكتوبر على سبيل المثال، عندما قتل 6000 فلسطيني، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه ليست لديه أي فكرة عما إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة حول عدد الأشخاص الذين قتلوا.. وليس لديه ثقة في العدد الذي يعلن عنه الفلسطينيون»، وفي لغة متهكمة، تقول الصحيفة «في رأيهم.. الجميع يكذبون، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة!». بعد شهر واحد فقط من القصف، أسقطت إسرائيل أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وبسبب التطورات التكنولوجية، قد تكون قوة المتفجرات التي يتم إسقاطها على غزة ضعفي قوة القنبلة النووية. شهداء جدد استشهد العشرات من الفلسطينيين أمس، وأصيب آخرون إثر القصف المكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن العديد استشهدوا في غارات مكثفة على أحياء الشجاعية والصبرة وتل الهوا والزيتون بمدينة غزة، كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج وسط القطاع، ترافق معه عمليات قصف مكثفة طالت المناطق الشمالية لمخيم النصيرات. وفي جنوب قطاع غزة استشهد نحو 13 فلسطينيا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خيام النازحين غرب مدينة رفح، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد طفلة وإصابة عدد آخر بجروح، في انفجار أسلحة من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس. اعتقالات بالجملة بالتواكب، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 9450 فلسطينيا من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء الحرب على غزة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن. وأضاف البيان أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال اليومين الماضيين، 20 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم أشقاء وأسرى سابقون، وتوزعت الاعتقالات على محافظات الخليل وطولكرم ونابلس والقدس. خوف ورعب فيما وصل عدد الشهداء والمفقودين والمصابين إلى نحو 150 ألف شخص، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أمس، تنفيذ أنشطة نفسية واجتماعية للأطفال في قطاع غزة للتخفيف من الخوف والضيق الناجم عن الحرب. وقالت الأونروا «يتمكن الأطفال في ملجأ بقطاع غزة، لمرة واحدة في الأسبوع، من مشاهدة فيلم كرتوني في السينما المرتجلة»، وأضافت أن هذه الأنشطة النفسية والاجتماعية، التي ينفذها الزملاء في الأونروا، تهدف إلى التخفيف من الخوف والضيق الناجم عن الحرب، ولكن هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن. تمزيق الجثث بحلول أواخر أبريل الماضي أسقط الجيش الإسرائيلي 75 ألف طن من المتفجرات على غزة، وخلص تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في ديسمبر، إلى أن القنابل الأمريكية التي يبلغ وزنها 2000 رطل كانت مسؤولة عن بعض أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين. وتلفت الصحيفة إلى أن هذه القنابل تمزق الجثث البشرية، ويمكن أن يصل نصف قطر انفجارها إلى ربع ميل، وتبلغ مساحة غزة حجم مدينة لاس فيغاس الأمريكية تقريبا، وهي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ونحو نصف السكان تحت سن 18 عاما. لكن القاتل الأكبر ـ وفقا لجارديان ـ ربما يكون الجوع، وقد أدانت هيومان رايتس ووتش وأوكسفام، استخدام إسرائيل للجوع كسلاح في الحرب، ووفقا لأحدث تقرير صدر بالشراكة مع الأمم المتحدة حول مستويات الجوع في غزة، فإن «96% من السكان - نحو 2.15 مليون شخص - يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى الأزمة أو أعلى». أرقام جارديان حول أطفال غزة: 21 ألف طفل مفقود 15 ألف طفل شهيد 10 أطفال يفقدون يوميا أحد أطرافهم 4 آلاف جنين دمرتهم قنابل إسرائيل

مشاركة :