عانى القطاع الخاص زمناً من توسيع علاقاته التجارية مع الكثير من الدول لافتقاره لآليات وطرق التواصل التسويقي مع الأسواق العالمية وبناء العلاقات الثنائية لكسب المزيد من فرص التصدير، وحاولت مراراً بجهودها الفردية الدخول لهذه الأسواق بشتى الوسائل سواءً بالإيميلات أو المراسلات التقليدية بإرسال العينات أو حضور المعارض أو المهرجانات، وقد أدى ذلك لتحقيق بعض النتائج الإيجابية، ولكنها لم تصل إلى مستوى الطموح الكافي الذي يليق بالحجم التجاري الكبير الذي تتمتع به المملكة. وكانت هناك محاولات متعددة لدعم وتنمية الصادرات في وقت سابق، لكنها لم تنعكس بشكل كافٍ ومباشر على المصنعين والمصدرين في المملكة، حيث إن حجم الاحتياج كان أكبر بكثير من هذه الجهود المتواضعة. مؤخراً أُنشأت هيئة تنمية الصادارات السعودية SEDA تحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وذلك لضخ المزيد من الجهود الرامية إلى رفع مستوى الصادرات السعودية، فقد استطاعت هذه الهيئة الفتية إحداث نقلة نوعية وعمل احترافي في تسويق المنتجات السعودية خارج المملكة وتذليل العقبات التي كانت - وما زالت - تواجه المصدرين المحليين وساهمت في فتح أسواق جديدة لهم، وتمكينهم من التواجد فيها، مما ساهم وبشكل مباشر في تحقيق عمليات تصدير حقيقية تنعكس على القطاع الصناعي والتجاري الخاص ثم على الصادرات المحلية بشكل عام، فمن حق المملكة أن تكون في أعلى مستويات الأداء والإنتاج والتغطية، وهذا الواجب عليها حيث إنها رائدة العالم الإسلامي والعربي. وتولى هذه النقلة النوعية نخبة من رجالات وشباب هذا الوطن الذين اثبتوا قدرتهم على توسيع رقعة وجود المنتج السعودي في الأسواق العالمية، وتمكنوا – بعد توفيق الله – وبمساهمة مباشرة فاعلة من وزير التجارة والصناعة د. توفيق الربيعة ومن خلال رؤيته الاستراتيجية وحماسه الواضح؛ ومن خلال المشاركة في المعارض العالمية بأجنحة سعودية والتي ساعدت الشركات السعودية في الوصول بمنتجاتها للعالم وذلك – بتوفيق الله عز وجل – ثم بجهود فريق هيئة تنمية الصادرات السعودية المبدع، وكذلك قدمت الهيئة خدمة البعثات التجارية التي يتم الترتيب لها بشكل ممتاز مع المستوردين المحتملين مع الكثير من الدول التي لا زالت الفرص التجارية فيها مفتوحة، خصوصاً أن بعض البعثات يرأسها وزير التجارة والصناعة شخصياً. هيئة تنمية الصادرات السعودية ساهمت وبشكل مباشر في رفع حجم الصادرات في منشآتنا بشكل تضاعفت معه حجم مبيعات التصدير، واستطعنا – بحمد الله وتوفيقه – ومن خلال هذه الهيئة المباركة الدخول إلى معارض دولية كانت المشاركة فيها صعبة ومكلفة للغاية إن لم تكن مستحيلة، وما زلنا طامحين لتوسيع حجم المشاركة في هذه المعارض وفتح المزيد من الأسواق العالمية، وتوفير العديد من البعثات التجارية لما له من انعكاس مباشر على النشاط التجاري بشكل خاص وعلى الوضع الاقتصادي للمملكة بشكل عام، فلا زالت تطلعاتنا أكبر وإمكانات القطاع الخاص عموماً مستعدة للمزيد. نحن على ثقة ويقين برؤية وتفاني وزير التجارة والصناعة د. توفيق الربيعة وفريقه المميز وأمين عام الهيئة أحمد الحقباني ومدير تطوير الأعمال لؤي موسى ومدير إدارة المعارض والفعاليات الدولية فيصل الحماد وجميع منسوبي الهيئة الكرام وطاقهما المحترف، فوطننا الغالي يستحق مثل هؤلاء الشباب ويفتخر بهم. * مدير عام شركة الجيم الأولى للتسويق (وكلاء منتجات أمل الخير)
مشاركة :