أوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيكو د.عبدالعزيز بن عثمان التويجري أن انعقاد القمة الاستراتيجية لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المملكة المغربية "جاء في الوقت المناسب تمامًا للتأكيد على الأواصر القوية التي تربط بين الدول السبع، التي تجمعها الرؤى المتطابقة، والاختيارات المنسجمة، والتحديات المشتركة". وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أمس: إن التحديات التي تواجهها هذه الدول تتطلب تضافر الجهود وتنسيق السياسات وتعزيز التعاون متعدد المجالات، لما فيه تحقيق المصالح الحيوية العليا وحماية الكيانات الوطنية والوقوف في وجه التهديدات التي تحيط بالمنطقة. وأضاف المدير العام للإيسيكو أن أمن دول الخليج العربية هو جزء من أمن المملكة المغربية، وأمن المملكة المغربية من أمن دول الخليج العربية، كما عبر عن ذلك قادة الدول المشاركة في هذه القمة، مشيراً إلى أن "المصالح بين هذه الدول مشتركة وأهدافها القريبة والبعيدة موحدة، بحكم أن المخاطر التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، هي حقائق لا تنكر، تستدعي أقصى حالات التنسيق والتكامل والتعاون لمواجهتها والتصدّي لها". وشدد التويجري على أن هذا التقارب بين دول الخليج والمملكة المغربية ليس هو وليد اليوم، وإنما له جذور عميقة، كما أن التعاون الاستراتيجي بين الدول السبع، ليس ضرورة مرحلية قد تكون عابرة بل "هو واجب مؤكد والتزام صارم واختيار لا رجعة فيه، ينبغي أن يترجم إلى قرارات تنفيذية ومبادرات عملية، لأن الظروف الحالية تفرض هذا التعاون الاستراتيجي المنتج للسلام وللأمن وللاستقرار والتحقق لمزيد من التقدم والازدهار". وختم المدير العام للإيسيكو تصريحه بالتأكيد على أن لهذه القمة الاستراتيجية مردود ايجابيً سيعود بالنفع على الدول المشاركة فيها كافة، بحيث ستكون معززة للتعاون القوي والفعال من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وتمثل نموذجاً للتعاون بين دول شقيقة تربطها أواصر متينة ومصالح متشابكة. من جهته، أكد الاستاذ عبدالفتاح الفاتحي الباحث الأكاديمي المغربي المتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية أن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة المغربية في الرياض تُعد تتويجًا لمسيرة نجاح متواصلة للتعاون الخليجي المغربي، وتأكيدًا على قناعة بالسير قدمًا لمواجهة التحديات ومواصلة تأمين النجاح السياسي والاقتصادي للشراكة الفعالة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية. وشدد الباحث المغربي على أهمية هذه القمة في تعزيز التنسيق الثنائي الخليجي المغربي على جميع المستويات من أجل مواجهة التحديات المتعاظمة التي تحيط بدول المنطقة، واصفًا قمة الرياض بأنها قمة اليقظة والوعي بالمصير المشترك. وقال: إن جوهر هذه القمة هو تعزيز مسيرة نجاح التعاون الاقتصادي بين المغرب ودول مجلس التعاون، الذي تعكسه الأرقام المسجلة، مبرزًا في الوقت ذاته الحاجة إلى تنويع في المجالات الاستثمارية بين بلدان المنطقة ذلك أن مختلف هذه الاستثمارات تتركز في القطاع السياحي والعقاري والطاقة، فيما أن تنويع الاستثمارات كيفيًا يغني التكامل الذي ينضج عوائد مالية مهمة.
مشاركة :