في رئاسيات موريتانيا: فوز ولد الشيخ الغزواني لا يحجب قوة المعارضة

  • 7/2/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كما كان متوقعا، فاز الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت في البلاد، بنسبة 56.12 في المئة، ليدشّن بذلك ولاية رئاسية ثانية. نواكشوط - أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، فوز الرئيس المنتهية ولايته والمترشح لعهدة رئاسية جديدة، محمد ولد الشيخ الغزواني، في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي. وحسب النتائج المؤقتة التي أعلنها رئيس اللجنة الداه ولد عبدالجليل، فقد تمكن ولد الشيخ الغزواني من حسم التنافس لصالحه بعد الحصول على أزيد من نصف مليون صوت (554.956) وهو ما يعادل نسبة 56.12 في المئة من أصوات الناخبين الموريتانيين. وجاء في المركز الثاني المترشح بيرام الداه اعبيدي، بحصوله على نسبة 22.10 في المئة، وهو ما يعادل 218.546 صوتا. وكان بيرام حصل في رئاسيات 2014، على أكثر من 8 في المئة، واحتل المركز الثاني بعد الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز الذي حصل على أكثر من 81 في المئة من أصوات الناخبين. وفي رئاسيات 2019، حل بيرام في المركز الثاني بنسبة فاقت 18 في المئة، خلف محمد ولد الشيخ الغزواني الذي فاز بأزيد من 52 في المئة، وحل ثالثا سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” بنسبة فاقت 17 في المئة. وحل ثالثا رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” الاخواني حمادي سيدي المختار بعد حصوله على نسبة 12.76 في المئة ، وهو ما يعادل 126.187 صوتا. وحظي بالمركز الرابع المرشح الرئاسي العيد محمدن امبارك بعد حصوله على نسبة 3.57 في المئة، وهو ما يعادل 35.288 صوتا، وفي المركز الخامس حل المرشح با مامادو بوكار با بنسبة 2.39 في المئة، أي ما يعادل 23.617 صوتا. وجاء المرشح أوتوما أنطوان سليمان سوماري في المركز السادس، بحصوله على نسبة 2.06 في المئة، وهو ما يعادل 20.360 صوتا، وتمكن المترشح محمد الأمين المرتجي الوافي من الحصول على 9.875 صوتا. وبلغ عدد المصوتين في الانتخابات أزيد من مليون ناخب (1.074.208)، من أصل مليون وتسعمئة ناخب هم عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية، فيما بلغت نسبة المشاركة 55٫39 في المئة. وبلغ عدد الأصوات المعبر عنها في هذه الانتخابات قرابة مليون صوت (988.413)، فيما بلغ عدد البطاقات اللاغية أزيد من خمسين ألف صوت (53.787)، وهو ما يمثل نسبة 5 في المئة، من الأصوات المعبر عنها، فيما بلغ عدد الأصوات المحايدة 31.608. وبينما نجحت موريتانيا في ترسيخ قدمها على طريق الديمقراطية بتنظيمها استحقاق انتخابي تعددي، وأعطت للناخبين فرصة الاختيار بين المرشحين السبعة، يرى المراقبون أن المعارضة أثبتت قوتها وحضورها، وهو ما يشير إلى ديناميكية المجتمع، وكذلك إلى تعددية التوجهات السياسية المعبرة عن حالة التنوع العرقي والسياسي والاجتماعي والثقافي والإيديولوجي والحزبي والمناطقي. واعتبر المحلل السياسي محمد الأمين فاضل، أن “المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، فاز وكما كان متوقعا، في الشوط الأول من الانتخابات، وبنسبة 56.12 في المئة، وجاء هذا الفوز نتيجة لما تحقق في المأمورية المنتهية من إنجازات، وخاصة في مجال التدخل لصالح الفئات الهشة، كما جاء أيضا نتيجة لخطاب قوي للمرشح.. في كل محطات الحملة”. وأضاف أن “المأمورية القادمة، ستكون لتمكين الشباب ومحاربة الفساد، و لستُ هنا بحاجة إلى القول بأن هذين الشعارين كان لهما الوقع الكبير في قلوب وعقول الناخبين، فمحاربة الفساد كانت وستبقى هي المطلب الأكثر إلحاحا لدى الشعب الموريتاني، والتمكين للشباب كان وسيبقى أهم مطلب في بلد شاب، يعاني فيه الشباب من تحديات كثيرة من أبرزها البطالة، والتسرب المدرسي، وتفشي الجريمة، وتعاطي المخدرات، وفقدان الأمل، وتنامي روح الإحباط واليأس”. ◙ موريتانيا نجحت في تنظيم استحقاق انتخابي رئاسي تعددي، وأعطت للناخبين فرصة الاختيار بين المرشحين السبعة وأضاف الفاضل أن “المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني وُفق في اختيار شعارين يمكن القول بأنهما الشعاران الأقوى والأكثر قدرة على استقطاب الناخبين، ووُفِق كذلك في خطاباته التي أكد فيها أنه سيحارب الفساد بصرامة، وأنه سيمكن الشباب في مأموريته القادمة، ويمكننا أن نقول في هذا المجال ـ وبكل اطمئنان ـ أنه إذا كان هناك من أو ما يدين له المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني في فوزه، فسيكون شعار محاربة الفساد والتمكين للشباب، ولذا فإن ما ينتظر من المرشح بعد تنصيبه هو رد الجميل لهذين الشعارين… واختيار من سيعينه على ذلك من أغلبيته الداعمة، والتي لا يدين لها بفوزه هذا”. وجددت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات "ارتياحها ومباركتها لاكتمال اقتراع 29 يونيو في هدوء وسكينة وانضباط" فيما أشاد فريق من المراقبين الدوليين والأفارقة بظروف الهدوء والشفافية التي طبعت عمليات الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية التي شهدتها موريتانيا. ‎وأعرب الدكتور رابي تريثور؛ رئيس منظمة “ريام للسلام “، المتحدث باسم المراقبين الدوليين، خلال مؤتمر صحفي، في نواكشوط، بالظروف التي اكتنفت عملية الاقتراع، مؤكدا أن الشعب الموريتاني قدم مثالا يحتذى به في ممارسة وتطبيق الديمقراطية الانتخابية.‎ وأكد ارتياح فرق المراقبين الدوليين لمستوى تعاطي اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات مع الملاحظات التي وردتها من مختلف الشركاء؛ ولحجم التغطية الإعلامية التي واكبت عملية الاقتراع، التي طبعتها الشفافية والنزاهة، حسب وصفه رغم وجود بعض الملاحظات المتعلقة بالإجراءات التنظيمية. ومن جانبه، قال رئيس التجمع المهني للخبراء القضائيين الموريتانيين أن فرق مراقبة الانتخابات التابعة لهم لم تلاحظ ما يمكن أن يعيب العملية الانتخابية أو يطعن في مصداقيتها. وأكد محمد فاضل الهادي على أن التقارير التي قدمها الخبراء أشادت بأداء رؤساء مكاتب الاقتراع وأداء طواقم اللجنة الوطنية للانتخابات وشفافية عملها، وتجاوبها مع ملاحظات المراقبين ورفضها لأي إجراء مخالف لمساطر عملية الاقتراع. وفي إطار التصدي لمحاولة إثارة الشغب بعد الإعلان عن النتائج، دعا النائب البرلماني رئيس حركة إيرا بيرام الداه اعبيدي أنصاره إلى التمسك بالنضال السلمي وعدم التعرض للشرطة أو قوات الأمن، أو المواطنين، مشددا على أن مشكلته مع من زور الانتخابات، حسب تعبيره. وقال ولد اعبيد خلال زيارة له لبعض مناصريه إن مساره النضالي مبني على السلمية، مضيفا أن ذلك هو الذي جعل الحكومة تتجنب التضييق عليه في الكثير من الأوقات، ومشددا على أن العنف مسار خاطئ لنيل الحقوق. وأكدت وزارة الداخلية إنها “لن تسمحَ تحت أي ظرف كان، ومهما كانت تكلِفة ذلك، بأيّ إخْلال بالأمن والسكينة، وبأن جميع الأجهزة الأمنية لديها التعليماتُ والوسائلُ والجاهزيةُ، للتصدي الحازمِ لأيّ محاولة للإخْلال بالأمن والسكينة العامة في عموم البلاد”.وأشارت إلى أنه “من المفروضِ أن يكون كلُّ من يسعى إلى قيادةِ البلاد، أكثر حرصا من غيره، على استتبابِ الأمن وعلى سلامة المواطنين وممتلكاتهم”. وقالت الداخلية إنها “لاحظت أن بعض الغوغاء والانتهازيين والمراهقين المُغرّر بهم، والمحسوبين على مترشح بعيْنه، حاولوا على امتداد اليوم، فى بعض أحياء العاصمة التشويش على أجواء السكينة والأمن، من خلال بعض أعمال الشغب مثلِ إشعالِ الإطارات، والتأثيرِ السلبي على انسيابيةِ الحركة، ومحاولةِ ترويعِ المواطنين المسالمين الآمنين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم”. وطمأنت وزارة الداخلية واللامركزية المواطنين “أن الأوضاعَ طبيعية وعادية، وتحتَ السيطرة، وأنه ليس هنالك ما يدعو إلى القلق؛ داعية المواطنين إلى ممارسة حياتهم المعتادة وأنشطتهم اليومية، بكل حرية، وبشكل طبيعي”. انشرWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :