أفرجت السلطات الإسرائيلية اليوم (الاثنين) عن 50 معتقلا فلسطينيا من قطاع غزة بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي. وقالت مصادر أمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن 50 من المعتقلين خلال "العدوان" على القطاع عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة. وأفادت المصادر بأن المفرج عنهم وصلوا إلى مستشفيي "شهداء الأقصى" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة و "ناصر" في خان يونس جنوبه. ومن بين المفرج عنهم الدكتور محمد أبو سلمية الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية في 23 نوفمبر الماضي برفقة عدد من الكوادر الطبية أثناء توجههم عبر شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة إلى جنوب القطاع بعد مهاجمة الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء في حينه. وقال أبو سلمية في تصريحات للصحفيين فور الإفراج عنه في مستشفى "ناصر" إن "الأسرى في السجون الإسرائيلية يمرون بوضع مأساوي لم يمر على تاريخ الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948". وأضاف أبو سلمية أن "الأسرى يعانون من نقص في الطعام وإهانة جسدية وتعذيب ويجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمجتمع الدولي لإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين". وتابع "هناك كوادر طبية توفت في السجون الإسرائيلية تحت التعذيب وهناك من الأسرى من لا يستطيع أن يأخذ حبة دواء واحدة"، لافتا إلى أنه "لم تزرنا أي مؤسسة دولية في السجن وكنا ممنوعين من الالتقاء بأي محام". وفي 14 نوفمبر الماضي اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة للمرة الأولى بعد حصاره لعدة أيام وبعد عدة أيام أجبر الجيش الموجودين في المجمع من جرحى ومرضى وكوادر طبية على إخلائه إلى مناطق جنوب القطاع قبل أن يقوم بعمليات تدمير واسعة فيه. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أمر في وقت سابق اليوم بالتحقيق في إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية بعد أكثر من سبعة أشهر على اعتقاله. ونفى مكتب نتنياهو في بيان علمه بقرار الإفراج عن أبو سلمية. وقال البيان إنه "يتم تحديد السجناء المفرج عنهم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن بناء على اعتباراتهم المهنية". وأضاف البيان أن رئيس الوزراء أمر بفتح تحقيق فوري في الموضوع. من جهته انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة عنه قرار إطلاق سراح المعتقلين. ودعا بن غفير إلى إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار بسبب ما وصفه بإدارة الجهاز سياسة مستقلة، تختلف عن سياسة الحكومة. بدوره طلب وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، بحسب الإذاعة من وزير الدفاع يوآف غالانت إيضاحات حول هذا القرار. يذكر أن الجيش الإسرائيلي اعتقل خلال عمليته البرية المتواصلة في القطاع المئات من الفلسطينيين ونقلهم إلى جهات غير معروفة، وفقا لمؤسسات حقوقية فلسطينية. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني في قطاع غزة وخلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
مشاركة :