قدمت الطاقة الكهروضوئية مساهمات كبيرة في دفع جهود الصين للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. ومن أجل رفع جودة صناعة الطاقة الكهروضوئية وكفاءتها، عززت الصين التنمية الذكية والخضراء لهذه الصناعة. وأظهرت بيانات أصدرتها الهيئة الوطنية للطاقة مؤخرا أن القدرة المركبة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بلغت 670 مليون كيلوواط حتى نهاية أبريل الماضي، بزيادة 52.4 بالمائة على أساس سنوي. ومنذ عام 2018، أصدرت السلطات الصينية ذات الصلة سلسلة من السياسات الداعمة لتنمية صناعة الطاقة الكهروضوئية الذكية وأجرت أعمالا تجريبية حول هذه الصناعة. وقال تشاو وي دونغ، مدير معهد توفير الطاقة وحماية البيئة لمؤسسة "سي سي آي دي" (CCID) البحثية التابعة لوزارة الصناعة والمعلومات، إنه في إطار دعم السياسات، سارعت صناعة الطاقة الكهروضوئية في الارتقاء بمستوى التصنيع المتطور والذكي والأخضر، ودمجت تكنولوجيات المعلومات الحديثة مثل تكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس (5G) والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الصناعي، واستكشفت نماذج جديدة مثل التصنيع الذكي والتطبيق الذكي والتشغيل والصيانة الذكية، وذلك للحد من استهلاك الطاقة والموارد وخفض انبعاثات الكربون ودفع صناعة الطاقة الكهروضوئية بالصين نحو المستوى المتوسط والعالي في سلسلة القيمة العالمية. وأضاف أنه من خلال التصميم المنهجي والتخطيط العلمي وتنفيذ السياسات في مناطق تجريبية أولا والجمع بين الجودة والكمية، ارتفع مستوى التنمية الذكية والخضراء بشكل ملحوظ في صناعة الطاقة الكهروضوئية بالبلاد. وفي هذا الصدد، قال تشاو إنه مع دمج تكنولوجيات المعلومات الحديثة في صناعة الطاقة الكهروضوئية، أظهرت صناعة الطاقة الكهروضوئية الذكية نتائجها. وحتى الآن، أصدرت الصين أربع دفعات من الشركات والمشروعات التجريبية لصناعة الطاقة الكهروضوئية الذكية، لتغطي جميع الحلقات الرئيسية في سلسلة صناعة الطاقة الكهروضوئية وتشمل مجالات التطبيق مثل توليد الكهرباء بالطاقة الكهروضوئية والجمع بين توليد الكهرباء بالطاقة الكهروضوئية وتخزين الطاقة والمباني الكهروضوئية وغيرها. وبدوره، قال ليوي شياو جيون، الأستاذ في كلية الطاقة الجديدة بجامعة شمالي الصين للطاقة الكهربائية، إن صناعة الطاقة الكهروضوئية تتطور بشكل سريع، حيث تشكلت أنماط التطبيق التي تتمثل في "الكهروضوئية+المباني" و"الكهروضوئية+إنتاج الهيدروجين" و"الكهروضوئية+تخزين الطاقة" و"الكهروضوئية+مركبات الطاقة الجديدة". وأضاف أن "الكهروضوئية+المباني" أسلوب فعال لتحقيق التنمية الخضراء للمباني، مشيرا إلى أنه مقارنة بتركيب الأنظمة الكهروضوئية لتوليد الكهرباء بشكل مباشر على المباني القائمة، يركز التكامل بين الأنظمة الكهروضوئية والمباني على وحدة المكونات الكهروضوئية والمباني، حيث لا يمكن للمكونات الكهروضوئية توليد الكهرباء فحسب، بل تكون أيضا جزءا من مواد البناء. وفي أبريل عام 2023، تم توصيل مشروع المبنى الكهروضوئي متعدد الوظائف في مقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين بالشبكة لتوليد الكهرباء، وهو الأول من نوعه في المقاطعة. ولدى هذا المبنى جدارات كهروضوئية متعددة الوظائف بمقدار 100 كيلوواط وجدارات كهروضوئية مكونة من الوحدات الكهروضوئية التقليدية بمقدار 157.76 كيلوواط، حيث يمكن توليد إجمالي 5.4 مليون كيلوواط ساعي من الكهرباء سنويا لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 5388 طنا. وعلى جانب آخر، تعتبر طاقة الهيدروجين طاقة ثانوية خضراء ومنخفضة الكربون تستخدم على نطاق واسع. وقال ليوي إن إنتاج الهيدروجين بالطاقة الكهروضوئية هو تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية أولا، ثم استغلال الطاقة الكهربائية لتحليل الماء للحصول على الهيدروجين والأكسيد، مشيرا إلى أن عملية إنتاج الهيدروجين بهذا الأسلوب صديقة للبيئة. وفي يوم 30 يونيو من العام الماضي، أعلنت الشركة الصينية للبتروكيماويات (سينوبك)، أكبر شركة لتكرير النفط في الصين، عن بدء تشغيل مصنعها لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي تبلغ طاقته 20 ألف طن سنويا في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين. يعد المصنع الجديد الواقع في مدينة كوتشا بالمنطقة أول مشروع لإنتاج الهيدروجين يعتمد على الطاقة الكهروضوئية بطاقة 10 آلاف طن في الصين. وسيساعد المصنع في خفض 485 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا. وقال ليوي إن الأنماط المتنوعة من "الكهروضوئية+" والتي تشكلت حاليا تساعد الصين على تحقيق هدفيها للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، إلى جانب التنمية عالية الجودة لصناعة الطاقة الكهروضوئية. ومن جانبه، أكد لي تشوانغ جيون، مدير قسم الطاقة الجديدة والمتجددة بالهيئة الوطنية للطاقة، خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في بكين، على ضرورة مواصلة رفع القدرة الابتكارية للتقنيات الكهروضوئية وإفساح المجال كاملا للدور الرائد الذي تلعبه المنصة الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في مجال الطاقة وتوجيه الموارد لدعم البحث والتطوير والابتكار في التكنولوجيات والطاقة الإنتاجية المتطورة وتعزيز تحقيق اختراقات في التكنولوجيا الحاسمة للخلايا الشمسية عالية الكفاءة ودفع الارتقاء التكنولوجي بالمواد الأساسية الحاسمة. وشدد أيضا على أهمية مواصلة التعاون بين الهيئات ذات الصلة لتعزيز بناء منظومة لمعايير صناعة الطاقة الكهروضوئية بغية تقوية الدور الرائد للابتكار وتعزيز التنمية السليمة للصناعة.■