على غير عادتها، نعت حركة «حماس» أمس منفذ عملية التفجير في القدس عبدالحميد أبو سرور، بعد مرور أربعة أيام على تنفيذه العملية التي أصيب فيها بجراح بالغة توفي إثرها مساء أول من أمس. ورغم نعي أبو سرور، إلا أن «حماس» لم تعلن تبني العملية، بل اكتفت بالقول في تصريح «إن الشهيد البطل عبدالحميد محمد أبو سرور، من محافظة بيت لحم، هو أحد أبناء الحركة الميامين». وأضافت: «إن دماء الشهيد الطاهرة ستبقى وقوداً للانتفاضة، وإن مشروع المقاومة سيمضي دفاعاً عن شعبنا ومقدساتنا وتحرير أرضنا مهما بلغت التضحيات». وكان الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري قال في تصريح الإثنين أن «عملية القدس رد فعل طبيعي على الجرائم الإسرائيلية، خصوصاً الإعدامات الميدانية وتدنيس المسجد الأقصى». وعادة ما تعمل «حماس» على إعلان تبني العملية فور وقوعها، ما أثار الكثير من الأسئلة عن طبيعة هذه العملية، واذا ما كانت فردية أم بتنظيم من مجموعة محلية للحركة تعمل بمفردها بعيداً عن المركز. وكان المكتب السياسي لحركة «حماس» قرر نهاية الانتفاضة الثانية أواخر عام 2004، تجميد العمليات الاستشهادية بعد أن تعرضت قيادات الصف الأول للحركة في قطاع غزة والضفة الغربية لسلسلة اغتيالات قاسية. ويرجح كثير من المراقبين والمسؤولين في «حماس» أن تكون العملية الأخيرة نفذت بقرار فردي من أبو سرور أو خلية يعمل بها بعيداً عن قيادة الحركة، خصوصاً أن المنفذ استخدم متفجرات من صنع محلي دأب أعضاء الحركة على تصنيعها اثناء الانتفاضة الثانية من مواد محلية متوافرة بكثرة في الأسواق. ووقع الانفجار عصر الإثنين، بينما كانت الحافلة تسير في جوار حافلات أخرى قرب الخط الذي يفصل الشطر الغربي من المدينة عن شطرها الشرقي المحتل ذي الغالبية الفلسطينية. وأدى الانفجار الذي أودى بحياة ابو سرور الى إصابة اكثر من عشرين إسرائيلياً. وعادة ما أدت العمليات التي وقفت وراءها «حماس» الى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، ما يرجح الرواية التي تقول ان العملية فردية أو محلية. وتخشى الدوائر الإسرائيلية من أن تتحول عمليات الطعن التي صبغت الهبة الشعبية الراهنة الى هجمات مسلحة او استشهادية، بعد أن أخفقت عمليات الطعن في إيقاع قتلى من الإسرائيليين. وبقيت هوية منفذ عملية التفجير في الحافلة الإسرائيلية مجهولة، الى أن أعلنت السلطات مساء أمس وفاة ابو سرور في مستشفى إسرائيلي، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في العملية. وعقب العملية، خرجت مسيرات عفوية في بيت لحم تهتف للشهيد ابو سرور ولـ «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، وتوجهت إلى منزل عائلته في مخيم عايدة حيث رُفعت صور للشهيد وعليها شعار «حماس» وعبارة «تزف حركة المقاومة الاسلامية حماس ابنها الاستشهادي القسامي عبدالحميد محمد أبو سرور، منفذ عملية باص 12 في القدس المحتلة». ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، وهو موقع الكتروني مقرب من «حماس»، عن عائلة ابو سرور، أنها وجدت وصية له كان قد كتبها قبل تنفيذ تفجير الحافلة. كما نقل عن والد ابو سرور أن المخابرات الاسرائيلية استدعته لأخذ عينة من الحمض النووي منه قبل أن تطلب منه التعرف إلى ابنه في المستشفى.
مشاركة :