لقي رئيس وحدة الأبحاث بكلية العلوم الطبية التطبيقية وأستاذ العلاج التنفسي في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، الدكتور عبدالله معيوف العنزي، مصرعه برفقة ابنه الذي لم يتجاوز العامين، بعدما انزلقا من حافة صخور شلال جنوب جبال الألب السويسرية، أثناء رحلة سياحية مع الزوجته وابنته. وبدأت تفاصيل الواقعة المأساوية عندما انزلقت قدم الطفل من حافة الصخور، ليسقط وسط الشلال المتدفق، ما دفع الأب لإلقاء نفسه خلف ابنه، في محاولة يائسة لإنقاذه، أمام أنظار زوجته وابنته اللتين واجهتا الموقف الأليم بالبكاء. عُثر على جثة العنزي بعد يومين من الحادث وباشرت الشرطة السويسرية الحادث، لتقوم بعمليات بحث واسعة استخدمت فيها الطائرات العمودية وقوارب البحث، لتكلل الجهود بالعثور على جثة الأب بعد يومين، فيما لا يزال البحث جاريًا عن الطفل. وذكرت زوجة الفقيد فاطمة العنزي لـ"أخبار 24" أنه لم يكن في نيتهم الخروج في ذلك اليوم إلا أن زوجها أصر على الذهاب إلى هذا الشلال الذي يبعد عنهم 50 دقيقة. وأضافت أنها سألت الموجودين عن سهولة الوصول إلى الشلال ومناسبته للأطفال وهل ذهبوا بإطفالهم إليه، ليردوا بالإيجاب وأن الوصول إليه ليس صعباً. وأشارت إلى أن زوجها نبهها على الإمساك بيد ابنتها وأمسك هو بيد ابنه حتى وصلوا إلى الشلال، وأثناء انشغالهم بمنظر الشلال والتصوير أفلت الابن يده من يد أبيه وفقد توازنه وسقط، ومباشرة لحق به والده. وبيّنت أنها وقفت مذهولة وسط بكاء ابنتها التي كانت تنادي على والدها وأخيها، لتبدأ بعد ذلك بالصراخ على الناس لإنقاذ زوجها وابنها، لتعرف بعد ذلك أن زوجها تُوفي. وكشف شقيق الدكتور العنزي، عامر العنزي، بعض تفاصيل الحادث، إذ أكد أن أحد الأشخاص الذين تواجدوا في موقع الحادث، اتصل بالسفارة السعودية في سويسرا وأبلغها بالواقعة، ليحضر ممثلوها ويقدموا كل ما في وسعهم لطمأنة الزوجة وابنتها. ونقل شقيق العنزي جانبًا مما دار بين ممثلي السفارة والزوجة، إذ قالوا لها "أنتم مواطنون سعوديون.. كل ما لدينا هنا مسخَّر لخدمتكم"، مشيرًا إلى أنه تم نقل جثة أخيه إلى المملكة على نفقة الدولة، وسط جهود واسعة لتسهيل هذه المهمة وكل ما يتعلق بها، حتى وصول الجثمان إلى مطار الملك خالد الدولي.
مشاركة :