فرنسا: ولادة عسيرة لجبهة ضد اليمين المتطرف في الجولة الثانية

  • 7/3/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وسط انقساماتٍ، أطلق تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوسطي و«الجبهة الشعبية الجديدة» اليسارية، صاحبا المركزين الثاني والثالث في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، مفاوضات اللحظات الأخيرة لتشكيل «جبهة جمهورية» تمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة. وتُجرى الأحد المقبل جولة ثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا بترشح المتنافسين اللذين حصلا على أعلى الأصوات في المرحلة الأولى، إلى جانب كل مَن حصل على 12.5 في المئة على الأقل من الأصوات. وفي مناورة لتقليل فرص اليمين المتطرف، الذي اكتسح الجولة الأولى، انسحب أكثر من 200 مرشح، بينهم 127 من اليسار و75 من كتلة ماكرون، وفق صحيفة لوموند، في ظل منافسات ثلاثية بين اليسار والوسط واليمين المتطرف على 306 مقاعد، أي أكثر من نصف مقاعد البرلمان. ولكبح آمال اليمين المتطرف في الفوز بأي سباق ثلاثي، أعلنت «الجبهة الشعبية الجديدة» أنها ستسحب مرشحيها الذين حلوا في المركز الثالث، بينما وجّه ماكرون تعليمات حازمة بأنه «لا ينبغي أن يذهب صوت واحد إلى اليمين المتطرف»، مذكّراً بأن اليسار حشد ضد اليمين المتطرف في عامي 2017 و2022، مما سمح له بالوصول إلى الإليزيه. ودعا رئيس الوزراء الوسطي غابرييل أتال إلى «تجنب حصول التجمع الوطني على أغلبية مطلقة»، موجهاً مرشحيه إلى الانسحاب «في مواجهة مرشح اختار القيم الجمهورية»، لكنه رفض التعليق على استبعاد حزب «فرنسا الأبية» اليساري من «القوس الجمهوري». وشدد أتال على ضرورة تشكيل «جبهة جمهورية» أمام اليمين المتطرف، في دعوة ينظر إليها اليسار الفرنسي بريبة، إذ قال منسق حزب «فرنسا الأبية»، مانويل بومبارد، إن «اليساريين لن يحكموا إلا لتنفيذ برنامجهم»، مؤكداً أنه لن يشارك «في أي حكومة لا تعيد العدالة الضريبية، ولا تطبق سياسة توزيع الثروة غير تلك التي وضعها أتال وماكرون». من جانبه، بدا الزعيم الاشتراكي رافائيل غلوكسمان أقل حدة، إذ اعتبر أن الجولة الثانية من الانتخابات «استفتاء لمصلحة أو ضد اليمين المتطرف»، مؤكداً الحاجة إلى «كتلة ديموقراطية تعرقل أغلبية التجمع الوطني». إلى ذلك، اتهمت زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبن، ماكرون بالتخطيط لتنفيذ «انقلاب إداري» في الهياكل الحكومية، عبر إجراء تغييرات في مناصب أمنية وحكومية باللحظة الأخيرة لمنع مرشحها من حكم البلاد في حال تسلّم الحكومة. كما انتقد مرشح «التجمع» لرئاسة الحكومة جوردن بارديلا ما وصفه بـ «تحالف العار غير الطبيعي» بين ماكرون وزعيم حزب «فرنسا الأبية» اليساري جون ليك ميلونشون، مؤكداً أن «الفرنسيين لن ينخدعوا، ويجب أن يكونوا واضحين في الأيام المقبلة».

مشاركة :