واصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة في قطاع غزة الأربعاء مع استمرار القتال في الشمال خصوصاً، فيما فرّ آلاف الفلسطينيين من الجنوب إثر أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في المنطقة تعمّق الأزمة الإنسانية الحادة. بعد أن أعلن في نهاية يونيو أن المرحلة «الكثيفة» من الحرب اقتربت من نهايتها، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق أهدافها، بما في ذلك «القضاء على حركة حماس واستعادة جميع الرهائن» الذين خطفوا خلال هجوم الحركة قبل تسعة أشهر على إسرائيل. وأقرّ رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي بأن الجيش يخوض حرباً «طويلة الأمد». في جنوب القطاع، تتواصل حركة النزوح منذ الاثنين من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثا عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك. وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيرا أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في بداية أبريل، مخلّفا دماراً هائلا. وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمر الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومترا مربعة، أي ثلث قطاع غزة، هو «الأشمل منذ أكتوبر، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء» في الأيام الأولى من الحرب. المصادقة على بناء 5300 وحدة استيطانية بالضفة 37953 شهيدا و 87266 مصابا وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى اكثر من 37953 ، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 87266، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من أكتوبر الماضي، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. بحث كثيرون من الفلسطينيين عن مأوى بعد فرارهم من منازلهم في جنوب قطاع غزة وشكوا من نقص المياه مع استمرار إسرائيل في هجومها العسكري على القطاع المكتظ بالسكان.وقال سكان إن القوات الإسرائيلية شنت ضربات عسكرية جديدة في مدينة رفح بجنوب القطاع وسط قتال عنيف مع مسلحين فلسطينيين خلال الليل. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 شخصا على الأقل استشهدوا في ضربات جديدة بوسط وشمال غزة. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن غارتين جويتين إسرائيليتين على مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة أسفرتا عن استشهاد خمسة فلسطينيين. وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة في وسط القطاع، قال مسعفون إن غارة جوية أسفرت عن مقتل أربعة وإصابة 17 آخرين. وأضاف مسؤولو الصحة أن غارة جوية أخرى أصابت سيارة في مدينة دير البلح جنوب القطاع، مما أسفر عن مقتل ثلاثة.وتكتظ دير البلح بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار من منازلهم في مناطق أخرى من غزة، ويشكو السكان من النقص الحاد في مياه الشرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير. إخلاء مستشفى غزة الأوروبي ذكرت وزارة الصحة في غزة أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع أدت إلى مقتل حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي مع جميع أفراد أسرته. وقال سكان في خان يونس إن العديد من العائلات لم تتمكن من العثور على خيام بسبب نقصها ونامت على جانب الطريق بعد أن أدت أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إلى نزوح الآلاف ممن يعيشون شرقي المدينة. وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، وكان يؤوي عائلات نازحة ومرضى. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن خروج مستشفى غزة الأوروبي من الخدمة سيكون «له عواقب كبيرة» في وقت توجد فيه حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية. وكتب على موقع التواصل الاجتماعي إكس أن مجمع ناصر الطبي يعمل حاليا بكامل طاقته و»يعاني من نقص في الإمدادات الطبية والأدوية اللازمة للجراحة». 18 اقتحاما للأقصى قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، امس إنها وثقت 18 اقتحاما للمسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال والمستعمرين خلال الشهر الماضي، فيما تم منع رفع الأذان في الحرم الابراهيمي 54 وقتا. وأفادت الأوقاف ، في بيان صحفي، أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) ، بأن «الاحتلال والمستعمرين صعّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواء بعدد الاقتحامات التي تجاوزت 18 اقتحاما، أو بأعداد المقتحمين، إضافة لمخططات تهويدية خطيرة طالت المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ومصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى». وأشارت الوزارة إلى أن «آلاف المصلين أدوا صلاة عيد الأضحى المبارك في الأقصى، وسط تشديدات عسكرية إسرائيلية، فيما اعتدت شرطة الاحتلال على المصلّين بالضرب في باب السلسلة، واقتحمت محيط قبة الصخرة قبيل صلاة عيد الأضحى المبارك». وأضافت أن «الاحتلال منع رفع الأذان في 54 وقتا بالحرم الإبراهيمي، في محاولة لفرض التقسيم الزّماني والمكاني عليه، كما أغلقه الاحتلال في وجه المصلين والزائرين لأيام عدة خلال شهر حزيران، إضافة إلى اعتلاء عدد من جنود الاحتلال سطح الحرم، وإضاءة جدرانه بالأعلام الإسرائيلية، ونصب منصات ومدرجات خشبية في ساحته، وتركيب كاميرات في ممر الجاولية وتفقدها، واقتحام منطقة الباب الشرقي وعمل اجتماع مع إنارة المنطقة بالكهرباء بالقوة». وأكدت أن «ما يقوم به الاحتلال يُعد اعتداء صارخا على صلاحيات الأوقاف في الحرم الابراهيمي الشريف، وتعديا خطيرا على قدسيته، واستفزازا لمشاعر المسلمين، ومحاولة للسيطرة عليه». انتشار امراض جلدية خطرة تروي وفاء علوان أن طفلها لا يستطع النوم جراء الوجع الناتج عن طفح جلدي أصيب به كما أطفال آخرون في دير البلح في وسط قطاع غزة جرّاء ظروف صحية سيئة ونقص في النظافة واكتظاظ. وتقول وفاء علوان النازحة من مدينة غزة في شمال القطاع، بقلق لوكالة فرانس برس، «ابني لا يستطيع النوم طوال الليل لأنه لا يتوقّف عن حكّ جسده». ولم يتجاوز عمر الطفل الخمس سنوات، ويمكن رؤية بقع بيضاء وحمراء منتشرة على قدميه وساقيه وبطنه وظهره عندما يرفع قميصه. وهو ليس الوحيد في المنطقة الذي يعاني من التهابات جلدية تتراوح بين الجرب وجدري الماء والقمل والقوباء وغيرها من الأمراض الجلدية المنهكة، وفق شهود ومصادر طبية. وأصيب أكثر من 150 ألف شخص في قطاع غزة بأمراض جلدية بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشها النازحون في الملاجئ والخيام منذ بداية الحرب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتقول علوان، وهي أم لسبعة أطفال، من خيمتها، «يخرج دود من الأرض الرملية التي ننام عليها أثناء نومنا». وتتكدّس آلاف العائلات على رقعة رملية بالقرب من مدينة دير البلح. وتضيف «لم نعد نحمّم أطفالنا كما في السابق. مواد النظافة والتعقيم غير متوافرة للاستحمام أو غسل الملابس وتنظيف المكان. لا يوجد شيء بتاتا». وتتابع «حتى لو أردنا تحميم الأطفال، فالملابس غير متوافرة لتغييرها.. والدواء كذلك غير متوافر كما يجب». وتوضح «بالتالي حتماً سيعانون من هذه الامراض»، مشيرة الى أنها أخذت طفلها الى البحر حتى يشفى جسمه من البثور «مثلما كنا نفعل في السابق، لكن الوضع ازداد سوءا». وتشير الى أن «البحر الأبيض المتوسط بات مصبا للمجاري. حتى النفايات والفوط الصحية يلقونها في البحر. لم يعد البحر يصلح للسباحة، والرائحة كريهة». وتضيف «أصبحت أخاف أن أصل الى هناك، بسبب وجود حشرات تدخل الى العيون». القصف متواصل وسقوط 12 شهيدا وأكدت منظمة الصحة العالمية وجود 96,417 إصابة بالجرب والقمل في قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، و9274 حالة جدري ماء، و60,130 حالة طفح جلدي، و10,038 حالة قوباء. وينتشر الجرب وجدري الماء والريقان بشكل خاص، بحسب الدكتور الصيدلاني سامي حميد الذي يدير وحدة صحية مؤقتة أسسها مع مجموعة متطوعين من الكادر الطبي الفلسطيني بجهد شخصي في مخيم النخيل للنازحين في مدينة دير البلح بعد خروج العديد من العيادات الطبية عن الخدمة. بثور وقشور وأفادت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أن عدد النازحين في قطاع غزة وصل حتى مارس الى 1,9 مليون، ومن المرجح أن يكون العدد زاد بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية العديدة في جنوب غزة منذ ذلك الحين. في الوحدة الطبية لدى سامي حميد (43 عاما)، يمكن رؤية بثور وقشور على أيديه فتيان في المكان وأقدامهم وظهورهم وبطونهم. ونظرًا لنقص الأدوية، قام الدكتور حميد النازح من مدينة غزة، بفركهم غسول «الكالامين» لتهدئة أجسادهم وتخفيف الحكة، موضحا أن الأمراض الجلدية سببها «الطقس الحار ونقص المياه النظيفة بشكل خاص»، مضيفا أن تأثيرها كارثي «خصوصا على الأطفال». ويشير الى أن الوحدة تستقبل يوميا مئة مريض». ويقول المنسّق الطبي لمنظمة «أطباء بلا حدود» في غزة محمد أبو مغيصيب، «الأطفال معرّضون للخطر لأنهم يلعبون في الخارج، ويلمسون أي شيء، ويأكلون أي شيء دون غسله». ويوضح أن «الطقس الحار يزيد من العرق وتراكم الأوساخ التي تسبّب الطفح الجلدي والحساسية، والتي إذا تمّ خدشها تؤدي إلى الالتهابات». ويؤكد «أن منظمة أطباء بلا حدود تخشى ظهور أمراض جلدية أخرى مثل داء الليشمانيات الذي يمكن أن يكون قاتلاً في أشدّ أشكاله فتكاً، موضحا أن «أطفال قطاع غزة هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأجهزتهم المناعية معرّضة للخطر بسبب سوء التغذية». ويوضح الصيدلاني حميد «أن فريقه زار مؤخراً مدرسة مؤقتة يعاني فيها 24 من أصل 150 طالباً، من الجرب». وتقول علا القلى، وهي معلمة في إحدى مدارس الخيام، لوكالة فرانس برس، «في ظلّ انقطاع الماء وندرتها، أصيب بعض التلاميذ عندي بعدوى جلدية، وتنتقل الالتهابات بينهم». وحذّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين تنتج عن شحّ النظافة. ويقول حميد «المراحيض ومجاري تصريف المياه هنا بدائية تسير بين الخيم وتؤدي الى انتشار الأوبئة». وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم التبليغ عن 485 ألف حالة إسهال بسبب تفاقم سوء التغذية. المصادقة على بناء 5300 وحدة استيطانية بالضفة تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلية، المصادقة على بناء 5 آلاف و300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، رغم انتقادات دولية متصاعدة. وقالت هيئة البث العبرية (رسمية)، الأربعاء، إن «المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي في الضفة الغربية (حكومي) سيلتئم اليوم للمصادقة على بناء 5 آلاف و300 وحدة استيطانية في أرجاء الضفة الغربية». ونقلت عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله: «نطور الاستيطان ونحبط خطر إقامة الدولة الفلسطينية». وقبل يومين، توعد سموتريتش ببناء مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف دولي جديد بدولة فلسطين. وفي ظل حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أعلنت أرمينيا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها رسميا بفلسطين، ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 149 من أصل 193 دولة بالأمم المتحدة.وحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف إسرائيلي في بؤر استيطانية بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. ويشهد الاستيطان في الضفة، بما فيها القدس المحتلة، ارتفاعا ملحوظا منذ وصول الحكومة اليمينية الراهنة، برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى الحكم في ديسمبر 2022.
مشاركة :