ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. ويزيد هذا التصعيد الجديد في الهجمات الذي يأتي بعد مقتل القيادي البارز في حزب الله محمد ناصر، من مخاوف توسّع النزاع بين حزب الله واسرائيل. وفي بيان أوّل، قال الحزب إنه في "إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور"، قصف عناصره "بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع"، خمسة مقار عسكرية اسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ وفي شمال اسرائيل. وفي بيانٍ آخر، قال حزب الله إنه "استكمالًا للرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور"، شنّ "هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية"، على ثمانية مقار وقواعد عسكرية إسرائيلية في شمال اسرائيل وفي الجولان السوري المحتلّ. وقد دوّت على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية وصولا إلى الجولان صافرات الانذار بهجمات صاروخية وجوية بحسب الجيش الإسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته قصفه مواقع أطلقت منها صواريخ في جنوب لبنان بعدما عبرت "عدة مقذوفات وأهداف جوية مشبوهة" الحدود. وقال الجيش في بيان مقتضب "في أعقاب انطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل، عبرت العديد من المقذوفات والأهداف الجوية المشبوهة من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية". وأشار إلى "اعتراض العديد من الصواريخ ... واندلعت حرائق في عدد من المناطق في شمال إسرائيل". وفي الجانب اللبناني، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية بمقتل شخص بغارة من "مسيرة اسرائيلية استهدفت منزلاً" قرب الحدود، من دون أن تحدّد ما إذا كان مدنياً. وكان حزب الله تبنّى الأربعاء كذلك قصف مقار عسكرية اسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ رداً على مقتل القيادي محمد ناصر. ونعى الحزب الله في بيان الأربعاء "محمد نعمة ناصر +الحاج أبو نعمة+ مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان"، وهو ثالث قيادي كبير يقتل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر، وفق مصدر مقرب من حزب الله. وقال مصدر آخر مقرب من الحزب إن محمد ناصر هو قائد "واحدٍ من المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفاً انه "قتل بغارة اسرائيلية على سيارته في صور". ونعى الحزب كذلك مقاتلاً آخر. أعلن الجيش الاسرائيلي من جهته "القضاء" على محمد نعمة ناصر "في غارة جوية في منطقة صور"، مضيفاً أنه كان "مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات جيش الدفاع". وخلال القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله منذ اندلاع حرب غزة، أسفر التصعيد عن مقتل 496 شخصاً على الأقل في لبنان غالبيتهم مقاتلون من حزب الله ونحو 95 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
مشاركة :