وصف وزير الخارجية عادل الجبير، العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب، بـ "الاستراتيجية". وأكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار مساء أمس الأول (الجمعة) في الرياض، أن قادة الخليج جددوا دعم مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب بشأن الصحراء. وأوضح الجبير، أن القمة الخليجية المغربية أمنت على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الطرفين، مبينا أنها بحثت الأوضاع في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن وآفة إشعال الفتنة الطائفية بجانب التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن قادة دول المنطقة والمغرب شددوا على ضرورة تعزيز التحالف العسكري الإسلامي. وأبان وزير الخارجية أن القمة بحثت سبل التصدي للفتنة الطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مبينا أن هناك تطابقا كاملا في الرؤى والأفكار والمواقف تجاه هذه التحديات، كما لفت الجبير إلى موقف قادة الدول الخليجية، الذين أكدوا مساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي، منوها بأن القادة المشاركين في القمة أكدوا على الالتزام بالدفاع المشترك لحماية أمن بلادهم واحترام سيادتها ووحدة أراضيها ورفض أي نوع من المحاولات اليائسة التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وزرع نزعة الانفصال والفرقة، كما حددوا موقفهم الثابت من قضية الصحراء المغربية كقضية ملحة ودعمها بلا حدود. وتابع الجبير: رفض قادة دول المجلس وملك المغرب أي محاولات تمس بالمصالح العليا للمغرب إزاء المؤشرات الخطيرة التي شاهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، ملخصا الموقف الخليجي، بأن دول مجلس التعاون مع المغرب قلبا وقالبا، في كل القضايا، كما هو عادة الدول الخليجية، مبينا أن المغرب تبادلها نفس الموقف. وقال: إن الموقف الخليجي تجاه المغرب، ليس بأمر فيه جدال، إذ إن المغرب وقفت معنا في عام 1990 حينما تم غزو الكويت ومن ثم تحريرها ووقفت إلى جانبنا أخيرا في (عاصفة الحزم) وهي من أول الدول التي شاركت في تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب والتطرف وفي كل القضايا الإقليمية والدولية ولا أذكر موقفا مخالفا من قبل المغرب في قضية من القضايا التي تهمنا البتة مما يدل على متانة العلاقات ومتانة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين"، مبينا أن هذا الموقف يدلل على تطلع القادة لبلادهم ولشعوبهم. وأضاف الجبير: "منذ تأسست هذه الشراكة الاستراتيجية في عام 2011 تم تأسيس 15 فرقة ومجموعة عمل في مختلف المجالات، منها البيئة والعمل والاستثمار والصحة والاقتصاد وغيرها من فرق العمل الأخرى وذلك لوضع العلاقات بين الدول الخليجية والمغرب على أسس مؤسساتية متينة وهذا خلق العمل المشترك كبيرا ومتقدما ونسعى للتوسع فيها في مجالات جديدة وزيادة التجارة والاستثمار بين الجانبين في ظل التعاون العسكري والأمني القوي ونادرة ما نجد دولا تتطابق الرؤى تجاه بناء المصالح كما هو الحال بين المغرب والبلاد الخليجية. من جانبه، قال صلاح الدين مزوار: إن العلاقات بين دول الخليج والمغرب منذ 2011 نموذج يحتذى، وأضاف: «أرسلنا رسالة قوية لمن يعتقد قدرته على التفرقة بين المغرب ودول الخليج»، مؤكداً توافر إرادة خليجية - مغربية بتطوير الشراكة في كل المجالات.
مشاركة :