أكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حبيب الصايغ، أن الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأمن جميع الأوطان العربية، خط أحمر، لا يمكن التعامل معه بمجانية، مشدداً على أن وجوده على رأس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لا يمكن أن يلهيه عن أمن وطنه. واستعرض الصايغ في مؤتمر صحافي، عقده صباح أمس في المسرح الوطني بأبوظبي، ملابسات تقديم الدكتور زياد أبولبن استقالته من رئاسة رابطة الكتاب الأردنيين، وعضوية هيئتها الإدارية، اعتراضاً على تصريحات وتصرفات بعض زملائه في الهيئة الإدارية واللجان، وكذلك الأخبار المنشورة في الصفحات الإخبارية المتخصصة، ومواقع التواصل الاجتماعي. واستنكر الأمين العام لـالكتاب العرب التهجم المنتظم والمتوالي على الاتحاد العام من مسؤول لجنة الحريات في رابطة الكتاب الأردنيين، وليد حسني زهرة، على خلفية توقيف الأردني تيسير النجار في الإمارات، لأسباب أمنية لا علاقة لها بحرية الرأي والكتابة. موضحاً خلال المؤتمر الصحافي الذي قدمه الكاتب وليد علاء الدين، أن قضية النجار أمام القضاء الإماراتي، الذي يثق الجميع بنزاهته وعدله، وبالتالي لا يجوز التعليق عليها، كما هو متعارف عليه في كل الدول التي تحترم القضاء. مساندة أوضحت الأمانة العامة للاتحاد العام أن الأمين العام اتصل هاتفياً بالدكتور زياد أبولبن، وأبلغه موقف الأمانة العامة المساند له، كونه يمثل الحق والعدل، وأن العمل الثقافي العربي العام إنما يهدف إلى تمتين العلاقات الثقافية بين البلدان العربية والمثقفين العرب، لا بذر بذور الصراع والفرقة والتشويه والتشويش، وهو واجب كل وطني حر مسؤول. وأشار الصايغ إلى إصدار الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بياناً يساند رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ويناشده العودة عن استقالته، موضحاً أن الاتحاد العام طرف في تلك الواقعة، حيث طال تهجم وليد حسني زهرة الاتحاد العام ككيان يجمع كل الأدباء والكتاب في الوطن العربي، وبعض رموزه، وآخرهم نائب الأمين العام ورئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين، الدكتور وجيه فانوس، الذي سبه المدعو بأحط الألفاظ دون ذنب اقترفه، ودون مراعاة لمكانته العلمية والأدبية، ودون ـ حتى ـ سبب ظاهر أو باطن، ما يشي بأن الشتم إنما لمجرد الشتم، وأن هناك - مع الأسف - فئة محسوبة على الكتاب والصحافيين في وطننا العربي تخلط بين حرية الرأي وسوء استخدام تلك الحرية بالاعتداء على حرية الآخرين. وأضاف أن التدوينات المسيئة التي يكتبها وليد حسني، وغيره، لا تهدف إلا إلى الإساءة، فالذين يكتبونها لا يكلفون أنفسهم عناء تحري الدقة أو الحصول على المعلومات من مصادرها، ويخلطون بين ما لا يختلط، ما يشير إلى أنهم يستمتعون بتوزيع الاتهامات جزافاً، وبتلطيخ سمعة الناس دون ذنب اقترفوه، علاوة على أنهم لا يرتدعون عن الخوض في خصوصيات الناس، واستخدام ألفاظ قبيحة لا تليق بالثقافة ولا المثقفين الذين همهم الأول الحفاظ على مستوى راقٍ من التعبير. لافتاً في البيان إلى أن النظام الأساس للاتحاد العام، الذي شارك الجميع في صياغته ككيان ثقافي متلاحم ومتعاضد يستهدف خير أمته العربية، يضع ضمن أهدافه حماية حرية التعبير (في نطاق الأهداف القومية العربية والإنسانية)، لا حرية التهجم على الشرفاء وتجريحهم، وأشباه تلك الممارسات التي يلجأ إليها من لا منطق ولا حجة لديهم، ويحسبون أنهم بإساءاتهم إنما يحسنون صنعاً. وناشد الأمين العام للاتحاد العام، الدكتور زياد أبولبن العودة عن استقالته، والعودة إلى ممارسة دوره الوطني، حيث استطاع أن يجمع في شخصه بين المثقف المبدئي والإنسان المسؤول، مؤكداً على دعم الاتحاد لموقف رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الذي إنحاز إلى مبدأ الارتقاء بلغة الحوار بين المثقفين العرب، والنهي عن سب الناس دون ذنب. داعياً رابطة الكتاب الأردنيين العريقة إلى اتخاذ إجراء مناسب، يضمن عدم تكرار التطاول على الناس مرة أخرى. ودعا الصايغ المثقفين العرب إلى إعلاء شأن الأمن القومي لأوطانهم في اللحظة الحرجة التي يمر بها الوطن العربي كله. مناشداً عبر البيان، الشرفاء من المثقفين والأدباء والكتاب العرب للإسهام الإيجابي في وسائل التواصل الاجتماعي، للارتقاء بالمحتوى، وتقديم مثال حي لرقي التفكير والتناول وجمال الأسلوب، وتطويق ظاهرة الثرثرة التي يسهم في إثرائها، للأسف، بعض المحسوبين على الثقافة والأدب والفكر. وأضاف من المؤكد أن سب الناس وشتمهم، والإساءة إلى المؤسسات، لا يندرج على الإطلاق تحت شعار حرية الرأي التي يدافع عنها الاتحاد العام - والاتحادات القطرية المنضوية تحت لوائه - بشتى السبل، بل التشهير والسب والقذف المجرم قانونًا، واستخدام سلاح الكلمة وانتشارها، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سيء يعاقب عليه القانون. كما أعرب الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في البيان الذي تلاه الأمين العام، عن أسفه لتلك التصرفات الصغيرة والممارسات الطفولية، التي تستخدم الكلمة سلاحاً للتشهير والتطاول، مشيراً إلى تمسكه بحقه القانوني في مقاضاة كل الذين يسيئون بالقول والفعل، حفاظاً على مكانة الاتحاد العام ومكانة رموزه. وفي الوقت نفسه أشار إلى استخفافه بكل المحاولات التي تبذل الآن لفصل استقالة رئيس رابطة الكتاب الأردنيين عن تلك التدوينات المسيئة التي يقوم بها أشخاص غير مسؤولين، وتضامنه الكامل مع الأستاذ الدكتور زياد أبولبن، رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ضد الهجمة التي تستهدفه شخصياً، قبل وبعد استقالته.
مشاركة :