عبقرية أفلاطون اخترعت سقراط...!

  • 7/5/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما الذي يجعل فيلسوفاً عظيماً بحق؟ هل هو عمق أفكاره، أم قوة حججه، أم ربما القدرة على خلق شخصيات فلسفية خيالية تترك بصمة لا تمحى في تاريخ الفلسفة؟ ماذا لو كانت أعظم شخصيات الفلسفة الغربية، سقراط، ليست سوى ابتكار خيالي لأفلاطون؟ هل يمكن أن يكون سقراط، الذي لم يكتب شيئاً بنفسه ولا توجد له آثار مادية، شخصية من نسج خيال تلميذه الأكثر شهرة؟ كيف يمكن أن يتماشى غياب الأدلة المادية المباشرة عن وجود سقراط مع العصر الذي شهد توثيقاً كبيراً بالرسوم والتماثيل؟ في هذا المقال، سنستكشف هذه الفكرة المثيرة: أفلاطون هو من اخترع سقراط، سنبحث في الأسباب التي تجعل من الممكن أن تكون شخصية سقراط مجرد أداة فلسفية استخدمها أفلاطون لنقل أفكاره وتقديم حواراته الفلسفية بعمق وحرية أكبر. سننظر في الأدلة الأدبية والتاريخية ونفكر في مدى مصداقية هذه الفرضية التي قد تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الفلسفة الغربية ودور أفلاطون فيها. دعونا نستكشف هذه الاحتمالية ونتساءل عن الحدود بين الواقع والخيال في تاريخ الفلسفة. سقراط لم يكتب أي كتب بنفسه، وكل ما نعرفه عن أفكاره وتعاليمه يأتي من خلال كتابات تلاميذه، وأبرزهم أفلاطون، كتب أفلاطون العديد من الحوارات التي يظهر فيها سقراط كشخصية رئيسية، ويعرض فيها أفكاره ومناظراته الفلسفية، تعتبر هذه الحوارات المصدر الرئيسي لمعرفتنا بسقراط وأفكاره. ماذا لو قلت لك أن سقراط شخصية خيالية؟ الأدلة المادية المباشرة على وجود سقراط غائبة، وهذا غير منطقي نظراً للفترة الزمنية التي عاش فيها «القرن الخامس قبل الميلاد» التي شهدت ثورة توثيق بالرسوم والتماثيل، لم يتم العثور على أي عملات أو نقوش تحمل اسم سقراط بشكل مباشر، ولكن العثور على مواد أثرية من فترة حياته تُظهر الأسماء والأحداث التي كانت معاصرة له بدون ذكر اسمه. في الفترة المفترضة بوجوده، هناك بعض القطع الفخارية من تلك الفترة التي تحمل أسماء شخصيات معروفة أو رسومات تعبر عن مشاهد حياتية، ورغم ذلك لا تذكر سقراط بشكل مباشر. بما أن سقراط لم يكتب أي شيء بنفسه ولم يسعَ إلى ترك آثار مادية، فإن الأدلة على وجوده تعتمد بشكل رئيسي على المصادر الأدبية والشهادات التاريخية، وتعتبر هذه المصادر موثوقة بشكل كبير بين المؤرخين والفلاسفة، ولكن ماذا لو كانت هذه المصادر نفسها مبنية على خيال شخصي لأفلاطون؟ يمكن أن نتخيل أن أفلاطون، بذكائه الفائق وإبداعه الفلسفي، اخترع شخصية سقراط لتكون الناطق الرسمي لأفكاره الفلسفية، مما يمنحه الحرية لتقديم وجهات نظر مختلفة ومعقدة دون أن ينسبها مباشرة لنفسه. إذا كان سقراط خيالياً، فإن عبقرية أفلاطون تكون قد تجاوزت مجرد الفلسفة إلى ابتكار شخصية فلسفية متكاملة أثرت بشكل كبير على الفلسفة الغربية، وفي النهاية، سواء كان سقراط شخصية حقيقية أو ابتكاراً لأفلاطون، فإن تأثيره على الفلسفة لا يمكن إنكاره، ويظل رمزاً للحوار والبحث عن الحقيقة. إذا كانت فكرة أن أفلاطون اخترع شخصية سقراط صحيحة، فإن ذلك سيعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الفلسفة بشكل جذري، ستصبح كتابات أفلاطون نموذجاً للإبداع الأدبي والفلسفي، مما يعيد النظر في الدور الذي تلعبه الشخصيات الخيالية في تشكيل الفكر البشري. @malarab1

مشاركة :