دراسة: أدوية انقاص الوزن والسكري تقلل مخاطر الإصابة بالسرطان

  • 7/5/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسة حديثة عن فعالية فئة من أدوية السكري وإنقاص الوزن، بما في ذلك Ozempic الذي تنتجه شركة نوڤو نورديسك وMounjaro من شركة إيلي ليلي، في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان. وتضاف نتائج هذه الدارسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن هذه الفئة من الأدوية، التي تركز على إدارة مرض السكري والمساعدة في فقدان الوزن، يمكن أن يكون لها فوائد صحية أوسع. ومع تزايد الاهتمام بهذه الأدوية وتزايد الضغوط على شركات التأمين ومقدمي خدمات الرعاية الصحية لتغطيتها، على الرغم من قضايا مثل نقص الإمدادات وارتفاع سعرها، فإن فوائدها الصحية الإضافية المحتملة، مثل الوقاية من السرطان، أصبحت ذات أهمية متزايدة في المناقشات حول إمكانية الوصول إليها وتغطيتها. تكشف الدراسة المنشورة في المجلة الطبية JAMA Oncology أن منبهات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكوجين (GLP-1RAs) - وهي فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السكري من المستوى الثاني - تظهر انخفاضًا ملحوظًا في خطر الإصابة بسرطانات مختلفة عند مقارنتها بالعلاج بالأنسولين. ووجدت الدراسة على وجه التحديد، أن هذه منبهات (GLP-1RAs) ارتبطت بانخفاض كبير في مخاطر 10 أنواع مختلفة من السرطان. ويشير هذا إلى أنه بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية المتمثلة في إدارة مستويات السكر في الدم، فإن هذه الأدوية قد تقدم فوائد صحية إضافية فيما يتعلق بالوقاية من السرطان. وتستند النتائج إلى تحليل شامل للسجلات الصحية الإلكترونية التي تمتد على مدى 15 عاما، والتي تشمل 1.7 مليون مريض في الولايات المتحدة الذين وصفت لهم أدوية لمرض السكري من المستوى الثاني. وشملت هذه الأدوية منبهات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاغون Glucagon أو (GLP-1RAs)، والأنسولين، والميتفورمين، وكلها تستخدم للتحكم في مستويات السكر في الدم. وتراوحت فترة الدراسة من 2005 إلى 2018، وشملت مجموعة واسعة من بيانات المرضى لتقييم التأثير المحتمل لهذه الأدوية على خطر الإصابة بالسرطان. تحاكي أدوية منبهات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بال Glucagon (GLP-1) وظيفة هرمون الأمعاء الطبيعي لتنظيم مستويات السكر في الدم. وتعتبر هذه الأدوية حاسمة في علاج مرض السكري من المستوى الثاني، والسمنة بسبب قدرتها على تعزيز إفراز الأنسولين، وقمع إطلاق الغلوكاغون (الذي يخفض نسبة السكر في الدم)، وتأخير إفراغ المعدة. تشمل بعض أدوية منبهات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالغلوكاغون (GLP-1) المعروفة Ozempic وWegovy (كلا الاسمين التجاريين لـ semaglutide)، وMounjaro وZepbound (أو tirzepatide)، وVictoza وSaxenda أو (liraglutide)، وTrulicity أو (dulaglutide). علاقة السمنة بالسرطان تصنف جميع أنواع السرطان الـ 13 التي تم فحصها في البحث على أنها سرطانات مرتبطة بالسمنة. ويعني هذا التصنيف أن هناك علاقة معروفة بين زيادة الدهون في الجسم وزيادة خطر الإصابة بهذه الأنواع المحددة من السرطان. علاوة على ذلك، بالنسبة للأفراد الذين يعانون بالفعل من هذه السرطانات، غالبًا ما ترتبط زيادة الوزن أو السمنة بتشخيص أسوأ ونتائج أسوأ محتملة مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الصحي. ولذلك، يؤكد البحث على أهمية إدارة وزن الجسم كعامل محتمل في الحد من المخاطر وتحسين النتائج لهذه الأنواع من السرطانات. لا أدلة قاطعة بعد ارتبطت منبهات مستقبلات (GLP-1RAs) بانخفاض خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان بشكل ملحوظ مقارنة بالمرضى الذين يتناولون الأنسولين. وتتضمن أنواع السرطات تلك: المريء، والقولون والمستقيم، والرحم، والمرارة، والكلى، والكبد، والمبيض، والبنكرياس، فضلا عن الورم السحائي، والورم النخاعي المتعدد. وعلى الرغم من وجود ملاحظات واعدة، إلا أنه لا توجد أدلة ذات دلالة إحصائية تثبت بشكل قاطع انخفاض خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة بين المرضى الذين يتناولون تلك الفئة من الأدوية مقارنة بأولئك الذين يستخدمون الميتفورمين لعلاج مرض السكري. لاحظ الباحثون بعض المؤشرات، وإن لم تكن قوية بما يكفي لتلبية عتبات الأهمية الإحصائية، والتي تشير إلى فوائد محتملة من حيث تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان مثل سرطان المرارة وسرطان القولون والمستقيم بين مستخدمي فئة أدوية (GLP-1RA). هل تزيد خطر سرطان الكلى؟ أوضح الباحثون أن منبهات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاغون (GLP-1RAs)، المستخدمة في علاج مرض السكري والسمنة، تبين أنها تقلل من خطر الإصابة بمعظم أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة بالمقارنة مع علاجات مرض السكري القياسية الأخرى. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن هناك علاقة بين استخدام تلك الفئة من الأدوية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى مقارنة بالمرضى الذين يستخدمون الميتفورمين. وعلى الرغم من هذا الخطر المتزايد، إلا أنه لا يزال أقل من الخطر الملحوظ بين المرضى الذين يستخدمون الأنسولين. تُعرف فئة أدوية (GLP-1RAs) بتأثيراتها المفيدة على وظائف الكلى ولم يتم ربطها سابقًا بسرطانات الكلى. ومع ذلك، فقد سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على احتمال زيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى بين المرضى الذين يستخدمونها مقارنة مع أولئك الذين يستخدمون أدوية أخرى لمرض السكري مثل الأنسولين. وشدد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من التحقيق ومراقبة المرضى الذين يستخدمون تلك الفئة من الأدوية لتقييم هذه النتائج بشكل كامل. كما لاحظوا أنه على الرغم من أن هذه الفئة من الأدوية قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة، مثل سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس، إلا أنها لم يكن لها تأثير يذكر في انخفاض خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية مقارنة بمستخدمي الأنسولين. ما علاقة الوزن والسمنة بالسرطان؟ كانت الدراسة التي تم إجراؤها قائمة على الملاحظة، ما يعني أنها يمكن أن تقيم علاقات بين المتغيرات ولكن لا يمكنها تحديد السبب. وفي هذه الحالة، وجدت أن منبهات مستقبلات (GLP-1RAs) ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة مقارنة بعلاجات مرض السكري القياسية الأخرى. ومع ذلك، فإن الأسباب الدقيقة لهذا الانخفاض في المخاطر لم يتم تحديدها بشكل قاطع. وتوضح إحدى الفرضيات أن الفوائد قد تنبع من فقدان الوزن وتحسين السيطرة على مرض السكري بفضل هذه الأدوية. تعد كل من السمنة وسوء إدارة مرض السكري من عوامل الخطر المعروفة لمختلف أنواع السرطان، لذا فإن معالجة هذه المشكلات يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان. وأشار الباحثون أيضًا إلى أن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار الأدوية الأحدث والأكثر فعالية المضادة لمرض السكري وفقدان الوزن والتي أصبحت متاحة منذ ذلك الحين، بما في ذلك التيرزيباتيد، الذي يعمل على تنظيم الغلوكوز والوزن. تطرح هذه العلاجات الأحدث بشكل متزايد في السوق ويمكن أن تقدم فوائد معززة تتجاوز تلك التي لوحظت مع فئة (GLP-1RAs) فيما يتعلق بتقليص مخاطر السرطان. تشير النتائج إلى أن الفوائد الصحية لحقن فقدان الوزن ومرض السكري الشائعة تمتد إلى ما هو أبعد من الأغراض المقصودة لإدارة الوزن ومرض السكري، والتي ترتبط بمختلف مشاكل الصحة البدنية والعقلية. سيكون هذا الكم المتنامي من الأبحاث أمرًا حاسمًا لشركات الأدوية للحفاظ على ميزة تنافسية أثناء سعيها لتقديم منتجاتها إلى السوق. كما أنه من شأنه أن يعزز الحجة لصالح تغطية هذه الأدوية من قبل شركات التأمين، وأصحاب العمل، ومسؤولو الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يبحث صانعو الأدوية في إمكانات هذه الأدوية لعلاج حالات أخرى، بما في ذلك توقف التنفس أثناء النوم، والإدمان، والقلق، ومرض باركنسون، ومرض الكبد الدهني. كما حصلت شركة نوڤو نورديسك بالفعل على أدلة كافية لإدراج أمراض القلب والأوعية الدموية على ملصقات عقارها Wegovy.

مشاركة :