عبدالله قاسم العنزي باحث قانوني من مظاهر قلة المروءة التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي وفي موقع تويتر بالتحديد السب وإلصاق العيب أو اللفظ الجارح الذي يتعدى به على كرامة الآخرين وسمعتهم وهذا الفعل مجرم شرعاً وقانوناً باعتباره مصنفا من الجرائم المعلوماتية. وعقوبة هذا التصرف الذي يأخذ أحياناً شكلاً من أشكال الاستهبال على خلق الله السجن مدة لا تزيد عن سنة أو بغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال أو بكلا العقوبتين بهدف ردع هذا السلوك السيئ وصيانة لكرامة الآخرين من الاعتداء العلني عليهم من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي. وإن هذه الجرائم من أكثر ما تطرح في أروقة القضاء ويحاسب فاعلها ولكن يجهل بعضهم كيفية التعامل مع مثل هذه المشكلات والإيذاء الذي يمارس عليهم وسط حراك العالم الافتراضي وما الجهة التي يقدم إليها الدعوى؟ حينما تتقدم بدعواك إلى الجهات القضائية فإن الإجراء يتأخر كثيراً إذ إن الجهات القضائية بدورها تحيل المعاملة إلى مراكز الشرط ثم تحال إلى جهة الاختصاص وتأخذ المعاملة مدة طويلة حتى تعود مرة أخرى إلى مجلس القضاء! والذي تقوم به باختصار والمعمول به في مثل هذه الحالات هو التقدم بالشكوى إلى مراكز الشرط التي يتبعها إدارياً مسكن الجاني أو إذا كنت لا تعلم له مسكنا فإنك تتقدم إلى مركز الشرطة الذي يتبعه سكنك إدارياً بمعنى مركز شرطة الحي الذي تقطنه، بعدما تقوم بنسخ مفردات اللفظ مع إثبات اسم المعرف الذي استخدمه الجاني وإرفاقه بالشكوى التي تدون عليها اسمك وسجلك المدني وعنوانك مطالباً بذلك تعزير الشخص الذي اعتدى عليك ومس حياتك الشخصية وكرامتك بتطبيق العقوبات المحددة في معالجة مثل هذه الجرائم. ونضيف معلومة بأن العقوبة المالية التي قررها نظام الجرائم المعلوماتية تعود إلى بيت المال وليس للمجني عليه وإنما الذي يعود على المجني عليه هو صيانة كرامته وحماية مكانته بالمجتمع والمحافظة على شعوره واستقراره النفسي وحياته الشخصية من مساس الآخرين. وتنامي مثل هذه الجرائم دليل على أننا بحاجة إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع في كيفية إدارة الخلافات وما هي أساليب الحوار البناء حتى يتحقق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بعيداً عن التعبيرات والملاسنات الحادة التي تحمل كماً هائلاً من ألفاظ السب والتجريح. الذي أختم به حديثي في نهاية هذا الموضوع هو النصيحة لك عزيزي القارئ بأن لا تخوض مع الخائضين وأن تحرص على استخدام أدوات التواصل بما ينعكس عليك إيجابياً وبالفائدة.
مشاركة :