انطلقت اليوم (السبت) فعاليات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في العاصمة المصرية القاهرة، في مسعى لتوحيد الرؤى والجهود للخروج بالسودان من أزمته المستمرة منذ أبريل 2023. وافتتح وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي المؤتمر، بحضور ممثلي القوى السياسية والمدنية السودانية والأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان. وأكد وزير الخارجية المصري فى كلمته الافتتاحية خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان منذ ما يزيد عن عام كامل، وتداعياتها الكارثية التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظا على مقدرات الشعب السوداني ومؤسسات الدولة، وبما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني. وأشاد عبد العاطى بالجهد الكبير الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من السودانيين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة. وطالب كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنتها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد في يونيو 2023 في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل 2024 لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز 75% من إجمالي الاحتياجات، مشيراً لتكثيف مصر اتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة. واستعرض الوزير المصري جهود بلاده الإنسانية مند بدء الأزمة السودانية، حيث استقبلت مئات الآلاف من السودانيين الذين انضموا إلى نحو خمسة ملايين سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة. وشدد على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني، والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية. وأكد أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية. ونوه بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وأي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، مشددا على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه. ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة. ووفقا لآخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد أدت الحرب إلى لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار خاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان. وبلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 نحو 7.3 مليون شخص، حسبما أفادت الأمم المتحدة.
مشاركة :