الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة أصبحت تنمو بصورة كبيرة حول العالم وهذه الأصول تبحث عن الفرص التي تعد محدودة نسبيا نظرا لطبيعة المعايير التي تلتزم بها خصوصا أن الاستثمارات المتاحة عالميا لا تأخذ في الحسبان المعايير الخاصة بتلك المؤسسات ما يعرضها كثيرا إلى مخاطر عالية ورغم أن الفقهاء والمختصين وضعوا بعض المعايير التي فيها مرونة بغرض تمكين هذه المؤسسات للوصول إلى فرص في الأسواق العالمية والتعامل بصورة أفضل مع المتغيرات إلا أن هذا لا يمكن أن يحقق لهذه المؤسسات الاستدامة، ما يجعلها أمام تحد للبحث عن فرص أكثر استدامة وهنا نجد الفرص الكبيرة التي توفرها خيارات الاستثمار سواء الأسواق المالية أو الصناديق الخاصة أو الاستثمار في القطاع العقاري أو غيرها من الخيارات التي أصبحت متاحة بصورة أكبر. وهنا يمكن الحديث عن أبرز الأسباب التي تجعل من الاستثمار في السعودية من أفضل الخيارات للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة. حيث إن السوق المالية تتوسع بصورة هائلة والملاحظ أن هناك تتابعا للاكتتابات في السوق المالية المتوافقة بطبيعة الحال مع الشريعة والزيادة في عمق السوق يجذب الاستثمارات خصوصا عندما تكون هذه الاستثمارات متوافقة مع معايير المؤسسات المالية، ومن المهم أيضا النظر في مسالة أن المؤسسات المالية التي تستثمر في أسواق عالمية تواجه مخاطر عالية بسبب عملية التخارجات المتكررة لظروف تلك الاستثمارات التي قد تتحول بين فترة وأخرى من متوافقة إلى غير متوافقة مع المعايير المعتمدة لدى المؤسسات المالية الإسلامية وفي هذه الحالة يجب عليها بيع حصتها في هذا الاستثمار خلال فترة معينة حتى لو تكبدت خسائر بسبب ذلك وفقا لتقدير الهيئة الشرعية الخاصة بتلك المؤسسات، وفي المقابل نجد أن الاستثمار في الشركات في السوق عادة يتناسب مع طبيعة عمل تلك المؤسسات ومن النادر جدا وجود تحول لشركة من عمل متوافق إلى غير متوافق نظرا لتوافر خيارات التمويل والاستثمار المتوافق، ما يجعل خيار الاستثمار في السعودية أكثر استدامة. ما يميز السوق أن عمقها كبير وما زالت الفرص تتزايد في ظل الخطط الخاصة بالسوق المالية التي تضع من أهدافها أن تبلغ السوق السعودية المرتبة الثالثة عالميا وهذا بلا شك مسار يعزز من عمق السوق خصوصا مع حجم الاستثمارات الضخم التي يعمل عليها حاليا صندوق الاستثمارات العامة التي سيتم طرحها في السوق بعد أن تنضج وتزايد طلبات الإدراج في السوق وفرص هائلة خصوصا مع نمو الأنشطة غير النفطية وتنوع خيارات الاستثمار. تتميز المملكة إضافة إلى وفرة الفرص وجود خبراء في المالية الإسلامية ودعم على مستوى التشريعات والتأهيل، ما يجعل حجم المعلومات الخاصة بالاستثمارات المتوافقة مع الشريعة كبيرة ويسهل عمل المؤسسات التي تهتم بمثل هذا النوع من الاستثمارات، كما أن المملكة من الدول المحدودة التي تلزم الشركات فيها بدفع الزكاة وفقا لمعايير مراجعة من علماء وخبراء في السعودية ما يسقط عن تلك المؤسسات مجهود التأكد من إخراج الزكاة خصوصا مع صعوبة تحديدها في بعض صور الاستثمارات. الخلاصة: خيار الاستثمار في السعودية للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة يعد الأكثر استدامة نظرا لضعف احتمال مواجهة مخاطر التخارج بسبب تغير ظروف بعض الشركات التي قد تؤدي إلى التخارج بخسائر كما أن السوق تنمو باستمرار، وما زالت توفر فرصا هائلة خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :